
اتفق وزراء الرباعية في إجماع دولي نادر، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى جمهورية مصر ودولة الإمارات، على خطر الإسلاميين المتشددين والجماعات الداعشية المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين. وأكدوا على ضرورة إبعاد الجماعات المتطرفة والإخوان المسلمين عن تقرير مصير السودان.
وجاء في بيان الرباعية: “ولا يمكن أن يُملى مستقبل السودان من قبل الجماعات المتطرفة العنيفة، المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعة الإخوان المسلمين، والتي أسهم تأثيرها المزعزع في إشعال العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.”
يعد هذا البيان من أبرز التصريحات المباشرة التي تعكس هواجس المجتمع الدولي من تغلغل الحركة الإسلامية في مفاصل الدولة، وما يتولونه من أدوار سلبية في تأجيج الحرب والصراع، ليس فقط في السودان، بل بما قد يهدد المنطقة بأكملها. وترجم هذا القلق من خلال العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية على فاعلين إسلاميين سودانيين، هما: جبريل إبراهيم محمد فضيل (جبريل) وكتيبة البراء بن مالك (BBMB)، لتورطهما في الحرب الأهلية السودانية وعلاقتهما بإيران.
تهدف هذه العقوبات إلى الحد من النفوذ الإسلامي داخل السودان، وكبح أنشطة إيران الإقليمية التي ساهمت في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وقال جون ك. هيرلي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: “شكّلت الجماعات الإسلامية السودانية تحالفات خطيرة مع النظام الإيراني. لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهم بتهديد الأمن الإقليمي والعالمي.” وأضاف: “تستخدم وزارة الخزانة أدواتها العقابية القوية لتعطيل هذا النشاط وحماية الأمن القومي الأمريكي.”
نفد صبر المجتمع الدولي مما يمارسه البرهان من تضليل وتحايل ولعب على الحبال، بعد بيان الرباعية وقرارات الخزانة الأمريكية وتصريحات وكيل الوزارة، التي تعتبر دلالة واضحة على قلق واشنطن وخشيتها من إرهاب الجماعات الإسلامية المتشددة المرتبطة بمليشيا جيش البرهان، والتي استغلت القوات المسلحة لأجندتها في إشعال الحرب.
لم يعد الانكار يجدي بعد اليوم، أو محاولات النفي المتكررة عن أي ارتباط مع الحركة الإسلامية وعناصر المؤتمر الوطني وفلول النظام المباد ورموز الإسلام الإرهابي المتشدد في البلاد. اليوم، يقول المجتمع الدولي للبرهان: انتهت اللعبة، وعليه التخلي عن أوهام تحقيق طموحاته بالتحالف مع متشددي الحركة الإسلامية، الذين أصبحوا يشكلون خطرًا داهماً على البلاد والمنطقة، ما استدعى وضوحًا شديدًا من الرباعية وترك البرهان أمام مازق تاريخي يعرف تمامًا عواقب رفضه.
ويرى كثير من المتابعين أن بيان الرباعية وقرارات وزارة الخزانة الأمريكية ليست سوى عملية شد ومحاصرة لحكومة بورسودان المتأسلمة، وضغط مباشر ونفاد صبر المجتمع الدولي من تمترس البرهان ومتشددي الحركة الإسلامية في خندق الحرب وانتهاكاتهم التي أخجلت الضمير الإنساني العالمي. كما يؤكدون أن البرهان نجح، على الرغم من ذلك، في إعادة البلاد إلى عزلتها الدولية ومواقفها العدائية تجاه العالم، وسحبها لمربع الانقاذ المظلم.
ولهذا، جاء بيان الرباعية أكثر وضوحًا في اهتمامه بوضع جدول صارم لنهاية الحرب، مع تشديد المطالبة بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.