اخبارالرئيسيه

انتصارات التأسيس… القيادة الميدانية والدبلوماسية في مشهد وطني واحد

بقلم: علي الماحي

في منعطف تاريخي يسطّر للأمة صفحة جديدة من المجد، برزت قوات التأسيس كقوة صلبة، تحمل على عاتقها مشروع الوطن وحلم الشعب، وتقدّم صورة فريدة من التلاحم بين القيادة والجنود، بين الإرادة والرؤية، بين السلاح والدبلوماسية. لم تعد الانتصارات التي حققتها في المحاور مجرّد مشاهد عابرة، بل تحوّلت إلى علامات فارقة في مسيرة بناء الدولة وتثبيت أركانها.

من قلب غرفة التحكم والسيطرة، جلس القائد العام لقوات التأسيس، سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، يوجّه بدقة، ويتابع بحزم، ويقود بخبرة رجل يعرف تفاصيل الميدان كما يعرف أسرار السياسة. لم يكن مجرد قائد يصدر التعليمات، بل كان حاضراً بكل كيانه، يوزّع المهام، يرسم الخطط، ويحوّل الكلمات إلى أفعال. وكانت النتيجة واضحة: انتصارات ميدانية حاسمة على مختلف المحاور، شهد بها المقاتلون في الخنادق، وأحسّها الشعب في أمانه وأحلامه.

لقد بدت القوات في أدائها وكأنها تجسيد حيّ للانضباط والإيمان بالرسالة الوطنية. مقاتلون اندفعوا بإصرار، مدركين أنّهم لا يحمون أرضاً فحسب، بل يدافعون عن حاضر ومستقبل، عن هوية وطنية واستقرار دولة. ولم يكن ليتحقق هذا لولا وضوح توجيهات القيادة، التي أثبتت أن البوصلة ثابتة، وأن المسار واحد: النصر ثم السلام.

لكن الانتصار العسكري، مهما علا شأنه، لا ينفصل عن البعد السياسي والدبلوماسي. فقد رافق التحرك الميداني حراك خارجي واسع، رسّخ مكانة التأسيس على الساحة الدولية. وجاء ترحيب حكومة التأسيس بدعوة اللجنة الرباعية كإشارة قوية إلى انفتاح نحو الحوار، وإيمان راسخ بأن السلام هو الوجه الآخر للنصر. كما أنّ لقاءات المندوب الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مع قيادة التأسيس، واتصالات وزير خارجية بريطانيا المباشرة مع القائد العام، ليست سوى دليل إضافي على أنّ صوت التأسيس مسموع، وأنه شريك معترف به في صناعة الاستقرار.

إنّ تلاقي الانتصار العسكري مع الشرعية السياسية والدبلوماسية الدولية يُظهر أنّ معركة التأسيس لم تعد مجرد معركة بنادق، بل هي معركة رؤية شاملة، تسعى إلى إرساء دولة قوية، تتجاوز جراحها وتبني مستقبلها بثقة. وفي ذلك، فإنّ القائد العام الفريق أول محمد حمدان دقلو أثبت أنه ليس مجرد قائد ميداني، بل زعيم مرحلة، يجمع بين الحسم العسكري والحكمة السياسية.

لقد أدرك العالم أنّ التأسيس ليست مجرد قوة مسلحة، بل مشروع دولة، يحمل همّ الوطن ويمضي بثبات نحو السلام المستدام. وما أُنجز في الميدان يقابله اليوم حراك على طاولة السياسة، ليشكّل الاثنان معاً معادلة صلبة: الأمن أولاً، فالسلام ثانياً، ثم التنمية ثالثاً.

إنّ ما نشهده اليوم ليس نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة، يلتقي فيها النصر الميداني مع الوفاق السياسي، لتشرق شمس وطنٍ يحلم به الجميع. وطنٌ محروس بسواعد أبنائه، محاط بثقة المجتمع الدولي، وموجّه بقيادة تعرف تماماً ماذا تريد، وإلى أين تسير.

فلتبقى رايات التأسيس عالية، ولتبقى الإرادة الشعبية سنداً لهذه المسيرة، حتى يتحقق ما نصبو إليه جميعاً: سلام عادل، واستقرار دائم، ووطن جدير بالعيش والفخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى