
المتحدثون : السودان على أعتاب دولة جديدة
أقام المركز الإفريقي للديمقراطية والتنمية يوم الأربعاء الموافق الأول من أكتوبر ٢٠٢٥م ندوة سياسية كبرى بعنوان “من تحت الرماد يولد التأسيس: السودان نحو دولة جديدة”، حضرها العديد من التنظيمات السياسية وحركات الكفاح المسلح الموقعة على ميثاق تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، بجانب الإدارة المدنية لولاية شرق دارفور ولفيف من قيادات المجتمع المدني وممثلي الثوار ومنظمات المجتمع المدني.
كانت الندوة ناجحة وهادفة، وبرهنت أن المجتمع بحاجة ماسة للحراك السياسي الفعّال لتبصير المجتمعات بقدوم فجر السودان الجديد: سودان الحرية والسلام والعدالة المجتمعية.
تقرير: علي يحي حمدون
خطوة استراتيجية نحو الحرية والعدالة
مثّلت الندوة رمي حجر في بركة ساكنة، حيث حرّكت الجمود السياسي الذي ظل يعتري ولاية شرق دارفور لسنوات طويلة.
تحدث فيها عضو الهيئة القيادية بتحالف السودان التأسيسي الأستاذ/ مصطفى باخت كمتحدث رئيسي، ثم عقّب عليه الأستاذ عيسى منزول الأمين السياسي لحزب الأمة القومي بالولاية، والأستاذ عبد الماجد طالبان رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي – جناح د. الهادي إدريس.
تناول باخت الخلفية التاريخية للظلم والتهميش الذي ظل يعاني منه الهامش السوداني منذ الاستقلال، موضحًا أن المؤسسة العسكرية لم تكن سوى جناح عسكري للحركة الإسلامية الإرهابية، احتكرت أدوات العنف لقمع الشعب لعقود.
وأشار إلى ضرورة التماسك خلف الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم، وأشاد بقرار الفريق محمد حمدان دقلو رئيس المجلس الرئاسي الذي قال “لا” للطغاة و”لا” لإبادة الشعب السوداني، مؤكدًا أنه رجل السلام الأول ومنقذ الهامش من الاستعمار الحديث.
كما تحدث باخت عن مستقبل تحالف السودان التأسيسي، مبرزًا العقبات التي تواجهه وأولويات حكومة السلام والوحدة، موضحًا أن انشقاقهم عن “تقدم” جاء نتيجة خلافات سياسية، ليؤسسوا تحالفًا جامعًا أكثر واقعية في مواجهة الحرب التي أشعلتها الحركة الإسلامية الإرهابية للعودة إلى السلطة عبر فوهات البنادق.
اشادات ..
أشاد المتحدثون والمعقّبون بنجاح الندوة، حيث وصفها الأستاذ عيسى منزول بأنها “الضوء الذي انتظره الشعب طويلًا” عبر تشكيل أكبر تحالف سياسي عسكري في تاريخ السودان الحديث. فيما أكد الأستاذ عبد الماجد طالبان أن الهامش بات أكثر وعيًا بحقوقه، داعيًا للوقوف خلف هذا التحالف الاستراتيجي حتى تتحقق الحرية والعدالة المنشودة.
كما شارك عبر تقنية “الزوم” د. حذيفة مصطفى أبو نوبة رئيس مجلس إدارة المركز الإفريقي، مثمنًا دور المركز في رفع الوعي السياسي، فيما أوضح د. خليفة باخت بشارة مدير المركز بدارفور أن المركز يقف على مسافة واحدة من الجميع ويستعد لإقامة المزيد من الندوات والورش العلمية، خاصة في قضايا رتق النسيج الاجتماعي ومعالجة تشوهات نظام الإنقاذ.
ومن جانبه، شدد الأستاذ محمد إدريس خاطر، رئيس الإدارة المدنية بولاية شرق دارفور المكلف، على ضرورة توحيد الصف الداخلي وتوعية القواعد بميلاد السودان الجديد، القائم على الحرية والعدالة ونقض الدولة العميقة القديمة.
وفي الختام، أجمع الحضور على جملة توصيات أبرزها:
مواصلة عقد الندوات السياسية لرفع الوعي المجتمعي.
نزول التنظيمات الموقعة على الميثاق إلى القواعد وتبصيرها بمشروع السودان الجامع.
مؤازرة أبطال الجبهات الأمامية ورفع الروح المعنوية لديهم.
التركيز على البحوث العلمية ومؤتمرات التعليم والصحة كجزء من بناء السودان الجديد.