الرئيسيهتقارير

الفردوس بشرق دارفور جنة يسكنها التعايش والتلاحم (1)

الزراعة تواجه موسمًا ضعيفًا وآفة الطيور تهدد الحصاد ولكن

الأمن مستتب في المحلية بفضل التناغم بين القوات النظامية والإدارة الأهلية

أزمة مياه وغذاء بسبب تدفق اللاجئين وندرة الموارد

نفير التعليم يحقق نجاحًا لافتًا بفضل أبناء الفروس في الداخل والخارج

الوضع الصحي مطمئن رغم نقص الكوادر وتعطل سيارة الإسعاف

التجارة مستقرة رغم تحديات “بنكك” وتهريب الضرائب

في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، تبرز بعض المحليات بنموذجها الفريد في التماسك والصمود، ومن بينها محلية الفروس التي تقع على الحدود الجنوبية لولاية شرق دارفور.
في هذا اللقاء الحصري، جلست صحيفة الأشاوس إلى السيد المدير التنفيذي لمحلية الفروس، فضل النبي علي حمودة، الذي تحدث بشفافية عن واقع المحلية، من الأمن إلى الزراعة، مرورًا بالتعليم والصحة والتجارة، كاشفًا عن الجهود المبذولة من قبل السلطات والأهالي والمنظمات لتجاوز العقبات وتحقيق الاستقرار.

السيد المدير التنفيذي لمحلية الفروس حمودة، أهلاً ومرحباً بك في صحيفة الأشاوس.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخوة في صحيفة الأشاوس، أهلاً ومرحباً بكم في محلية الفروس.
محلية الفروس محلية مترامية الأطراف، تحدها من الجنوب دولة جنوب السودان، ومن الشرق محلية بحر العرب، ومن الشمال محلية الضعين، ومن الغرب ولاية جنوب دارفور.

كيف هو الوضع الأمني وحالة الاستقرار في المحلية ؟

الوضع الأمني في محلية الفروس آمن ومستقر في كل الوحدات والحمد لله.
من المناطق المستقرة: الرياض، أبوسندرة، وهبيل.
الفضل في هذا الاستقرار يرجع أولاً إلى الله سبحانه وتعالى، ثم إلى القوات الأمنية ممثلة في قوات الدعم السريع بقيادة القائد خير الله خير، وإلى الأخ حازم مدير الشرطة، ومعهم بقية القوات الأمنية، إضافة إلى الإدارة الأهلية التي تعمل بتناغم تام مع الأجهزة الأمنية.
القبضة الأمنية والأهلية موجودتان بقوة، وهما سبب الاستقرار الذي تنعم به المحلية اليوم.

الوضع المعيشي في ظل تدفق اللاجئين ووجود كبير للاجئين ؟

بالنسبة للوضع المعيشي، هذه السنة شهدنا ندرة في المياه مقارنة بالأعوام الماضية، مما أدى إلى حدوث فجوة غذائية.
ورغم أن محلية الفروس حظيت ببعض مواد الإغاثة، إلا أنها غير كافية، لأن المحلية كبيرة جداً، بها أربع وحدات إدارية وكثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى وجود لاجئين من جنوب السودان وبحر الغزال.

هؤلاء اللاجئون شكلوا عبئًا كبيرًا على المحلية، فالمواطن هنا ذو دخل محدود، والزراعة تقليدية لا تكفي حتى الأسر الصغيرة.
وجود اللاجئين يعني زيادة الضغط على موارد الغذاء والماء والصحة والخدمات الأخرى.

نحن نطالب المنظمات العاملة في المجال الإنساني بأن لا تفرق بين المواطنين واللاجئين، فالجميع أصبحوا شركاء في المعاناة والخدمات، والكل يحتاج إلى الدعم.

هل المدارس فتحت في محلية الفروس؟

نعم، فتحت بنسبة كبيرة جداً. لدينا حوالي 25 مدرسة، معظمها فتحت واستمر فيها العمل، وبعضها الآخر عاد تدريجياً.
الفضل في ذلك يعود إلى إدارة التعليم بالمحلية التي وضعت خطة جديدة للعام الدراسي 2025–2026م تحت شعار نفير التعليم.

هذه المبادرة أطلقها الأخ حامد عمري، وهي مبادرة عظيمة جداً.
نحن أصدرنا قرارًا رسميًا بدعم نفير التعليم، وتفاعل معه أبناء الفروس في الداخل والخارج، بل حتى المواطن العادي ساهم في دعم التعليم.
ومن أبرز ثمار هذه المبادرة تبرع أبناء الفروس بمرتبات المعلمين لمدة عام كامل — وهذه محمدة كبيرة نرجو من الله أن يتقبلها منهم.

حدثنا عن الجانب الصحي في المحلية؟

الحمد لله، الوضع الصحي جيد إلى حد كبير، ولا توجد حالات كوليرا إلا بعض الاشتباهات في منطقة الرياض، وتمت السيطرة عليها.
لكننا نحتاج إلى تعزيز الصحة الوقائية والعلاجية، فهناك ندرة في الكوادر الصحية، وبعض التخصصات مثل جراحة العظام غير متوفرة.
كما أن سيارة الإسعاف معطلة، وهي كانت تساعد كثيراً في نقل المرضى إلى حاضرة الولاية.

لدينا أيضًا نقص في الأدوية، خاصة علاج الملاريا والمحاليل الوريدية.
وزير الصحة بالولاية زار المحلية مؤخرًا، وتفقد الوضع الصحي، ووعدنا بمعالجة الخلل وفتح مراكز صحية جديدة.
لكننا نؤكد مجددًا أننا نحتاج إلى مزيد من التدخل الصحي والدعم الطبي.

وماذا عن الموسم الزراعي لهذا العام؟

خريف هذا العام لم يكن كافياً بكل المقاييس، والمساحات المزروعة أقل بكثير من الأعوام الماضية، وهو مؤشر خطير على مستوى معاش الناس.
إذا لم تتدخل المنظمات، فقد نواجه مجاعة محتملة.

كما واجهنا آفة الطيور التي جاءت بكثافة في الحزام الغربي.
لمكافحتها، كوّنا لجانًا مركزية وفرعية بمشاركة الإدارة الأهلية والدعم السريع، واعتمدنا على وسائل تقليدية مثل ضرب الصفائح والسلاح لطرد الطيور.
شارك المواطنون بجهد كبير كمتطوعين، وتم توفير الوجبات لهم من اللجان المحلية.
وبفضل هذا الجهد الجماعي، انخفضت نسبة الطيور، لكنها تمركزت حالياً في مناطق محاذية لنا في جنوب دارفور، وإذا لم تُكافَح هناك، ربما تعود مرة أخرى.

حدثنا عن الحركة التجارية في المحلية؟

الحركة التجارية منسابة ومستقرة، ولدينا غرفة تجارية برئاسة الأخ تجاني الفائق الذي يقوم بدور فاعل مع بقية الأعضاء.
الوضع الأمني الجيد بفضل قوات الدعم السريع جعل السوق آمناً تماماً، ولا توجد سرقات أو حوادث تثير الهلع.

لكن المشكلة التي تؤثر سلباً هي نسبة التحويل العالية عبر تطبيق “بنكك”، والتي تجاوزت 20%، وهذا أمر خطير خاصة على المواطنين الضعفاء.
نأمل أن تُعالج هذه المشكلة قريباً.

هل هناك تهرب من الضرائب والتهريب؟.

هناك بعض التهرب الضريبي، يسبب صعوبات في التحصيل، خاصة من بعض التجار الذين يتأخرون أو يمتنعون عن الدفع إلا بعد ضغط.
وسائل مكافحة التهرب الضريبي ما زالت ضعيفة، لكنها مقدور عليها.

أما أسواق الماشية، فهي ضعيفة نسبياً باستثناء سوق أبو سندرة الذي يُعد الأكبر والأكثر نشاطاً، ونطالب بفتح الصادر للماشية والمحاصيل لدعم الاقتصاد المحلي.

النسيج الاجتماعي والوحدة؟

النسيج الاجتماعي في محلية الفروس متماسك جداً، فالمحلية تضم أكثر من 40 قبيلة، يعيشون جميعاً في سلام ووئام.
نسأل الله أن يديم الأمن والاستقرار، ويتقبل الشهداء، ويشفي الجرحى، ويعيد المفقودين سالمين، فكل هذه المعاناة من أجل تحقيق دولة التأسيس التي ننشدها جميعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى