الرئيسيه

القائد إبراهيم الضي في سلسلة حلقات حوارية مع صحيفة الأشاوس (١)

كنت وطلاب ثائرون سباقون للاعتصام بالقيادة العامة كتحالف لصوت البادية!

توقعت قيام الحرب في أي ساعة بعد اشتداد وعيد الكيزان!

عند سماع أول تدوين ذهبت بعربتي لشرق النيل وحملت سلاحًا ودخلت في المعارك

لم نبارح ميدان الوغى ثانية وصمدنا في وجه الموت ولن نتراجع ولن نلين

بجسدي سبعة روائش، ومستمرون للأمام وأبحث عن الشهادة أو النصر المظفر

في زمنٍ يتناسل فيه صوت البارود مع غبار المدن المشتعلة، برزت أسماءٌ ارتبطت بساحات القتال وذاكرة الثورة. من بين هؤلاء القائد الميداني الذي لم تمنعه شهادات التأهيل العليا أن يكون متابعا من على البعد ، القائد إبراهيم الضي، الذي لم يبدأ حضوره مع الجاهزية مع ١٥ أبريل فحسب، بل كان امتدادًا لمسيرة طويلة من النضال، ما بين مقاعد الدراسة وميادين البادية ومواقع المواجهة المسلحة.

في سلسة حلقات حوار مع صحيفة الأشاوس، فتح الضي قلبه وذاكرته ليروي فصولًا من رحلته الممتدة: بداياته بين مدارس الرحّل، انخراطه المبكر في العمل السياسي والطلابي، ثم موقعه في قلب معارك الدعم السريع منذ اندلاع الحرب. حديثٌ تختلط فيه السيرة الشخصية بوهج السلاح، وتتصارع فيه الذاكرة بين الفقد والانتصار، وبين شغف الشهادة وأمل النصر، فالي مضابط الحلقة الأولى:

القائد إبراهيم الضي اسم ظهر مع حرب ١٥ أبريل.. نتعرّف عليك؟

بداية بسم الله الخالق والنصر الفالق والقائد الصادق والشعب الصامد، السلام للجميع.

مرحبًا بصحيفة الأشاوس، لكم عاطر التحايا وفائق التقدير، وعبركم نرسل سلامنا لشعبنا وقائدنا محمد حمدان. سعداء بلقائكم، وأتمنى الاستمرار لتبادل المفيد للجميع.

رحمة واسعة من الله للشهداء، وندعو بالشفاء العاجل للجرحى، ونصرًا مظفرًا للأشاوس النبلاء على من كانوا للوطن أعداء.

مسيرة حافلة ما بين البادية والمدينة؟

أنا من مواليد البادية الغربية بغرب جبل مرة، محلية نيرتتي بوباية كوري. درست الأساس بمدارس الرحّل، والثانوي بولاية زالنجي، وتخرجت في جامعة الزعيم الأزهري، كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية. ونلت الماجستير في التخطيط الاستراتيجي القومي من معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية (وكما يحلو لطلابها الثوار تسميتها: جامعة أم درمان الوطنية).

وعندما اندلعت الحرب كان لدي مشروع بحث دكتوراه عن السلام والتنمية بمركز دراسات وتنمية الرحّل بجامعة السودان.

لذلك لم يظهر اسم إبراهيم الضي مع حرب ١٥ أبريل، بل كنت معروفًا في ميادين النضال وكفاح الثورة السودانية التراكمية.

لديك أيضًا سجل نضالي مسلح سابق؟

بداية حياتي النضالية كانت مع الرفاق في جبهة القوى الثورية بقيادة الشهيد الزبيدي. وتحالفنا عدة فصائل ثورية بحركة التحرير والعدالة. وكنت رئيسًا لأكبر رابطة طلابية وهي رابطة “يبدو” بالجامعات السودانية (لعموم أبناء الرزيقات).

حينما كان الكيزان يستهدفون الطلاب بالجامعات، أوقفنا نشاطهم لشهر كامل في كل الجامعات. ثم أسسنا “منبر رحل السودان” وقت أن كنا طلابًا بالجامعات الخرطومية. ومع عدد من الرفاق، اعتصمنا بالقيادة العامة ضمن تحالف “ثوار صوت البادية السودانية”.

بعدها كلّفني بعض أبناء الوطن الخيرين برئاسة “المنظمة الشبابية للسلام والتنمية المستدامة”. وفي ظل الاستقطاب السياسي الحاد، أشرفت مع بعض القادة على تكوين عدد من الأجسام المدنية منها: “التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية” الذي خطفه الفلقناي أردول وارتمى به في أحضان الفلول، و”تجمع كيانات ثورة ديسمبر” وغيرها.

منهم من صدق واستمر معنا، ومنهم من خان وخذلنا. لكن مسيرة النضال بهم أو بدونهم مستمرة ومنتصرة بإذن الله.
وعليه، لم أظهر للرأي العام في حرب ١٥ أبريل، إنما كنت معروفًا في المحافل الوطنية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

انحيازك للدعم السريع وضعك أمام تحدٍّ كبير، متى وكيف كان؟

لم أنحز للجاهزية في ١٥ أبريل، بل منذ العام ٢٠١٦. كنت في قوات حرس الحدود، ثم التحقت بالدعم السريع منذ بداية تكوينه. فأنا من صلب تنظيم القوات، ولي الشرف بذلك.

قبل الحرب، كنت من القادة الفاعلين جدًا في العمل المدني بقوات الدعم السريع. وكان رأيي واضحًا: توقعت قيام الحرب في أي ساعة بعد اشتداد ذروة الاحتقان وغليان الوضع العام، ولهث الجماعات الإسلامية في تأجيج نيران الحرب وإصدار التهديد والوعيد المستمر للأشاوس.

وعليه، كنت شخصيًا في حالة استعداد تام، ومن وقتها شايل “كفني في شنطتي” وحتى الآن.

ولحظة اندلاع الحرب كنت في الجريف شرق. عند سماعي للتدوين، تحركت بعربتي إلى المجموعة الخاصة (١٠١) بمعسكر الشهيد عبدالرحيم في حي النصر بشرق النيل. كان قائد المعسكر آنذاك الرائد الهادي شنشون والنقيب الصادق حسن. حضرت للمعسكر وتسلحت بقناص، ودخلت المعركة منذ انطلاق شرارة الحرب في أول ساعة، وإلى الآن نحن في خط النار وصفوف القتال بالخطوط الأمامية. لن نتراجع، ولن نوهن البتة حتى التتويج بالنصر الكبير وهو التحرير الكامل للوطن من الكيزان الإرهابيين.

بعدها استلمت قيادة تيم الدفعة ١٣، وكانوا مستجدين بالمعسكر لم يتخرجوا بعد. لكنهم شبالي شجعان، فراس، ومقاتلون شرسون. لم أجد مقامرة وتضحية أكثر منهم في حياتي القتالية منذ الصغر.

ثم تم تكليفي باستجواب الأسرى والمعتقلين، ولاحقًا تكلفت بشعبة أ.س. وبعد شهر ونيف، نظمنا –مع العم القائد عمر القدم وجنابو الصادق حسن– قوات الإسناد الأول، ووزعنا قواتهم على القطاعات.

كما أقمت مع د. حامد عمري عددًا من المحاضرات التنويرية المهمة للأشاوس ، نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى