الرئيسيهمقالات

أحداث تستحق التحليل

مواقف ومشاهد

بقلم: عبد الله إسحق محمد نيل

قمتُ نادي الجلق… وأنشد رسم من بانوا.
مشت على الرسم… أحداثًا وأحداث وأزمانه.

هذه الأبيات قالها الشاعر السوداني الراحل المقيم محمد محمد علي، وأنا أقولها لأتصور المشهد الداخلي والخارجي للأحداث المتسارعة في بلادي السودان، وهو حافل بالأحداث التي تستحق أن يُكتب عنها أكثر من هذه الزاوية. ولكن لسرعة تراكم الأحداث، سأتناولها في هذه الحلقة بشيء من الإشارات العامة دون الإيقان والتعمق، لأنها متسارعة ومتزايدة ومتواترة في كل ساعة ولمحة.

اسمحوا لي، قرائي الكرام، أن أبدأ بأحداث وحوادث المواجهات العسكرية المسلحة التي بدأها الجيش السوداني ومليشياته المتحالفة معه التابعة للحركة الإسلامية الإرهابية وحركات الارتزاق، ضد قوات جيش التأسيس في كل من بارا وكازقيل. وقد تصدى لها أشاوس قوات التأسيس بكل بسالة وشجاعة، وحولوا موازين المعركة بنسبة 180% من هجوم أعدته حكومة بورتسودان بكل أنواع التخطيط والتمويل. ولكن، بفضل الله وبسالة وشجاعة فرسان قوات التأسيس، تحول الهجوم إلى هجوم مضاد ومطاردة من كازقيل حتى تمكن الأشاوس بشجاعتهم غير المألوفة من دخول مدينة الأبيض، معقل الجيش السوداني والمليشيات الإرهابية والمرتزقة والحركات المتحالفة معها. وحتى كتابة هذه الزاوية، يخوض الأشاوس معارك كسر العظام داخل مدينة الأبيض، عاصمة إقليم شمال كردفان، في واحدة من أجمل وأروع المعارك الحربية التي سطرها التاريخ. اللهم انصر جنودنا الأشاوس على البقية الطاغية الفاسدة.

أما الأحداث الأخرى الأكثر والأشد اهتمامًا وألمًا وتطورًا في مشهد الأحداث المتعلقة بالسودان، فهي بيان الرباعية الدولية وما أدراك ما الرباعية، والعقوبات الأمريكية على كتاب البراء الإرهابية ودكتور جبريل، وزير المالية لحكومة بورتسودان.

بيان الرباعية، الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودولة مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، صدر بإجماع وبصم ووقع عليه وزراء خارجية الدول الأربع، ودعا إلى ضرورة محاربة التطرف الإرهابي الإسلامي، وابعاد الإسلاميين الإرهابيين عن المشاركة في مستقبل العملية السياسية في السودان، وضرورة وضع حد لأنشطتهم الإرهابية الخارجية، وضمان إيصال المساعدات إلى كل أجزاء السودان بدون قيد أو شرط، والترتيب لوقف شامل لإطلاق النار، وإجراء عملية سياسية مدنية شاملة لا يشارك فيها الجيش السوداني ومليشياته المتحالفة معه وقوات الدعم السريع السودانية.

فالبيان أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الإسلاميين الإرهابيين في السودان وجيشهم تم تصنيفهم كقوى شر وإرهاب وخطر على دول الجوار الخارجية أكثر من الداخل. ووزارة الخارجية والتعاون الدولي لحكومة السودان رحبت بالبيان وأكدت استعدادها للتعاون مع الرباعية الدولية والعمل على معالجة المشكلة السودانية وفق أسس العدالة والإنصاف، ومشاركة كل السودانيين في إدارة مستقبل بلدهم.
بينما رفضت وزارة خارجية حكومة بورتسودان الانقلابية بيان الرباعية الدولية، واتهمت دولة الإمارات ومصر بالتواطؤ مع آخرين، وأصدرت القوى الشريرة والإرهابية المتمثلة في الحركة الإسلامية الكرتاوية وحزب المؤتمر الوطني المحلول بيانًا مضادًا واتهمت مصر بالعمل ضد الحركة الإسلامية.

أما الأحداث الأكثر إيجابية، فهي الانفتاح الكبير لحكومة السودان على العالم، وقد بدأ ذلك باللقاء الأول الشهير الذي طلبه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان العمامرة، بوفد حكومة السودان، الذي ضم السيد نائب رئيس المجلس الرئاسي الجنرال عبد العزيز آدم الحلو، والأستاذ الطاهر أبوبكر عضو المجلس الرئاسي، والدكتور مبروك مبارك سليم عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم شرق السودان، وآخرين. فقد شكل اللقاء فرصة طيبة وبداية لعمل دبلوماسي كبير.

بعد ذلك، التقى الوفد وزير الخارجية المصري، وبدأت ثمار تشكيل حكومة التأسيس للسلام والوحدة الانتقالية الفدرالية تُجنى، وسيتعامل العالم مع حكومة السلام والوحدة الانتقالية الفدرالية باعتبارها حكومة السودان الشرعية، بعد أن تأكد للعالم أن حكومة بورتسودان ما هي إلا مجموعة إرهابية لا تريد للشعب السوداني السلام والوحدة والرخاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى