جد الحسنين حمدون يكتب: زيارة المتعوس إلى خائب الرجا

زيارة قائد عصابة الجيش الهربان إلى بارا الغرض منها رفع الروح المعنوية لجيشه المنهار معنويًا ونفسيًا، والذي أصبح التخدير فيه غير مجدٍ، وأيضًا استعطاف الكتائب الإرهابية التي تراجعت عن أرض الميدان إلى مدن الأبيض، والنيل الأبيض، بعد فقدان أشهر قاداتها في معارك كردفان، وطمأنة حركات الارتزاق التي تتباكى قيادةً وجنودًا بعدم وقوف أبناء الشمال معها لتحرير الفاشر وخزلانهم، وتركوهم يجابهون الموت وحدهم في معارك كردفان، فأراد الهربان بأن يطبطب عليهم ليحاربوا عنه بالوكالة، بعد فقدانه الثقة في عصابات الجيش والكتائب الإرهابية.
فقدت حركات الارتزاق جلّ قاداتها الميدانيين الشرسين في معارك أم صميمة والخوي وأم قعود، فأصبح جنودها بلا قادة ميدانيين، وتبقى لهم فقط السياسيون المخادعون الذين يقبعون في قصورهم العاجية، أمثال مناوي وطمبور الذين أتوا هم الآخرون قبل الهربان إلى مدينة الأبيض لرفع روح الجنود المنهارة، ولكن بلا جدوى بعد كثر عليهم الموت في غابات وسهول كردفان، من أشاوس لا يهابون الموت من أجل رفعة الحق؛ إنهم رجال قاتلوا بأنفسهم ولم يبخلوا على الوطن بشيء، فقد حققتم ما كنا نرجوه منكم وقاتلتم من أجل العرض والأرض وطهرتم البلد من دنس المرتزقة والكتائب الإرهابية بل قطعتم دابرهم.. وكان ثمن ذلك بطولات كبيرة كتبت في تاريخ تأسيس الدولة السودانية الحديثة.
انتباه:
البرهان يستخدم حركات الارتزاق كأدوات وقت الحاجة فقط، وما المعارك التي سبقت زيارته إلى بارا إلا تأمينًا له، ليأتي خلسة ثم يرجع مجرجر خيباته قبل إتمام الرحلة خوفًا ورعبًا، تاركًا فلنقايات المشتركة منطرحين على رمال كردفان بين مَيِّتٍ وجريح بلا بواكٍ.
انتباه أخير:
رسالة إلى أشاوس محاور كردفان؛ فلا تأخذكم بالمأجورين مرتزقة الحركات رحمةً.. فأضربوهم بيدٍ من حديد حتى يرجعوا مذؤومين مدحورين، يجرّون أذيال الخيبة إلى أسيادهم.