 
						مثلوا ضلعًا ثابتًا في مثلث الاستقرار بالولاية وواجهوا الواقع عندما هربت رؤوس الأموال
تجار شرق دارفور: ملأنا الفراغ الإداري يوم غابت الحكومة ووقفنا سداً أمام الفوضى
نائب رئيس اتحاد المواشي: الماشية مكدسة منذ عامين وتوقف الصادر كارثة تهدد اقتصاد الولاية
محمد آدم عبد الله: بدأنا من الصفر… نظمنا الأسواق، وحددنا الأسعار، وأطعمنا الوافدين
محمد بخيت: استقرارنا ثمرة تكاتف المجتمع… تجميد الحسابات لم يوقف مسعانا
شكلت الغرفة التجارية واتحاد أصحاب العمل بولاية شرق دارفور أحد أضلاع المثلث الأمني الذي أسهم في تحقيق الاستقرار بالولاية عقب اندلاع حرب 15 أبريل 2023م، إلى جانب الإدارة الأهلية وقوات الدعم السريع.
ففي وقتٍ غابت فيه مؤسسات الدولة واضطربت الأوضاع الأمنية وتوقفت حركة البضائع، برز رجال الأعمال والتجار كقوة مجتمعية فاعلة حافظت على تماسك الولاية ووحدتها، لتصبح شرق دارفور قبلة آمنة في زمن الحرب.
صحيفة الأشاوس التقت بعدد من قيادات الغرفة التجارية واتحاد أصحاب العمل بشرق دارفور، وهم: جبارة الحاج جدي رئيس الغرفة التجارية، الصادق أحمد عبد الرحمن رئيس اتحاد أصحاب العمل، محمد عبد الله محمد نائب رئيس اتحاد المواشي، إلى جانب محمد آدم عبد الله ومحمد بخيت أحمد عضوي الاتحاد.
وفي حديثهم المشترك، استعرضوا الجهود التي بذلت خلال العامين الماضيين للحفاظ على الأمن والاقتصاد والنسيج الاجتماعي، رغم التحديات وغياب الحكومة المركزية.
ملء الفراغ الإداري وحماية السوق
يقول محمد آدم عبد الله، عضو المكتب التنفيذي:
في اليوم الأول للحرب، اجتمعنا منذ الصباح في الغرفة التجارية، وبدأنا نفكر كيف نحافظ على السوق، لأنه أساس الحياة والاستقرار. ذهبنا إلى شرطة الولاية واطلعنا على احتياجاتهم وقدمنا الدعم اللازم، كما أنشأنا ارتكازات لتأمين السوق والعاملين فيه.”
ويضيف: قبل كل شيء سعينا للوصول إلى طرفي النزاع — الجيش والدعم السريع — وأكدنا لهم أن الحرب مكانها الخرطوم وليس هنا، وقلنا لهم دعونا نحافظ على أمن هذه المدينة. والحمد لله التزم الجميع، واستمرت الشرطة في حماية المواطنين والحياة العامة.”
تنظيم الأسواق وضبط الأسعار…
يستمر محمد آدم عبد الله:
في تلك الظروف الصعبة، تولت الغرفة التجارية واتحاد أصحاب العمل مهمة تنظيم حركة السلع والتجارة. عملنا على تحديد السلع الاستراتيجية مثل الدقيق والسكر والزيت والذرة، وأجرينا تسعيرة رسمية لضمان استقرار الأسعار والحد من الجشع التجاري. كما قمنا بحصر الأفران وتوزيع الحصص اليومية من الدقيق لضمان استمرار إنتاج الخبز وعدم حدوث فجوة غذائية.”
ويضيف: كنا نراقب الأسواق صباحًا ومساءً للتأكد من الالتزام بالأسعار المحددة. وعندما سقطت مدينة الجنينة ووصلت إلينا قوافل البضائع، اعتبرناها فرجًا من الله، فقمنا بتوزيعها بعدالة ومنع الاحتكار.”
التعامل مع الوافدين وتأمين المجتمع
مع اشتداد الحرب في الخرطوم والولايات الأخرى، تدفقت أعداد كبيرة من النازحين والوافدين إلى شرق دارفور. نظرنا إليهم بنظرة اقتصادية وأمنية في آن واحد، وأنشأنا لهم تكايا لتقديم الوجبات في الميناء البري وسوق البروش وموقف نيالا، حتى لا تحدث تفلتات أمنية، ثم نظمنا عملية سفرهم إلى مناطقهم الأصلية بعد توفيق أوضاعهم.”
ويتابع: في المقابل، بدأنا مرحلة دعم صغار التجار، فقدمنا رؤوس أموال صغيرة لمساعدة الشباب على دخول السوق، مما ساعد على دوران عجلة الاقتصاد المحلي.”
نائب رئيس اتحاد المواشي: أزمة الماشية المتكدسة
يقول محمد عبد الله محمد، نائب رئيس اتحاد المواشي:
نحن كأصحاب ماشية واجهنا تحديات كبيرة، وتوقف نشاطنا التجاري لما يقارب العامين، مما أدى إلى تكدس أعداد هائلة من الماشية تكفي الدولة كلها. ومع اقتراب فصل الصيف، نتخوف من نقص المياه والعشب.”
ويضيف: نطالب حكومة التأسيس بالتدخل العاجل لمعالجة هذا الوضع قبل فوات الأوان. قرار وقف الصادر دون بدائل أثر سلبًا على اقتصاد الولاية، ونتمنى أن تنظر الحكومة إلى أصحاب المواشي بعين الاهتمام، لأن اقتصاد الماشية هو أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.”
روح التضامن وشكر النعمة..
يشير محمد آدم عبد الله إلى أن استقرار شرق دارفور لم يكن صدفة، بل ثمرة شكر جماعي وتلاحم روحي بين أهلها:
بعد أن هدأت الأوضاع، بدأنا مرحلة (الكرامات) شكرًا لله على نعمة الأمن، وأقمنا أكثر من ثلاثين كرامة في أنحاء الولاية، بمشاركة المحليات والمجتمع، وكان ذلك تعبيرًا عن الامتنان لله وتقويةً للروابط بين الناس.”
محمد بخيت أحمد: استقرارنا ثمرة تماسك المجتمع
يقول محمد بخيت أحمد عضو المكتب التنفيذي: نحن سعداء بزيارة صحيفة الأشاوس، فإخواننا سبقونا بالتفاصيل، لكننا نؤكد أن المجهود كان ضخمًا ومقدرًا. كل المجتمع شارك — الإدارات الأهلية، الدعم السريع، الغرفة التجارية، أصحاب العمل، والشباب — وكانوا جميعًا سببًا في تحقيق هذا الاستقرار.”
ويضيف: بالرغم من تجميد حساباتنا وتعطل المعاملات البنكية، استطعنا الصمود بفضل التعاون والتكافل، ولم نفقد شيئًا بفضل الله سبحانه وتعالى. نرجو أن يستمر هذا الاستقرار، وأن يعمّ السلام كل ربوع الوطن.”
 
				


