موسى مساجد يكتب: الأمم المتحدة تستجيب لنداء مناوي
حزام الأمان
قبل عدّة شهور أطلق مني أركو مناوي صرخته الشهيرة التي يعرفها القاصي والداني، والتي يطالب فيها الأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذ أهل الفاشر حسب زعمه. لكن لم يكن المقصود بهذه الصرخة هو إنقاذ أهل الفاشر كما قال مناوي، لأنّ أهل الفاشر خرجوا من المدينة قبل أكثر من عام، وقد شاهدت ذلك بأمّ عيني في زيارتي لولاية شمال دارفور/الفاشر، ورأيتُ رأي العين، وعلمتُ علم اليقين بأنّ أهل الفاشر قد تركوا المدينة منذ زمن بعيد، وتركوا منازلهم وبيوتهم للمشتركة والجيش، فعاثوا فيها فسادًا واتّخذوها ثكنات عسكرية.
المواطنون فرّوا من مدينة الفاشر خوفًا من الموت، وتركوا المدينة للمقاتلين من الجيش والمشتركة والمستنفرين.
وتلك الصرخة التي أطلقها مني أركو مناوي كان المقصود منها في الحقيقة هو إنقاذ الجيش والحركات، وليس الأمم المتحدة بهذا القَدر حتى تتدخل لإنقاذ الجيش والمشتركة. وعندما جاءت لحظة الحوجة الحقيقية للتدخل، وبعد تحرير قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر من الجيش والمشتركة، تدخلت الأمم المتحدة في الفاشر عبر وكيل نائب الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في مدينة كورما والفاشر وغيرها من مدن شمال دارفور.
الأمم المتحدة علمت بحوجة الناس للخدمات الإنسانية والإغاثة، فتدخلت ولم تقف صامتة كما ذكر مناوي في صرخته، بل بعثت مندوبها ليرى بعينه حجم الدمار والمعاناة والنزوح والتشريد الذي تعرض له أهل الفاشر بسبب الجيش والمشتركة. وقد حان الوقت أن تستجيب الأمم المتحدة لنداء المواطنين والنازحين في المعسكرات، وهم أصحاب المصلحة الحقيقية، وقد فعلت الأمم المتحدة واستجابت، وبدأت التدخل في الوقت المناسب وفي المكان الصحيح.



