الرئيسيهحوارات

رئيس مجلس التاسيس المدني بشرق دارفور عيسى عبد الكريم أبو في حوار مع صحيفة (الاشاوس)

شرق دارفور غنية بالموارد… لكنها بلا بنية تحتية!

حملت السلاح لأن جيش الفلول هجّرنا قسراً و(…..) لهذه السبب انحزنا للدعم السريع

الإدارة الأهلية صمام أمان أنقذ الضعين من الفوضى ومنعت (الشفشفة)

نطالب حكومة التأسيس بالوفاء للثوار وتنمية الولاية

(…..) رسالتنا للرئاسة بشأن وضع المجالس التشريع لتجنب الفراغ الدستوري

هو من القيادات البارزة بولاية شرق دارفور، وأحد الثائرين الذين حملوا السلاح في وجه نظام الإنقاذ لرد المظالم في يوم من الأيام. كان قيادياً في حركة العدل والمساواة قبل أن يغادرها مكرهاً، ويلتحق باتفاق أبوجا مع مني أركو مناوي، ثم يُقصى مرة أخرى من المشهد.

إنه المربي الأستاذ عيسى عبد الكريم أبو مدني، أحد أعلام وزارة التربية والتعليم، حيث عمل في عدد من إداراتها مسؤولاً أول.
التقته الأشاوس في حوار بوصفه رئيس مجلس التأسيس المدني بولاية شرق دارفور، فتناولنا معه عدداً من المحاور المتعلقة بدور المجلس التشريعي في خدمة المواطن، وعلاقته بالجهاز التنفيذي، إلى جانب قضايا التماسك المجتمعي وكيف جنّب أهل شرق دارفور ولايتهم الانزلاق الأمني والفوضى.
فإلى نص الحوار:

● بداية، حدثنا عن مسيرتك في مجال التعليم؟

عملت بالتعليم حتى وصلت إلى درجة مدير تعليم ومدير الإدارة التربوية.

● كيف جئت إلى رئاسة المجلس التشريعي المدني؟

أتينا بالاختيار عبر القواعد بواسطة اللجان الفنية المكلفة بتشكيل الإدارات المدنية. كان هناك ثلاثة مرشحين، وتمت مراعاة الفيدرالية والثقل السكاني في اختيار المناصب العليا. وبما أننا مكوّن كبير في الولاية، كان نصيبنا رئاسة مجلس التأسيس المدني.

● هل كان منافسوك على المنصب من ذات المكوّن؟

نعم، كان المنافسون: عيسى أبو مدني، آدم أحمد، ومحمد عمر. وفي النهاية حُسم الأمر لصالحي.

● كنتَ من الذين حملوا السلاح ضد الإنقاذ، ثم شاركت لاحقاً في حكومة اتفاق أبوجا… حدثنا عن هذه المرحلة؟

تعرضت أسرتنا لاعتداءات ممنهجة قادتها استخبارات الجيش، مما أجبرنا على النزوح والتهجير القسري. هذا أشعل غضبنا، فاخترت التمرد والتحقت بحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل إبراهيم.

استمريت أربع سنوات، لكننا لم نجد الممارسة الرشيدة، وأحسسنا أن التكوين قبلي، فخرجنا مجموعة من الحركة. بعد توقيع مناوي اتفاق أبوجا مع الحكومة، التحقنا بالتوقيع باسم حركة العدل والمساواة جناح السلام، حيث شغلت منصب الأمين السياسي.

لكن حكومة الإنقاذ لم تلتزم باستحقاقات الاتفاقية كما ينبغي، فأُعطينا وزيراً للتربية بجنوب دارفور وخمسة أعضاء في المجلس التشريعي، ثم توقف كل شيء.

اختلفنا مع بعض رفاقنا الذين أرادوا العودة للتمرد، وفضلنا الاستمرار بالضغط لتنفيذ الاتفاق رغم فشلنا. عدت بعدها للتعليم حتى اندلاع الحرب الحالية، فانحزنا دون تردد لقوات الدعم السريع، لأننا ذقنا مرارات جيش الفلول من قبل، وشاركنا عسكرياً لتصحيح المسار.

● ما أولوياتكم التي تطالبون بها حكومة التأسيس؟

شرق دارفور متأخرة عن ركب الولايات. لا توجد بنية تحتية ولا طرق تربط الضعين ببقية المدن. في الخريف تنقطع الطرق تماماً. الأولوية عندنا هي البنية التحتية، خصوصاً الطرق.

● هل تأثر الاقتصاد بسبب هذا الوضع؟

نعم. شرق دارفور من أغنى الولايات بالزراعة والثروة الحيوانية والصمغ العربي بكافة أنواعه. لكن خيراتنا كانت تُنهب وتذهب إلى العاصمة. نأمل أن حكومة التأسيس تنظر إلينا بعين الاعتبار، فنحن لا نحتاج لدعم خارجي إذا وُظّفت مواردنا بشكل صحيح.

● كيف تصفون التماسك المجتمعي بالولاية؟

شرق دارفور مثال حي للتماسك. الضعين صمدت بفضل تكاتف المجتمع، الإدارة الأهلية، الدعم السريع، والشرطة. الإدارة الأهلية لعبت دوراً محورياً، حيث جلست مع الجيش والدعم السريع وأكدت أنها ستقف ضد أي طرف يحاول إدخال الولاية في الفوضى.

حتى عندما سقطت الفرقة العسكرية، تولى الدعم السريع حراسة السوق وفتح ممرات آمنة للجيش للخروج. لم يحدث تعدٍّ على الممتلكات العامة أو الخاصة (شفشفة) ، والفضل يعود لحكمة الإدارة الأهلية والتنسيق المجتمعي.

● رسالتكم الأخيرة؟

نطالب حكومة التأسيس بالنظر في وضعية المجلس التشريعي حتى لا يكون هناك فراغ دستوري، عبر إعادة الثقة أو إعادة التشكيل، لأن الجهاز التنفيذي وحده لا يمكنه القيام بالمهام دون رقابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى