الرئيسيهحواراتموسى يوسف مساجد

العمدة عبد الرحمن حلوف.. يروي خفايا مواجهة (60) من عمد شرق دارفور للبرهان قبل أيام من الحرب!

تصريحات البرهان المتشددة وصحبه حرّكت فينا المخاوف من الحرب فذهبنا إلى الخرطوم.

التقينا هؤلاء (……) في الخرطوم و(….) كان ردّ البرهان على مخاوفنا من الحرب!

تجاهل مخاوفنا قاد إلى حرب حصدت آلاف الأرواح وحوّلت السودانيين إلى مشرّدين ولاجئين!

عسلاية تدعم حكومة التأسيس لإعادة ما حُرم منه المواطن من خدمات، وإعادة الاستقرار.

عسلاية: موسى مساجد

كشف العمدة عبد الرحمن عيسى حلوف ــ رئيس المحكمة الشعبية بمحلية عسلاية ــ أسرارًا وخفايا تخرج إلى العلن لأول مرة، بشأن ذهاب وفد من العمد والأعيان من الإدارة الأهلية بولاية شرق دارفور إلى العاصمة الخرطوم قبل أيام من انطلاق شرارة حرب 15 أبريل 2023، لوضع حدّ للتراشق الإعلامي من قِبل قيادات الجيش، لتجنيب البلاد الحرب.

العمدة عبد الرحمن حلوف كشف ـ خلال زيارة الصحيفة لمقر محكمة العمد التي يرأسها بمدينة عسلاية بشرق دارفور ـ قصة الـ(60) من العمد الذين حزموا أمتعتهم إلى الخرطوم مخافة اشتعال الحرب، والتقوا بقائد الجيش الفريق البرهان لكسر ناقوس خطر الحرب الذي كان يلوح في الأفق. وأوضح أن المبادرة كانت من محليته، والتف حولها قيادات الإدارة الأهلية بالولاية، وكانت الوجهة إلى العاصمة.

ترحيب العمدة ..

رحّب العمدة حلوف بوفد صحيفة “الأشاوس” قائلاً:
«نحن كإدارة أهلية جنود مجهولون، لكننا نقوم بمجهود كبير في استتباب الأمن وفض النزاعات بين الأهل وحلحلة المشاكل. بعض القضايا تُحل بالقانون، وأخرى بالأعراف الأهلية، ولن يهدأ لنا بال حتى نجد حلولاً عادلة تمنع تفاقم الأزمات».

رد البرهان على المخاوف!

أفصح العمدة حلوف خلال المقابلة عن قصة المبادرة التي ضرب بها البرهان عرض الحائط، ليعلن حربًا حصدت آلاف الأرواح، وحوّلت من بقي حيًا من السودانيين إلى مشرّدين في الولايات الآمنة ولاجئين في دول الجوار.

كما تناول الدور الحيوي الذي لعبته المحكمة الشعبية والإدارة الأهلية قبل اندلاع الحرب وخلالها، في التخفيف من وطأة آثارها، وتحدّث عن الوساطات المحلية في ظل غياب السلطة وهروبها، وتبنّيهم لزمام الأمور في فض النزاعات بين المزارعين والرعاة ومشاكل الأراضي.

ستون عمدة في وجه تصريحات قيادة الجيش!

يروي العمدة حلوف تفاصيل مثيرة عن كيف أنهم استشعروا الخطر وأن نذر الحرب بدأت تلوح مع تصريحات قيادات الجيش العليا بدءًا من البرهان نفسه، وشمس الدين كباشي، وياسر العطا. وأشار إلى أنهم تحرّكوا من عسلاية، وانضم إليهم آخرون، وكان التحرّك الاستثنائي بقيادة ستين عمدة من مختلف مناطق الإدارة الأهلية.

وقال: «ذهبنا إلى الخرطوم، التقينا بحزب الأمة القومي، وبقبائل العباسيين، ثم اجتمعنا بالبرهان نفسه في الثالث من شهر رمضان، أي قبل أيام قليلة من الحرب. قلنا للبرهان صراحة: الحرب أولها الكلام. خشينا من خراب الخرطوم، وحذّرناه من أن التصريحات غير مقبولة، لكن رده كان أنه لن يحدث شيء، وغادرناه».

من بيت العمدة إلى ميدان القرار

وأضاف العمدة: «رغم أننا لم نقتنع بكلام البرهان ووعده حين قال: لن يحدث شيء، إلا أننا أوصلنا رسالتنا. لكن حين اندلعت الحرب في 15 أبريل، كنا مجتمعين في بيت العمدة العاجب كبور، وفورًا تحركنا إلى الضعين للقاء القادة العسكريين هناك، سعياً للمحافظة على وحدة المجتمع ومنع الحرب من التمدد».

المحكمة الشعبية في خط النار..

هكذا كان لسان حال العمدة يقول: إنهم في المحكمة الشعبية كانوا في خط النار عبر وساطات محلية منعت انفجار النزاعات بين المزارعين والرعاة في ظل انهيار السلطة وتعطلها.

وأوضح العمدة أنّ الإدارة الأهلية والمحكمة الشعبية لعبتا دورًا محوريًا في التهدئة بين المزارعين والرعاة، وفي تسوية نزاعات الأراضي، مؤكدًا أنّ تدخّل الإدارة الأهلية حال دون تطور هذه النزاعات إلى مواجهات غير محمودة.

حفظ الأسواق: تفاصيل جهود الإدارة الأهلية

أوضح حلوف أنّ الإدارة الأهلية بادرت بحماية الأسواق والمناطق الحيوية في الضعين وعسلاية وغيرها، بالتنسيق مع الشرطة والدعم السريع، بهدف منع التفلت الأمني وحماية المواطنين. وأكد أنّ المحكمة الشعبية ما تزال تؤدي دورها بشكل طبيعي إلى جانب الإدارات الرسمية.

رسالة للتأسيس ..

قال العمدة حلوف إنّ الإدارة الأهلية شريك في بناء السلام وداعمة لحكومة التأسيس نحو خدمات أفضل. وأفاد قائلاً:
«كل الأمل في الله أن تنجح حكومة التأسيس في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين من صحة وتعليم ومياه شرب. نحن لن نفرّط في أمن البلد، وسنظل مع حكومة التأسيس حتى النهاية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى