
جدالحسنين حمدون
ترجل عن دنيانا الفانية البطل المغوار، فارس الحوبات، أخو الأخوان، صغير العمر كبير العقل، خبير الميادين والمعارك، غزير الفكر، سديد الرأي، الذي أستطاع وضع بصمة خاصة، في معركة الوجود بنضال وثبات واقدام وسط إخوانه الأشاوس في أرض الميدان، وعندما يكون الحديث عن بطل بقامته، وثقله رغم صغر سنه، تقف الكلمات عاجزة عن التعبير إنه فارس تعرفه ساحات الوغى وميادين البطولات، منذ تأسيس الدعم السريع، وكان وقتها يافعًا ولكنه كبير في الميدان، عرفته صولات وجولات معارك جنوب كردفان في العام2013 بمناطق (طروجي وانقارتو والكنقل وكولندي وبواطي الجواد)، وأخيرا بحرب الوجود، عرفته شوارع بحري منها معركة شارع الإنقاذ الشهيرة في الشهر الأول من الحرب، والتي ألحق فيها بجيش الحركة الإرهابية، هزيمة نكراء ستكتب في صفحات التاريخ، وأجزم حتى كتابة هذا المقال، بعد سنتان ونيف من تلك المعركة، توجد جماجم وهياكل جثث الجيش باقية في هذا الشارع الشهير، ومعركة بحري شارع الـ24 شاهدة على بسالته وتضحياته وبهذه المعركتان؛ اقتلع مع جنوده عصابات الجيش من مدينة بحري إقتلاعًا، وهو من القادات الذين كان لهم الفضل في تحريرها من قبضة جيش الحركة الارهابية.
أنه البطل علي عجينة ذاك الشاب الخلوق دمث الأخلاق، الهادئ الطبع قوي الشكيمة والعزيمة الممتلىء بحب هذه الأرض التي بدأ الدفاع عنها وعمره لا يتجاوز الثالث عشر، المشحون حبا ووقار المدرك لمخاطر بتحديات المؤامرة على إنسان الهامش والوطن، كيف لا وهو من تخلى عن مقاعد الدراسة التي كان فيها نابغًا واستبدلها بمقاعد المدفع 23 .
عجينة إبن المهمات الصعبة وبطل الجاهزية المهيب المحب لمهنته المحبوب وسط أشاوسه، المشهور في الأسافير بصفحاته، وحساباته المميزة على مواقع التواصل الإجتماعي.
أمثال على عجينة ورفاقه الذين أوفوا وذادوا عن حياض الوطن، فلتبكيهم البواكي، لقد قضوا نحبهم في معركة الوجود وكتبت اسمائهم بمداد من ذهب وسيخلد التاريخ بطولاتهم.
إنتباهة.
فقدت قوات الدعم السريع خيرة شبابها، بطل مقدام لا ينتظر إشارة بل تجده أمامك في كل فزعة ملهوف نحسبه شهيدا عن الله مدافعا عن المهمشين المظلومين المغلوبين عن أمرهم.
إنتباهة أخيرة.
على مثل علي عجينة فلتبكي البواكي وتراق الدموع من المآقي.. لله درك من بطل سلك الطريق بغير ضعف أو تردد أو ملل وعلى اثرك سيمضي الأشاوس مناضلون من أجل إنصاف القضية.