ساعات تفصلها عن التحرير: الفاشر .. الأهمية الاستراتيجية والفتوحات المتوقعة

تقرير سوما المغربي
مع دخول الحرب ووصولها عامها الثالث تصدرت مدينة الفاشر واجهة الإهتمام المحلي والدولي، حيث أنها تمثل المفتاح الاستراتيجي للسيطرة على إقليم دارفور بأكمله،كما أنها تحوي أكبر مخيمات النازحين وهما زمزم وأبو شوك اللذان يحظيان بإلتفات المجتمع الدولي إليهما ،كمان أن البعد والعمق الجيوسياسي والإستراتيجي،وأيضا إحتدام المعارك حولها وبمحيطها جعل المدينة تتصدر واجهة الأحداث.
وبحسب المراسل الحربي ياسين احمد فإن الاشاوس قد اختروقوا أسوار فرقة الجيش بالفاشر وأن ساعات قليلة تفصلهم عن إعلان التحرير
_الموقع الجغرافي ، أهميتها التاريخية …
الفاشر عاصمة شمال دارفور والإسم (بكسر الشين) فالرواية الأكثر شيوعًا وأقوى حجة له هي التي تذهب إلى أن اللفظ يعني مجلس السلطان، كما ورد في الأعمال الأدبية والغنائية بالسودان مثل الأغنية التراثية التي تقول في «..الفاشر الكبير طلعوا الصايح» أي مجلس السلطان الكبير، ويُقال لها فاشر السلطان، بمعنى مجلس السلطان، والفاشر زكريا، أي مجلس السلطان زكريا والد السلطان علي دينار والتي تحوي قصره الذي تحول إلى متحف تاريخي يعتبر من الآثار الخالدة في المدينة .
تحتضن مدينة الفاشر، البالغ مساحتها 802 كيلومترات مربع، ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة، بحسب آخر إحصاء سكاني ،والفاشِرْ مدينة تقع في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدم) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر (498 ميل) غرب العاصمة الخرطوم، و 195 كيلومتر (130 ميلًا) عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت محطة انطلاق للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية المتوفرة في المنطقة بشكل أساسي. وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. كما أنها من المناطق التي زارتها الرحالة الأمريكية الجوية أميليا إيرهارت في محاولتها لعبور العالم.
أهمية سياسية ..
أسباب تركيز الحكومات المتعاقبة عليها بخاصة المسؤولين الأجانب للزيارة في فترات احتدام حرب دارفور
والفاشر لها أهميتها الجغرافية الإستراتيجية حيث تقع في ملتقى طرق لثلاث دول مجاورة للسودان، وهي: تشاد عبر معبر الطينة، وليبيا من خلال جبل عوينات، بالإضافة إلى مصر عبر الطريق التاريخية لدرب الأربعين، كما نظرًا لقربها الجغرافي من تلك المناطق. وبالتالي، فهي تعتبر المدخل الوحيد لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ومن ثم تُنْقَل المساعدات منها إلى بقية أرجاء الإقليم، بالإضافة إلى احتوائها على مطار دولي، لذا هي تعتبر الفاشر موقعًا استراتيجيًا عسكريًا للجهة التي تسيطر عليها.
كما إن مدينة الفاشر لها رمزية تاريخية بوصفها آخر عاصمة لإقليم دارفور قبل تقسيمه إدارياً إلى 5 ولايات في عهد نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
لذلك في هذه المرحلة أصبحت الفاشر ميدانياً هي الوجهة المشتعلة على خريطة مسرح عمليات الصراع المسلح المحتدم، فالمدينة تحت حصار منذ أشهر من قبل قوات الدعم السريع حيث تضيق على دخول الإمدادات إلى داخل الفرقة العسكرية داخل المدينة.
_ تأخر سقوط الفرقة ..
في الوقت الراهن تسيطر قوات الدعم السريع على المدينة وقد أخلت قوات تحالف السودان التأسيسي المدينة من المواطنين تحسبا لعدم تعرصهم لنيران المعارك الجارية حاليا.
وبالنسبة لـقوات الدعم السريع فإن سيطرتها على الفاشر تعني فرض نفوذها بالكامل على إقليم دارفور، ومنها يمكنها أن تصل عبر الصحراء، وتهدد الولاية الشمالية التي تقع تحت نفوذ الجيش السوداني.
وقد تأخر بسط السيطرة الكاملة لقوات الدعم السريع عليها نسبة لوجود المدنيين قبل إجلائهم أخيراً، حيث أن المدينة بها أكبر معسكرين للنزوح هما “زمزم” و ” أبو شوك” ،واللذان كان تستخدم حركات الكفاح المسلح المتحالفة مع الجيش سكانهما كدروع بشرية وكان هذا أحد أهم الأسباب التي أخرت قوات الدعم السريع من السيطرة عليها سابقا، كما أن إستخدام الجيش لسلاح الطيران سابقا بكثافة كان العائق الأكبر أمام قوات الدعم السريع، ولكن بعد تحييد الطيران دفع قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو بقوات “الطوفان” التي يقول المراقبون أنها شارفت على أبواب الفرقة العسكرية بالفاشر لإحكام السيطرة التامة على المدينة.
_امتدادات الولاية كمعبر صوب الشمالية
ويذهب المحللون السياسيون، إلى أن فقدان الجيش للفاشر لصالح “الدعم السريع” يعني خسارة عسكرية كبيرة لأكبر مدن إقليم دارفور من حيث المساحة والسكان والتي تعد آخر منطقة لتواجد الجيش والحركات في مناطق أقاليم دارفور.
وإحكام سيطرة الدعم السريع على الفاشر يؤمّن لها خطوط الإمداد المحصنة بالسلاح والعتاد العسكري، وتأسيس مركز للسيطرة والقيادة مفتوح المجال الجغرافي في الحدود الغربية، يُمكّنها من مهاجمة ولايات كردفان، وتقوية دفاعاتها وتهديد ولايات الشرق حتى الحدود الإثيوبية وطريق الدبة “الذي تتواجد به أرتال من قوات الدعم السريع” لتصل حتى أقاصي الولاية الشمالية كما أعلن قادة الدعم السريع سابقاً.
ويتوقع المراقبين الدوليين للوضع في الفاشر أن فور سيطرة قوات الدعم السريع عليها سيتم إعلان حكومة الوحدة والسلام في المناطق التي تسيطر عليها من بعد إعلان ميثاق التأسيس والدستور بنيروبي بمشاركة لحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والقوى الثورية من حركات الكفاح المسلح المشاركة هي الأخرى في ميثاق التاسيس، وستكون حكومة الوحدة والسلام في مقابل حكومة الأمر الواقع التي يسيّرها قادة الجيش وحلفائه من الحركات والمليشيات المسلحة التي تتخذ بورتسودان بولاية البحر الأحمر عاصمة لها.