الرئيسيهمقالات

التصوير في زمن الحرب… عدسة قد تقتل قبل الرصاصة

عزيز محمد

بين كشف الحقائق وتعريض الأرواح للخطر، تتحوّل الكاميرا أحيانًا إلى أداة حرب خفية.
في زمنٍ تتسابق فيه العدسات لالتقاط مشاهد الحروب، يتحوّل التصوير من وسيلة توثيق إلى سلاحٍ يحمل في طيّاته أضرارًا جسيمة لا تقل خطرًا عن الرصاص نفسه. فبينما يظن البعض أن الصورة مجرد انعكاس للحقيقة، قد تكون في الواقع بابًا لمخاطر لا تُرى بالعين المجرّدة.
أول هذه المخاطر هو تهديد حياة المصوّر ومن حوله، إذ إن وجود الكاميرا في ساحات القتال قد يلفت الأنظار ويجعل من حاملها هدفًا مباشرًا للقصف أو الاستهداف. كما أن بعض الصور التي تُلتقط في الميدان قد تكشف مواقع حساسة أو تحركات عسكرية، فتتحوّل اللقطة إلى معلومة استخباراتية ثمينة تقع في يد العدو.
ولا يتوقف الخطر عند هذا الحد، فالحروب الحديثة تُخاض على جبهتين: الميدان العسكري والميدان الإعلامي. فالصور قد تُستغل للتلاعب بالعقول، إما عبر التضليل أو إخراجها من سياقها لخدمة أجندات سياسية، مما يزيد من تعقيد النزاعات وتأجيج الصراعات.

إن التصوير أثناء الحروب، رغم أهميته في كشف الحقائق، يظل سيفًا ذا حدّين؛ فإما أن يُستخدم لخدمة الحقيقة، أو يتحوّل إلى أداة تُعمّق الجراح وتزيد من معاناة الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى