كتب: آدم الجدي
بعد فوات الآوان وتدمير الفاشر وقتل الآلاف من جيشك، وبعد أن قبضت ثمن ذلك من حكومة بورتسودان، أخيراً صحى مناوي من غفوته وأحلامه، وقال حسب (قناة الجزيرة) بأنه مستعد للانسحاب من الفاشر إذا وافق الدعم السريع على ذلك، حتى لو بدون عتاد حربي، حفاظاً على الأرواح وإيقاف الدمار.
صحوة ضمير جاءت متأخرة جداً يا مناوي.
أنت لوحدك قررت الوقوف مع جيش الفلول وهاجمت الأشاوس (23) هجوماً في الفاشر.
رفضت نصائح القائد حميدتي، الذي طلب منك شخصياً أن تكون في الحياد، ولا تدخل أهل دارفور في معترك هم ليسوا طرفاً فيه.
ولكن طمعك في السلطة وحب المال تسببا في الكارثة.
الآن الفاشر تترنح، والمواطنون يعانون، ومعظم قيادات جيشك قُتلوا وتم الاستيلاء على معظم عتادك الحربي.
وبعدما الفأس وقعت في الرأس، تأتي الآن لتقول إنك جاهز للانسحاب إذا وافق الدعم السريع.
لعلك سمعت بالمثل الشعبي: (دخول الحمام ما زي الخروج منه).
أنت يا مناوي دخلت الحمام لو (عملتها عملتها ولو ما عملتها عملتها).
عموماً، نرجو أن يعى الجميع الدرس، ولا يعميهم طمع مناوي وجبريل، ولا يعلنوا الوقوف مع الظالم الذي كانوا قد رفعوا السلاح في وجهه لسنين عدداً.
صحوة ضمير مناوي جاءت متأخرة، ورغم ذلك يمكن أن تُقبل نوعاً ما، ولكن ليس هناك ضمانات خاصة، فهو رجل ليس مؤتمنًا، دائماً ما يلعب بالبيضة والحجر، وكل ما يقوم به لمصلحته الشخصية.
مسألة الخروج الآمن لقوات الحركات المشتركة وبدون سلاح، أعلنتها قيادة الدعم السريع مراراً وتكراراً، ولكن مناوي هو من رفض وأعلن التحدي حتى آخر رجل.
الآن يأتي ليتباكى أمام العالم بأنه هو الضحية، والفاشر تدمرت الأبد من فك حصارها.
عتادك وطمعك يا مناوي، وتحالفك مع جيش الفلول، هو سبب دمار نيالا من قبل، والجنينة وزالنجى، والآن الفاشر.
إذا كنت صادقاً ورجعت لرشدك، يمكن أن يتفهم الأشاوس المقصد، ويتم فتح ممرات آمنة لكم للخروج بدون عتاد حربي.
هذا إذا وافق الأشاوس في الميدان، وليس القيادة العليا، لأنها أعطتك الفرصة من قبل، وأنت رفضت، والآن الأمر بيد قيادة الميدان.
حسب المعلومات، فإن قائد الفرقة وكثير من ضباط جيش الفلول هربوا وتركوا القوات المشتركة تواجه الموت لوحدها.
وبهذا أثبت على نفسك المثل الشعبي (خادم ورحكت لستها): تضحّي بقواتك وأبناء دارفور من أجل إسعاد الفلول الذين قاتلتهم لمدة (23) عاماً.
ويبقى السؤال: (بعد شنو يا مناوي؟) جاي تقول عاوز تنسحب؟
سنلتقي بإذن الله تعالى.
