
طيران جيش “الفلول” يحوّل السوق إلى رمادٍ وصمت دولي
غضب البيانات وصمت العالم.. دارفور تنادي العدالة الدولية
في لمحة بصر، حوّل طيران جيش الفلول في غارته الـ(135) على مدينة الكومة بشمال دارفور المدينة إلى سرادق عزاء.
ففي صباحٍ مثقلٍ برائحة الدخان والدم، دوّت غارات جوية اختطفت أرواح خمسة عشر مواطنًا من النساء والأطفال والشيوخ، تاركةً خلفها بيوتًا تبكي وأرضًا تئنّ تحت وطأة الفقد.
لم تكن الكومة ساحة معركة، بل سوقًا يعج بالحياة… قبل أن تُحيله القنابل إلى صمتٍ أبدي.
وقد أثارت الحادثة ردود أفعال واسعة من جهات عدة.
وزارة الداخلية تدين
قالت وزارة الداخلية بحكومة السلام إن مليشيات الحركة الإسلامية الإرهابية نفّذت الهجوم بطائرات مسيّرة استهدفت تجمعًا مدنيًا، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بينهم نساء وأطفال.
واعتبرت الوزارة الحادث استمرارًا لسياسة التطهير العرقي، مطالبةً بتحركٍ عاجل من المجتمع الدولي لمحاسبة الجناة وحماية المدنيين، كما عبّرت عن تعازيها لأسر الضحايا وتضامنها الكامل مع الجرحى.
جريمة إبادة
أدانت الحركة المجزرة التي ارتكبتها طائرات نظام بورتسودان ضد المدنيين في سوق الكومة، ووصفتها بأنها جريمة إبادة جماعية تُواصل نهج النظام البائد في سياسة الأرض المحروقة.
ودعت الحركة إلى محاربة النظام بدلًا من الاكتفاء بالإدانات، مؤكدةً تعاونها مع لجنة تقصّي الحقائق التابعة للأمم المتحدة لتقديم الجناة إلى العدالة.
تحقيق دولي
وصفت المبادرة الغارة الجوية بأنها مجزرة بشعة ارتكبها طيران الجيش السوداني، واعتبرتها جريمة ضد الإنسانية تستوجب تحقيقًا دوليًا ومحاسبة سلطات بورتسودان.
وشدّد البيان على ضرورة الحماية العاجلة للمدنيين، وإدانة الصمت الدولي المعيب تجاه جرائم الحرب المستمرة في دارفور.
وختم بالدعاء للشهداء والجرحى بالصبر والشفاء.
هيئة محامي كردفان تستنكر
رأت هيئة محامي كردفان أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب تستوجب المساءلة الجنائية الدولية.
وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، وإحالة الجناة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتوفير حماية دولية للمدنيين.
كما حذّرت من أن الصمت الدولي يشجع على الإفلات من العقاب ويهدد الأمن والسلم في السودان.
صمت دولي
تظلّ الكومة اليوم شاهدًا على مأساةٍ جديدة في سجلّ الألم السوداني، حيث تختلط دموع الأمهات بصدى الغارات.
وبين إداناتٍ متباينة وصمتٍ دوليٍّ مطبق، يبقى السؤال معلّقًا في سماء دارفور:
متى تتوقف الحرب على الأبرياء؟