الرئيسيهحوارات

المدير التنفيذي لمحلية الضعين محمد عثمان آدم في حوار مع (الأشاوس)

حكومة بورتسودان أقصت أبناءنا من التعليم وهذه جريمة حرب مكتملة الأركان

الضباط الإداريون هم عماد الخدمة المدنية والمسؤولون عن تسيير دولاب العمل

فقدنا دفعتين في المرحلة الثانوية ونسعى حالياً لمعالجة الأمر

(……) هكذا جنب ترابط المجتمع مدينة الضعين التعدي على المؤسسات والمرافق العامة

من تحديات التعليم: العمل في ظرف استثنائي دون مرتبات أو إمكانيات

أكبر تحدٍ بالنسبة لنا هو وجود النازحين والوافدين من الولايات الأخرى داخل المدارس

ركزنا على الحفاظ على المواقع الاستراتيجية والمرافق العامة من التعدي، ومعظم المؤسسات حافظت على وضعيتها

حوار: موسى مساجد

حدثنا عن التعليم في المحلية؟

السيد المدير لمحلية الضعين أهلاً ومرحباً بك في صحيفة الأشاوس؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الإخوة في هذه الجريدة العريقة… سعيد غاية السعادة أن ألتقي بالإخوة في صحيفة الأشاوس، وأشكرهم على هذا الدور الريادي الذي يقومون به طوال الفترة الماضية في توثيق الأحداث في مناطق سيطرة الدعم السريع، ونقل واقع أنشطة الإدارات المدنية والتنفيذية، وكل الأنشطة سواء في الجانب الأمني أو الثقافي أو الرياضي أو الاجتماعي. أشكرهم جزيل الشكر.

محلية الضعين حاضرة الولاية وامتداداتها؟

محلية الضعين محلية كبيرة ومترامية الأطراف، يحدها من الناحية الجنوبية محلية بحر العرب، ومن الجنوب الشرقي محلية أبوجابرة، ومن الشرق محليتا أبكارنكا وعديلة، ومن الشمال محليتا شعيرية وياسمين، ومن الغرب محلية عسلاية.

كيف استطاعت ولاية شرق دارفور إرسال رسائل إيجابية للحفاظ على الممتلكات العامة في فترة الحرب؟

منذ اندلاع الحرب في دارفور، وخاصة ولاية شرق دارفور، وفي فترة تحرير الفرقة 20 مشاة، تم تكوين غرفة مشتركة من قوات الدعم السريع، والإدارة الأهلية، والشباب، وجزء من المبادرات، والغرفة التجارية. ظلت هذه الغرفة في انعقاد دائم، ووضعت خطة للحفاظ على المؤسسات في أيام تحرير الفرقة. كانت مجهودات جبارة اتسمت بالإخلاص والتجرد، واستطاعت احتواء المشكلة في نطاق الفرقة فقط دون توسع الأحداث خارج محيطها، وذلك بحكمة الإدارة الأهلية وتنسيق الجهات المذكورة، حتى تم تحرير الفرقة وخرج جيش الحركة الإسلامية، وسيطرت عليها قوات الدعم السريع. كذلك للمحلية تدابير لحفظ الأمن وممتلكات المواطنين بالتنسيق مع قوات الدعم السريع.

كيف حافظتم على المؤسسات والمواقع الاستراتيجية؟

ركزنا على الحفاظ على المواقع الاستراتيجية والمرافق العامة؛ ولذلك معظم المؤسسات ما تزال محافظة على وضعيتها بكامل أثاثها وتقنياتها، ولم تتعرض لأي تخريب أو تشويه. والحمد لله نمارس أعمالنا الآن في نفس المواقع قبل الحرب.

كيف تم الانتقال من الوضعية القديمة إلى وضعية الإدارات المدنية؟

تم ذلك بعد تشكيل لجنة بقرار من السيد القائد، برئاسة د. حذيفة أبونوبة، ومكثت اللجنة في ولاية شرق دارفور أكثر من شهر في اجتماعات مستمرة مع الإدارات الأهلية والمبادرات والشباب. أعدّت اللجنة خطة الانتقال من الحكومة القديمة إلى حقبة الإدارات المدنية. كان هناك تحديات، لكن المجتمع كان مهيأً للانتقال، وتم الأمر بسلاسة، وتكوّنت الإدارات المدنية بتوافق تام بين كل مكونات المجتمع الرسمية والشعبية.

كيف تم تكوين الإدارة المدنية على مستوى المحلية؟

تم تكوين الإدارة المدنية على مستوى المحليات، والضباط الإداريون هم عماد الخدمة المدنية والمسؤولون عن تسيير دولاب العمل عند حدوث أي إشكالات سياسية إلى حين عودة الأمور لطبيعتها. في هذه الفترة، تحملنا كضباط إداريين المسؤولية، وكنا على رأس الخدمة المدنية في المحليات وأمانة الحكومة والحكم المحلي. قمنا بواجبنا على أكمل وجه، ومستعدون في أي لحظة لتسيير العمل بالطريقة المطلوبة.

في الحقيقة، التعليم مر بتحديات كبيرة في هذه الفترة، ونتأسف للفعل المشين الذي قامت به حكومة بورتسودان والحركة الإسلامية بإقصاء أبنائنا من العملية التعليمية. نحن ندين هذا التصرف، ونعتبره جريمة حرب مكتملة الأركان، لأن هؤلاء التلاميذ وأسرهم لا علاقة لهم بالحرب بين الدعم السريع والجيش، وقوات الدعم السريع قاتلت من أجل رد الحقوق لأهلها، أما التلاميذ فليس لهم ذنب.

ومن تحديات التعليم أننا نعمل في ظرف استثنائي دون مرتبات أو إمكانيات، لكن بجهودنا والجهود الشعبية أصبح التعليم واقعاً مستمراً. فقدنا دفعتين في المرحلة الثانوية، ونسعى لمعالجة الأمر. أما المرحلتان الابتدائية والمتوسطة فالتعليم مستمر بجهود شعبية. بالأمس كنا في نفير وحدة الجلابي الإدارية، وهذا جهد شعبي خالص، ونحن نلعب دور التنسيق بين المواطنين وحكومة الولاية. نطمئن الجميع بأن التعليم في محلية الضعين يسير بصورة طبيعية. الشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات الذين نذروا وقتهم وجهدهم دون مقابل، وما يقومون به هو هدية لحكومة السلام وحكومة التأسيس، من باب الوطنية وحب التغيير.

كم عدد المدارس في المحلية؟

لدينا 73 مدرسة ابتدائية، و25 مدرسة متوسطة، وهذا ضمن نطاق المحلية. أما الثانويات فهي تحت مسؤولية الوزارة. حالياً فتحت مدارس المرحلة الثانوية بنسبة 70%. عدد التلاميذ يفوق عدد العام الماضي، وهناك تزايد وإقبال كبير على التعليم، إذ يفوق العدد عشرة آلاف تلميذ وتلميذة، بالإضافة إلى مدارس القطاع الخاص.

ماذا عن تحدي وجود النازحين في المدارس؟

مع بداية العام الدراسي قررنا فتح المدارس وحددنا بداية العام 1/10/2025م. أكبر تحدٍ كان وجود النازحين والوافدين من الولايات الأخرى داخل المدارس، وكانت أكبر مدارس المحلية ممتلئة بهم. وضعنا خطة بالتنسيق مع المنظمات ووكالة الإغاثة لتهيئة المعسكرات للنازحين، فوجدنا استجابة، وتم تأهيل معسكر صابرين بالسكن والوجبات المجانية، وكذلك معسكر المنارة. بعد تأهيل المعسكرات بدأنا إخلاء المدارس، وتم الأمر بسلاسة. الآن المدارس خالية تماماً، والتلاميذ يتلقون تعليمهم بصورة طبيعية، وبوابات المدارس مفتوحة، والحمد لله تجاوزنا هذه المعضلة بنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى