سوما المغربي تكتب: شعب بين فتك الأوبئة والكيماوي ماذا بعد؟!

سوما المغربي
في الوقت الذي يعاني فيه المواطن السوداني من أزمات صحية متتالية بدأت بانتشار الأسلحة الكيماوية وأمراض العيون، مرورًا بـحمى الضنك التي فتكت بالعديد من المناطق، جاء الفيضان السنوي هذا العام ليكمل المشهد الكارثي، ضاربًا بقوة قرى ومدن بأكملها، في ظل غياب تام لأي استجابة حقيقية من الحكومة.
المدنيون في مواجهة الموت، ما بين المرض والماء والنار، بينما حكومة بورتسودان بقيادة البرهان لا تزال تمضي في خيارها الوحيد وهو مواصلة الحرب، هذا الإصرار على الحلول العسكرية جعل الكوارث تتراكم دون توقف، وترك المواطنين يواجهون مصيرهم وحدهم، دون دواء، دون مأوى، ودون خطة إنقاذ مما تركوا فيه لمواجهة مصيرهم.
أما حكومة كامل إدريس، التي لم تعبأ بالشعب أو بالخروج من دوامة الفوضى، فقد أخفقت بشكل واضح في تقديم أي حلول واقعية، أو حتى إظهار الحد الأدنى من الاستعداد لمواجهة الطوارئ. وبدلاً من أن تنشغل بترتيب البيت السوداني من الداخل، دخلت في صراعات سياسية وإدارية لا تخدم المواطن في شيء.
اليوم، لا يبدو أن هناك نية جدية من بورتسودان ومجلس وزراء كامل إدريس لإيقاف النزيف، سواء كان هذا النزيف في الأرض أو في حياة الناس. فالمشهد العام يقول إن الدولة تخلّت عن شعبها ومن بعد أن أهلكته باستخدام السلاح الكيماوي، قد تركته اليوم يواجه الفيضانات والسموم والأوبئة وحده، بينما القيادات تتنقل بين الفنادق واللقاءات الدولية غير الجادة.
إنها حكومة التنقل بين العواصم لا بين قُرى الوطن، حكومة لا تعرف شيئًا عن آلام الناس في الأطراف، ولا عن السيول التي تجرف البيوت، ولا عن الأمراض التي تفتك بالأجساد المنهكة. همّها الظهور في المؤتمرات، لا الحضور في الميدان. تنفق الوقت في الجولات الخارجية، بينما شعبها يغرق في الفقر والمرض والنزوح. ليست حكومة خدمة مجتمع، بل إدارة أزمة من فنادق الخارج. في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن المساعدة، لا يسمع سوى التصريحات، ولا يرى سوى الرحيل المستمر لمن يفترض أنهم قادته. فأي شرعية لحكومة لا ترى شعبها بل تعمل على المظهر الإعلامي الدعائي دون حقيقة واقع حياة الشعب؟! .
ما يحتاجه السودان اليوم ليس فقط وقف الحرب، بل إعادة تعريف الدولة نفسها، واستعادة وظيفتها الأساسية في حماية المواطن وتوفير الحد الأدنى من مستحقات العيش له. الكوارث ليست قضاءً حتميًا،المآسي تتكرر، الشعب وحده يصارع مأساته بين أوبئة وأمراض وجوع واليوم سيول تجرفه.
سوما المغربي
أكتوبر٢٠٢٥