سوما المغربي تكتب: الوعي سلاح النصر في معركة السودان الجديد

سوما المغربي

بناء الدولة يمثل عهدًا جديدًا في تاريخ السودان، تقوم ركائزه على التضحيات الجسيمة والانتصارات التي حققتها قوات السودان الجديد في الميدان وهو بفضل أشاوسنا الذين لم يتزحزحوا يوما عن نصرة قضيتهم، هذا النصر لم يكن عسكريًا فقط، بل كان انتصارًا لإرادة الشعب، ورفضًا للظلم والتهميش. فقد مهدت الانتصارات الطريق نحو تأسيس دولة العدالة والمواطنة، دولة تُبنى بالإرادة الشعبية وتُدار بالمؤسسات لا بالولاءات. اليوم، تبدأ صفحة جديدة عنوانها السلام، الحرية، والوحدة، بفضل من صمدوا في الميدان، وقدموا أرواحهم لتُولد دولة تليق بالشعب السوداني وتحقق أحلامه في وطن حر، عادل، وشامل للجميع.
منذ اندلاع الحرب، كانت رسائل القيادة واضحة ثابتة فالوعي والانضباط هما الطريق نحو النصر الحقيقي. فالنصر لا يُقاس فقط بما يُنتزع في ساحات القتال، بل بما يُبنى من وعي، وما يُصان من قيم، وما يُحترم من مبادئ إنسانية.
وفي هذا السياق، تهيب إدارة التوجيه المعنوي بجميع منسوبي قوات تأسيس – السودان الجديد، من ضباط، وضباط صف، وجنود، برفع مستوى الالتزام والانضباط، والتحلي بأقصى درجات الحذر، سواء في أوقات المواجهات أو خلال فترات الاستقرار.
وقد أصدرت الإدارة موجهات صارمة، يأتي على رأسها حظر التصوير أو نشر أي محتوى ميداني دون الرجوع إلى الجهة المختصة. كل المواد الإعلامية يجب أن تُرسل للدائرة المختصة والتقيد بما تصدره إدارة التوجيه المعنوي، وهي الجهة الوحيدة المخوّلة بالنشر الرسمي، حفاظًا على أمن القوات وسلامة الخطط العسكرية.
كما شددت التعليمات على منع استجواب أو تصوير الأسرى تحت أي ظرف، وضرورة تسليمهم فورًا لجهات الاختصاص، التزامًا بالقانون الدولي الإنساني، واحترامًا لمبادئ الثورة.
وأكدت القيادة أن الالتزام الأخلاقي ليس خيارًا بل واجب، فكل تجاوز يمس كرامة الإنسان أو ينتهك حقوقه يُعد خروجًا عن روح تأسيس وقيم السودان الجديد. فقوات تأسيس لا تحمل السلاح إلا دفاعًا عن النفس، وعن حقوق الشعب السوداني، وحقه في وطن يُدار بإرادته، ويُبنى بثرواته، الوعي في هذه المرحلة هدف ووسيلة وضرورة وجود. فالنصر الذي لا يحمي القيم، ولا يرفع من مكانة الإنسان، ليس نصرًا نريده وهذا ما تعلمناه من قائدنا ورئيسنا العظيم .
الوعي هو سلاح الأشاوس الذي لا يُهزم، ومفتاح التقدم نحو النصر الحقيقي. بالوعي نُميّز طريقنا، ونحمي مبادئنا، ونُثبت للعالم أن معركتنا ليست فقط في الميدان، بل في بناء وطن جديد قائم على الحرية والعدالة والكرامة. الوعي يصنع النصر ويحفظه.

سوما المغربي
سبتمبر ٢٠٢٥