الرئيسيهحوارات

الأمين العام لديوان الزكاة بولاية شرق دارفور عيسى إدريس إيدام في حوار مع (الاشاوس)

هناك بعض القوى غير النظامية تحمل السلاح بعربات وتعترض عمل الفرق

إيقاف الصادر من أكبر أسباب ضعف إيرادات الزكاة، وهذه مقترحاتنا للحلول

رسالتنا لتأسيس بدائل للصادر لرفع الضرر.. لا نقول فتح الأبواب مع الدبة، ولكن…

الناظر تحدث إلى المكلفين قائلاً إنه بريء من أي شخص لا يدفع الزكاة، ولكن…

هذا العام تجاوزنا الموجهات الزكوية القادمة من بورتسودان

حوار: الأشاوس

يُعد ديوان الزكاة أحد الأوعية الإيرادية التي تعمل على تخفيف معاناة الفقراء والمساكين وتغطية أوجه الصرف الشرعية، إلا أنه تأثر سلباً بالحرب وتعذر الجباية بالصورة المطلوبة، بجانب امتناع بعض المكلفين عن السداد لأسباب موضوعية، مما أثر في الصرف على المصارف المعروفة.
تحديات جسام تواجه ديوان الزكاة بولاية شرق دارفور، في مقابل جهود منتظرة من أصحاب الحاجة.
(الأشاوس) جلست إلى الأمين العام لديوان الزكاة بالولاية عيسى آدم إيدام في حوار تناول الجهود المبذولة خلال فترة الحرب، والتحديات التي تواجههم، وخطط إعادة عمل الديوان بكامل طاقته.

مرحباً بك أستاذ عيسى

مرحباً بالإخوة في صحيفة (الأشاوس) في مكتبنا، ونشكركم على الجهد الكبير الذي بذلتموه خلال الفترة الماضية بالولاية.

كيف يسير عمل ديوان الزكاة في ظل الحرب؟

أولاً، يمتد نشاط الديوان في محليات الولاية التسع. الأنواع الأساسية التي نعتمد عليها في الجباية معروفة: الزروع، الأنعام، عروض التجارة، والمهن المستغلة.
وعاء الأنعام والزروع هو الأكبر في ثلاث محليات، أما محلية الضعين – العاصمة – فتعتمد على عروض التجارة والمهن المستقلة والمال المستفاد.

بدأنا العمل منذ الأول من يناير من العام المنصرم، وواجهتنا بعض المعوقات مثل الاعتراضات، لكن بحمد الله وبدعم رئاسة الفرقة تم توفير حراسات من الدعم السريع والشرطة، والعمل مستمر.

قمنا بزيارات ميدانية برفقة الناظر، وكان للإدارة الأهلية دور كبير في حفظ الأمن. شرق دارفور تضم كل ألوان الطيف من مختلف الولايات، وحتى اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا موجودون الآن في الضعين، خاصة الطلاب، حيث وفرنا لهم المأوى والأدوية، وحولنا بعض الحالات للعلاج خارج الولاية للعمليات الكبيرة، وساهمنا في الصغيرة منها.

كما أنشأنا (تكايا) في رمضان للوافدين من الولايات الأخرى خلال فترة الحرب في الميناء البري وموقف نيالا، وقدمنا إفطارات للنازحين والعابرين لمدة شهر، شملت أيضاً المستشفيات والسجن الكبير.
لدينا دعم شهري لسجن الضعين بـ(30) جوال ذرة ومواد عينية، كما ندعم الحراسات شهرياً.
ورغم شح الإمكانيات سنواصل الدعم والتدخل الإنساني، وسنحافظ على أمن الولاية ما استطعنا.

ماذا عن مصرف الغارمين؟

نعم، هو مصرف مهم يدخل السرور على الأسر بإطلاق سراح ذويهم المحكومين بمبالغ بسيطة.
نحن مستمرون فيه، وقد خاطبنا السلطة القضائية لتعيين قضاة مقيمين في المحليات، لأن القاضي هو رئيس لجنة الغارمين، ويصدر الخطاب إلينا عبر اللجنة التي تضم الشرطة ودافع الزكاة والمفتي.
لكن عدم وجود قضاة مقيمين في بعض المحليات جعل هذا المصرف غير مفعل بالقدر المطلوب.

ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟

هناك بعض القوى غير النظامية تحمل السلاح بعربات وتعترض عمل الفرق، لكن تم عقد اجتماع مع قائد الفرقة العقيد محمد ناجي، ووعد بتوفير (10) عربات قتالية هذا الموسم، مما سيسهم في زيادة الإيرادات.

ما خطتكم لمعالجة الاختلالات وزيادة الإيرادات؟

بدأنا تنفيذ خطة العام 2026، وأنهينا مرحلة اللجان الغنية تمهيداً لعرضها على أبناء الزكاة.
في السابق كانت الموجهات للعمل الزكوي تصدر من بورتسودان، لكن هذه المرة رتبنا أمورنا بعيداً عنها وبدأنا تأسيساً حقيقياً.
في الماضي، بعض الأموال كانت تغادر الولاية، أما الآن فستظل داخلها لمعالجة مصارف الفقراء والمساكين وغيرها.
نحن نختلف عن المؤسسات الإيرادية الأخرى لأن عملنا مشروع ومحدد في الأخذ والصرف. وسنعمل مع المكلفين بروح التعاون لأنهم الأساس.

هل هناك متمنعون عن دفع الزكاة؟

نعم، هناك ضعف في الاستجابة، لكن أغلب المكلفين ليست لديهم اعتراضات. وسنعالج ذلك، خصوصاً بعد استقرار الأوضاع الأمنية وعمل المحاكم والنيابات بكامل طاقتها.

ما دور الإدارة الأهلية في هذا الجانب؟

الإدارة الأهلية قامت بدور كبير، حيث جابت الأسواق وحثت التجار على دفع الزكاة، وأكد الناظر أنه بريء من أي شخص لا يدفع الزكاة، لأنها فريضة مثل الصلاة.
وقد أدى ذلك لتحسن في الاستجابة، لكننا نحتاج لجهود إضافية من آلية فتح المراحيل، فالبادية الآن في ترحال من الجنوب إلى الشمال، وهناك (الصواني) وهي مناطق تجمع، لكنها زُرعت بالكامل.
نطالب الحكومة بفتح المراحيل والصواني وخشوم الرهود لتسهيل زكاة الأنعام.

هل يمكن أن تطلعنا على أرقام الصرف؟

نعم، خلال التسعة أشهر الماضية صرفنا على الفقراء مبلغ 1,929,459 جنيه.
تم دمج مصارف الفقراء والمساكين لزيادة عدد المستفيدين، فبدلاً من تخصيص 5 ملايين جنيه لمشروع واحد، وجهنا المبلغ لمعالجة مشكلات عدد أكبر من الفقراء.

ما أسباب ضعف الإيرادات الزكوية؟

إيقاف الصادر هو السبب الأكبر، فهناك كميات ضخمة من المحاصيل والماشية مكدسة.
ودافع الزكاة يقول إنه لا يستطيع السداد ما لم يجد نافذة تسويق، إذ إن بعض المحاصيل تلفت العام الماضي.
لذا نوصي بفتح منافذ بديلة مع دول الجوار لزيادة الإيرادات، وهذه رسالتنا للسيد الرئيس.

وماذا عن مصارف المؤلفة قلوبهم والرقاب؟

مصرف المؤلفة قلوبهم يختص بحديثي العهد بالإسلام، وهذا غير موجود حالياً.
أما الرقاب فكان يُستخدم لشراء الأثاث والعربات للمؤسسات، وهو أيضاً غير مفعل.
سنطرح الأمر في اجتماع مجلس الأمناء ومجلس الإفتاء لتوجيهه الوجهة الشرعية المناسبة.

صرفنا في مصرف في سبيل الله مبلغ 79,693,104 جنيه،
وفي مصرف ابن السبيل 8,605,000 جنيه،
وفي مصرف الغارمين 11,905,630 جنيه.
أما إيرادات الجباية حتى 30 سبتمبر فبلغت 2,889,248,770 جنيه، وهو رقم غير مرضٍ.
الربط المحدد في الموازنة كان 12 تريليون جنيه، وسنعمل على معالجة الخلل.
وللعلم، قبل وقف الصادر كنا نجبي 3 تريليونات في شهر واحد فقط.

هل هناك تعاون مع الجهات الإيرادية الأخرى؟

نعم، هناك توجيه حكومي بعقد اجتماعات وزيارات مشتركة للمحليات لمعالجة الإشكالات.

وماذا عن التقاوي للمزارعين؟

في السنوات السابقة كنا نمنح المستفيدين تقاوي ومحاريث، لكن هذا العام لم نتمكن بسبب ضعف الإيرادات.

ما رسالتكم الختامية؟

الهم الأكبر الآن هو الفقراء والمساكين.
نواجه تحديات كبيرة، أبرزها التضخم في أسعار الإسبيرات والوقود، ما يخصم من الإيرادات نسبة كبيرة.
نوصي بضرورة إيجاد بدائل للصادر لرفع الضرر، لا نقول فتح (الدبة) ولكن فتح منافذ مع دول الجوار، لأنها ستسهم في تخفيض تكلفة الوقود وقطع الغيار.
كما نؤكد على أهمية الأمن، ونشيد بجهود الوالي وقائد الفرقة.
ونشكر الغرفة التجارية لتعاونها معنا في حل مشكلات المكلفين قبل اللجوء للإجراءات القانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى