الرئيسيهحوارات
أخر الأخبار

من ناشط مدني إلى قائد في (الجاهزية) العجب بله آدم يروي مآسي معتقلات الجيش في حلقة حوارية مثيرة

كل نشاطي كان مدنيًا وسلميًا… و(…..) لهذا السبب انضممت إلى صفوف الدعم السريع

حُشرنا في مكان ضيق وأُرغمنا على مواجهة الحائط وعُذبت بأسلاك الكهرباء والسباب والإهانة

توفي أكثر من عشرة معتقلين أمام أعيننا من العطش والجوع والمرض!

احد المعتقلين تجرع بوله من العطش واصابه التسمم ومات داخل المعتقل !

هكذا حررتنا قوات الدعم السريع من معتقل الجيش بالشجرة وأُصبت خلال المواجهات

أدعو قيادة الدعم السريع لزيارة المستشفيات والمناطق المتضررة وعدم الاعتماد على التقارير.

بدءا ارجو ان تعرفنا بنفسك ؟

العجب بله آدم بله، شاب من ولاية شرق دارفور – مدينة الضعين، خريج جامعة الرباط الوطني، كلية الدراسات الإسلامية عام 2014م.
يقول في بداية حديثه لـ(الأشاوس):
نشأت بعيدًا عن أي نشاط عسكري، وكنت دائمًا قريبًا من العمل الطوعي والسياسي والاجتماعي، وشاركت في العديد من المبادرات السلمية لخدمة المجتمع”.

كنت عضوًا في تيار الشباب الإصلاحي، ثم أصبحت نائبا لمدير مكتب الولايات والشؤون العضوية في الهيئة الشبابية للسلام والتنمية المستدامة، وعضوًا في منظمة ثمار الغد الطوعية.
كل نشاطي كان مدنيًا وسلميًا، لم أحمل سلاحًا يومًا، ولم أشارك في أي عمل عسكري، بل كنت أؤمن بالعمل المدني والخدمة العامة”.

احكي لنا تفاصيل اليوم الذي غيّر مجرى الحياة بالكامل؟

كنت مريضًا طريح الفراش قبل الحرب بثلاثة أيام، أعيش مع خالي في حي الري المصري بمنطقة الشجرة.
وفي صباح 15 أبريل 2023، استيقظت على أصوات القصف في الخرطوم، ولم أصدق أن الحرب قد اندلعت بالفعل”.
بعد تسعة أيام فقط، اقتحم منزلنا عناصر من استخبارات الجيش بقيادة شخص يُعرف بـ“خواجات” — جاري القديم الذي كان بينه وبيني خلاف شخصي قبل الحرب.

وكيف جري الاعتقال )

داهمونا في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا، وتم اعتقالي أنا وجاري بشير رحمة عبيد. عصبوا أعيننا، وقيدوا أيدينا، ونقلونا إلى جهة مجهولة. ومن هنا بدأت رحلة العذاب”.

كيف كانت ظروف الاعتقال والتعامل معكم ؟

حشرونا في مكان لا يتجاوز سعته 25 شخصًا، لكننا كنا أكثر من 100 معتقل.
كنا نجلس متجهين إلى الحائط ليلًا ونهارًا، لا نتحرك ولا نتحدث.
من يلتفت يُضرب، ومن يطلب الماء يُهان.
تم تعذيبي بالكهرباء، وبالأسلاك، وبالسباب وشتائم تمس الدين والأخلاق”.
كنا نشرب الماء مرتين فقط في اليوم، بكوب صغير في العاشرة صباحًا وآخر في العاشرة مساءً.
الطعام شحيح ورديء، وكثيرًا ما يأتينا ملوثًا.
خلال تلك الأشهر، شاهدت بعيني أكثر من عشرة أشخاص يموتون من العطش والجوع والمرض، بينهم جاري بشير، وخالي الشيخ حمزة الذي أُخذ للمستشفى ولم يعد حتى اليوم”.

وصل بنا الحال أن أحد المعتقلين شرب بوله من شدة العطش فمات في الحال بسبب التسمم .
كانت جثث المعتقلين تُترك معنا بالساعات دون أن يُكلف أحد نفسه بإخراجها.
كنا نعيش بين الموتى والمرضى والجوعى، لا نعرف الليل من النهار”.

وكيف كانت لحظة التحرير من المعتقل ؟

بعد أربعة أشهر من الاعتقال، وفي يوم 20 أغسطس 2023م، تغيّر كل شيء.
هاجمت قوات الدعم السريع منطقة الشجرة في معركة عنيفة.
أثناء الهجوم سقطت قذيفة (أربجي) داخل المعتقل أطلقها الجيش، فأُصبت في يدي اليمنى وبطني ورأسي، واستشهد ثمانية من المعتقلين في لحظتها.”
بعد ساعات من القتال العنيف، اقتحمت قوات الدعم السريع المعتقل وحررتنا.
نقلونا إلى معتقل الرياض، وهناك وجدت رعاية إنسانية لم أرها منذ شهور.
استحممنا، استبدلنا ملابسنا، وأكلنا وشربنا.
كانت لحظة مؤثرة حين التقيت بالقائد إبراهيم الضي الذي بكى حين رآني في تلك الحالة. ومن وقتها أصبحت أحد منسوبي (الجاهزية).

قصة انضمامك إلى صفوف الدعم السريع؟

كُلفت بحماية سوق (6) بشرق النيل الذي كان يعاني من التفلتات الأمنية، وبعدها أصبحت مسؤول الإمداد في المجموعة (101) بقيادة القائد إبراهيم الضي.
ثم أسسنا مجموعة الشهيد داقوش الضي، وتوليت فيها ركن الإدارة.
أُصبت مرة أخرى في يدي اليسرى أثناء العمليات، لكني واصلت العمل حتى انسحابنا من الخرطوم.”
الآن أنا في نيالا مع زملائي القادة، بينما بقي القائد إبراهيم الضي في سهول كردفان يواصل عمله الميداني.”

رسائل تريد أن تبعثها؟

أدعوكم للبقاء قريبين من المواطنين، وزيارة المستشفيات والمناطق المتضررة بأنفسكم، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الميدانية. الناس في أمس الحاجة لرؤيتكم بينهم.”

كلمة أخيرة؟

أشكر الصحيفة على إتاحة الفرصة لتوثيق هذه الشهادة.
نسأل الله أن يوقف الحرب، ويرحم الشهداء، ويشفي الجرحى والمصابين، ويعيد المفقودين إلى أهلهم سالمين.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى