مواقف ومشاهد
بقلم: عبدالله إسحق محمد نيل
ترجّل عشرة أبطال دفعة واحدة من أشاوس المجموعة “44” بقيادة الجنرال إبراهيم صندوق تندل حدربو، وعلى رأسهم البطل الفارس المقوار والفدائي عبدالرحمن البشير الناقي. كل الشهداء أبناء عمومتي من منطقة جكا ومدينة أبوكارنكا بولاية شرق دارفور. استشهدوا في معارك جبل أبو سنون بمحلية شيكان بولاية شمال كردفان يوم الخميس الماضي الموافق 20 نوفمبر 2025، بعد أن لقّنوا العدو دروسًا في معركة جبل أبو سنون وفي ميادين المعارك وفي كل ساحات القتال التي شاركوا فيها منذ بداية حرب الخامس عشر من أبريل 2023 بالولاية الشمالية ونهر النيل وشرق السودان وفي سنار وسنجة والنيل الأزرق والجزيرة والنيل الأبيض والخرطوم والمثلث وكرب التوم وشفرليت وبابنوسة وغيرها من ميادين النزال. ومضوا إلى ربهم وهم على قناعة بأن الموت من أجل القضية هو حق، وأن الأجل محتوم ومكتوب ومسطّر، وهو سبيل الأولين والآخرين. ولكن نزال العدو بشرف وثبات وهزيمته هي أسمى وأنبل غاية يخلدها التاريخ للأجيال القادمة، وتبقى الذكريات والمواقف والمشاهد الهامة المسجّلة التي ترعب الأعداء، ويبقى شرف البطولات والملاحم بثبات هو الشرف الباذخ.
رحل الفُرسان بقيادة عبدالرحمن البشير الناقي والثلة المختارة، تاركين لنا هذه الدنيا الفانية، ونحن على يقين بأن السير على هذا الطريق يحتاج إلى مزيد من التضحية والفداء، ويحتاج إلى مزيد من الجهد والترتيب والتجهيز والاستعداد والإعداد لمواصلة المسير في طريق النضال والاستبسال من أجل تحقيق واحدة من الغايتين: إما الانتصار على الأعداء، وإما الشهادة والتضحية والفداء، كما رحل شبابنا أمس واليوم وغدًا إلى أن يتحقق النصر المبين.
وعزّى السيد رئيس جمهورية السودان ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام والوحدة، والقائد العام لقوات التأسيس والقائد العام لقوات الدعم السريع السودانية، سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو موسى المعروف بـ(حميدتي)، عزّى عبر الهاتف أهل المنطقة جميعًا في الفقد الجلل، وقال في سرادق التأبين الذي أقامه أهل مدينة أبوكارنكا تكريمًا للشهداء: إن استشهاد القائد عبدالرحمن البشير الناقي ورفاقه كانوا كالأسود، وهم أبطال وشهداء بكل حق وحقيقة، مؤكدًا أن استبسالهم هو واحد من أسباب الانتصارات الكبيرة التي حققها الأبطال والأشاوس على مليشيا الجيش والمرتزقة من الحركات المسلحة والإرهابيين. ودعا جميع الأهل إلى الدعاء للأشاوس في الخطوط الأمامية بالصبر والثبات، مؤكدًا أن النصر آتٍ وقريب إن شاء الله.
عزاء السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام والوحدة الفدرالية الانتقالية والقائد العام لقوات التأسيس وقوات الدعم السريع السودانية ترك أثرًا طيبًا على جميع الأهل بأبوكارنكا وجميع منطقة جكا وقبيلة المعاليا، وأكد القائد العام محمد حمدان دقلو أنه مهتم وحاضر ومتابع لكل ما يحدث لجنوده في ميادين النزال. وهذه المتابعة الدقيقة تؤكد صدق القائد مع القواعد، وأن مثل هذا التواصل والعزاء يخفف كثيرًا من الصدمات التي تحدث جراء مثل هذه الوقائع والحوادث التي تحدث فجأة. فيا ريس كتر خيرك، والله ينصرنا ويحفظك من كل مكروه.
عزائي إلى كل أسر فقْدائنا الأبرار.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
البقاء لله وحده.



