الرئيسيهحوارات

مؤسس الادارة المدنية بإقليم كردفان عمر محمد عيسى طه في حوار مع (الأشاوس)

(……) هكذا اعدنا السلطة المدنية في ذروة الحرب وهناك إنجازات تحققت على رغم الظروف

االإدارة المدنية… نواة حكومة تأسيس و(…..) هذا ما نريده من حكومة السلام

تحرير الفاشر يعني سقوط نظام (56) ونهاية النفق المظلم وبداية إضاءة لمستقبل جديد

سعي الاسلاميين لإفشال جهود الرباعية هدفه حماية أنفسهم من المحاكمة أمام العدل الدولي

كشف مؤسس الإدارة المدنية بإقليم كردفان عمر محمد عيسى طه في حوارٍ مع (الأشاوس) عن الكيفية التي تمكنت بها المجتمعات المحلية من إعادة السلطة المدنية في ذروة الصراع، مؤكداً أن خطوات التأسيس لم تتوقف رغم غياب الدولة.
طه أشار إلى أن الإدارة المدنية تحولت إلى نواة حقيقية لحكومة تأسيس، وأن ما ينتظره المواطنون من حكومة السلام المقبلة هو تثبيت هذا النموذج وتوسيعه.
واعتبر عيسى تحرير الفاشر بأنه سقوط لنظام 56 ونهاية “النفق المظلم” وبداية صفحة جديدة من مستقبل البلاد، فيما اتهم الحركة الإسلامية ومجموعات إعلامية تابعة لها بالسعي لإفشال جهود الرباعية لوقف الحرب “حمايةً لأنفسهم من المحاكمة أمام العدل الدولي”، على حد قوله، فيما يلي نص الحوار

حوار: أبو صلاح

كيف بدأت جهود عودة السلطة المدنية في أيام الحرب؟

بدأنا إعادة السلطة المدنية اعتماداً على قانون الحكم المحلي تفسيراً وتطبيقاً، بكامل هياكله التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلامية.
كوّنا مجالس محلية طارئة، و”مجلس الحكماء” بوصفه مرجعية للمشورة الاجتماعية، يضم قادة المجتمعات المحلية ويتيح المشاركة بالرأي والرأي الآخر، تجسيداً للديمقراطية واتخاذ القرار.
هذا النهج أسهم في بناء الثقة بين الحكومة المدنية والمجتمع، وعزز المشاركة الشعبية في دعم الخدمات الأساسية: الصحة، التعليم، الأمن، والسلم الاجتماعي.

ما الذي استطعتم تحقيقه من إنجازات للمواطنين في إطار الخدمات والأمن؟

استطعنا في تلك المرحلة إعادة الثقة للمكونات القاعدية في المجتمع، من خلال توفير احتياجات معاش الناس والخدمات الضرورية التي تدعم الاستقرار الاجتماعي والأمني، تحت شعار “مسؤولية الجميع”.
اعتمدنا على الاجتماعات والندوات والنشرات الإعلامية بوسائلها المحلية والجماهيرية، ما جعل الإدارة المدنية موضع ثقة واسعة.

إلى أي مدى يمكن القول إن الإدارة المدنية مهدت لتأسيس الحكومة الجديدة؟

الإدارة المدنية هي النواة الحقيقية لحكومة تأسيس، لأنها وُلدت في ساحات الحرب وتحت مظلة الدكتور حذيفة أبونوبة، الذي كان محل ثقة.
أدارت الإدارة المدنية شؤون الوطن بدرجة عالية من الاحترافية عبر قادتها الولائيين والمحليين، وشرعت في التمثيل المركزي والولائي والمحلي، ونجحت في المحافظة على تقديم الخدمات الأساسية وإظهار الدور الرائد للمجتمعات، فكانت أساساً لجو إداري مدني جديد.

هل وقعت الإدارة المدنية في إخفاقات يمكن تجاوزها؟

الإدارة المدنية هي العمود الفقري لبناء الدولة المستقبلية. وكردفان، أرض الشجعان، تحمل خصوصية مجتمع قوي يتطلع للإنصاف بعد سنوات من التهميش.
ورغم بعض الإخفاقات، فإن كردفان ستظل – بإذن الله – محرَّرة بفضل قياداتها ومجتمعها الصامد الشجاع.

ما أولويات مرحلة ما بعد (التأسيس) من وجهة نظرك؟

المرحلة المقبلة تتطلب تكوين آليات للتوعية السياسية، تشمل ورشاً وسمنارات حول الثقافة السياسية، وكيفية بناء الدولة الديمقراطية المستقبلية وتثبيت الهوية السودانية الجامعة.
كما يجب الشروع في التمثيل المناطقي لكل قيادات المجتمعات، وبناء مشروعات اقتصادية، وخلق شراكات مع الدول الراغبة في الاستثمار.

هل سقوط الفاشر وعودة بارا يشكّلان مؤشرات إيجابية للتحول؟

سقوط الفاشر يعني سقوط نظام 56 الجائر، ونهاية النفق المظلم، وبداية إضاءة لمستقبل جديد، وفتح نافذة للتطهير الوطني ولحقوق مجتمعات الهامش الصابرة.

ماذا عن دور أصحاب المصالح والحركة الإسلامية في إفشال جهود “الرباعية” لوقف الحرب؟

ما يُعرف بـ”شلّة الإسلام الإعلامي” والحركة الإسلامية – والإسلام براء منهم إلى يوم القيامة – يعملون على إفشال جهود الرباعية؛ لأن ما بعد الرباعية مرحلة بناء سلام ودولة جديدة، وهم يخشونها.
هؤلاء ظلوا ثلاثين عاماً عبئاً على السودان؛ سببوا التخلف، ونهبوا الثروات، وتسببوا في التشريد والقتل وبيع أراضي البلاد، وبنوا سوداناً موازياً في الخارج من قوت الشعب.
سعيهم لإفشال جهود الرباعية هدفه حماية أنفسهم من الحساب والمحاكمة أمام العدل الدولي بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
لكن الله غالب على أمره، ودعوات المظلومين لا تُهزم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى