الرئيسيهعلي يحي حمدونمقالات

علي يحي حمدون يكتب: زيارة فليتشر الي دارفور…

نسايم الدُغش
علي يحي حمدون

بإبتسامة لا تُفارق شِفاههم إستقبل شعب إقليم دارفور التوّاق للحرية والسلام والعدالة، السيد توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وكان في إستقباله الوزير دكتور عزالدين الصافي رئيس الهيئة الوطنية للوصول الإنساني والعديد من قيادات الدولة السودانية الجديدة “تأسيس” حيث رافقوه لكل من الجنينة وطويلة وقرني، وقف خلالها علي أوضاع النازحين الناجيين من جحيم الحرب ورأي بأم عينه كيف تُعامل حكومة السلام والوحدة النازحين في مراكز الإيواء ومعسكرات النزوح، فليتشر قبل أن يزور دارفور زار بورتسودان ويبدو أنه لم يجد التجاوب معها خاصة فيما يتعلق بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وعندما زار دارفور شاهد سهولة إنسياب المساعدات الإنسانية ووصولها للنازحين في مختلف المعسكرات ومراكز الإيواء الأمر جعل قناعاته تتغير رأساً علي عقب خاصةً في ظل الحملة الإعلامية المضللة التي تقودها غرف وإعلام الحركة الإسلامية الإرهابية.

توم فليتشر التمس الأمن والأمان والطمأنينة التي يعيشها الإقليم في ظل الترحيب الكبير من قِبل حكومة الإقليم وحكومة السودان “تأسيس” بأهمية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وفتح المجال لكل المنظمات الدولية الراغبة في دخول الإقليم وتقديم يد العون، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل بوابة العمل الإنساني هي اول ملامح الإعتراف الدولي بحكومة السلام والوحدة…؟
خاصة في ظل موافقتها المبدئية للهدنة الإنسانية المقترحة من قِبل لجنة الرباعية الدولية وإستجابة حكومة السلام والوحدة لبعثة لجنة تقصي الحقائق في دارفور والسودان أجمع، هل ستقبل مجموعة بورتسودان بذلك…؟ في ظل قصفها المتكرر للمدنيين بالسلاح الكيماوي…!

إستطاعات حكومة السلام والوحدة ممثلة في الهيئة الوطنية للوصول الإنساني في إدارة ملف العمل الإنساني بكل حِنكة وإقتدار ومسؤولية كاملة الأمر الذي جعل مجموعة بورتسودان في مأذق كبير جداً خاصةً أنهم من يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية وإستخدامها كسلاح في حربهم التي أشعلوها.

وصول وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الي دارفور خطوة موفقة تُصحح الكثير من المواقف الدولية تجاه إقليم دارفور وتُفنّد الكذب والتضليل وتغبيش الوعي الذي ظلت تمارسه مجموعة بورتسودان لإستعطاف المجتمع الدولي فيما يتعلق بالملف الإنساني وظهور الصور والفيديوهات المفبركة التي ظلت تمنتجها بواسطة الذكاء الإصطناعي بشهادة الكثير من دول العالم.

زيارة فليتشر ازاحت الرمد عن عيون المجتمع الدولي ليري الحقائق بواسطة المسؤول الأرفع في الأمم المتحدة متساءلين هل فعلاً هذه دارفور…؟ هل هؤلاء هم النازحين أنفسهم الذين تتاجر بهم مجموعة بورتسودان؟
علي حكومة السلام والوحدة أن تكون أكثر إنفتاحاً علي المجتمع الدولي في هذا الملف وتسهل من وصول المنظمات الدولية ووكالات الإعلام العالمية لمناطق سيطرتها وتمكينها من أداء مهامها بكل نزاهة لكشف الحقائق ووضع حد للكذب الذي يُحاك ضد تأسيس، العالم اليوم بحاجة الي المصداقية والشفافية والنزاهة في توزيع العون والمساعدات الإنسانية.

سنلتقي بإذن الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى