تحرير فاشر السلطان: من أبو كيعان إلى أبو نشوك ومصعب أحمد وقادة المحاور
 
						قادة سطّروا أسماؤهم في صمت في دفاتر تحرير (فاشر السلطان)
ياسين قائد المدفعية الإعلامية لدك حصون كذب (الفلول)
تقرير سوما المغربي
في صمت الجبهات وتحت وطأة المعارك الحاسمة، سطّر رجال أوفياء أسماءهم في ذاكرة الفاشر، لا بحثًا عن الأضواء، بل وفاءً للوطن والواجب، فبين القادة الميدانيين، والمخططين، والمراسلين، وأبناء الشعب الصامدين، وُلد نصر الفاشر كأحد أعظم فصول التحرير في دارفور. إنها حكاية أبطال في الظل، حملوا همّ المعركة، وعدّلوا مساراتها، وواجهوا بعزيمة لا تلين. إنها أسماء عديدة لا يسعنا ذكرها جميعًا، لقد صنعت الفرق، وقادت بحكمة، وضحّت بصمت، لترفع راية النصر وتعيد كتابة التاريخ من قلب “الفاشر السلطان” إلى آفاق وطنٍ حر تسوده الكرامة والعدالة.
قائد الطوفان العظيم ملهم الانتصارات
الفريق عبد الرحيم دقلو اسم ساطع في انتصارات الأشاوس، وتحت قيادته تم تسريع وتيرة الانتصار في الفاشر. بتواجده الميداني المستمر، أعاد تنظيم الخطط، واستعان بضباط جدد، فعزّز الأداء الميداني وأوجد ديناميكية جديدة على الأرض. حضوره الواقعي – ليس مجرد ظهور رمزي – ساهم في الكسر المباشر لمعادلات العدو.
أبو شوك اسم ناصع
يُعد اللواء جدو حمدان أحمد محمد (أبو شوك) – قائد الفرقة/قطاع شمال دارفور – مثالًا للرجل الذي تحمّل “حِمْل سنوات” من الخدمة والمواجهة، منذ أن كان برتبة عقيد عام 2017، حتى تسلّم قيادة القطاع. شارك في معارك عدة حتى تحرير الفاشر، ونال وسام الشجاعة من الطبقة الأولى، لخدمة طويلة وممتازة.
العقيد مصعب أحمد محمود، قائد العمليات في منطقة الفاشر، عمل من وراء الكواليس، خطط ودبّر للتقدم العملياتي، وساهم في صناعة الخطاب الميداني والتوجيهي من واقع عمله السابق في دائرة التوجيه، حيث واجه الانتصارات والنصر. أما دوره الإعلامي فكان واضحًا في بناء معنويات القوات ونشر حقيقة الميدان.
يس المدفعية الإعلامية الحاضرة
المراسل الحربي بدائرة الإعلام في مدينة الفاشر ياسين أحمد عبد الله – خريج جامعة الجنينة، ومعلم الإعلام بقوات الدعم السريع – بدأ من شعبة الإعلام كمصور ومنتج، ثم مدير قسم العمليات الفنية، وحاليًا رئيس شعبة الإعلام في القطاع شمال دارفور. يُعد نموذجًا للشباب الثوري الذي نقل أدواته الأكاديمية إلى ساحات النضال، فجمع بين المعرفة والقدرة الميدانية، ومثّل الشاب مدفعية إعلامية وهو يطل بالقائد من قلب الأحداث.
قادة المحاور حضورًا في تحقيق الانتصار
قادة المحاور الأربعة في الفاشر كانوا عنوانًا لاختراقٍ أوصل الأشاوس إلى أبواب رئاسة الفرقة السادسة في الفاشر، وتم تحريرها من دنس الفلول.
أشاوس بقوا صامدين
الأشاوس الذين بقوا صامدين من أول رصاصة مواجهة، هؤلاء الرجال الأبطال الذين لا تُذكر أسماؤهم في العناوين الكبرى، لكنهم كانوا العمود الفقري للمعارك. واجهوا بلا تردد، وصمدوا في مواقعهم، فكانوا السدّة التي استند إليها في تحرير الفاشر.
القيادة الميدانية لم تعد حكرًا على البروز الإعلامي فقط، بل على التنفيذ الفعلي.
“صمت الميدان” هو أبلغ من هتاف الجماهير، فالأفعال الميدانية ثابتة، والأسماء المؤمنة بقيادتها تستحق التسجيل.
“فاشر السلطان” لم تُحرر بخبر أو بيان، بل بدم التضحيات، وحزم القيادات، وتكامل الدعم الميداني بتنظيم مستمر.
تحرير الفاشر لا يُحتفل به فقط، بل يُدوَّن في ذاكرة النضال الجماعي لشعوب دارفور وللوطن كله. كثير من الأسماء التي تقدّمت الصفوف تستحق أن تُروى أفعالها، أن يُخلّد عطاؤها، وأن تُستمدّ منها دروس القيادة والمؤاخاة. ففي لحظة الانتصار يُرفع التقديرُ لمن سطّر المصير.
 
				


