الرئيسيهحوارات

العمدة خريف رحمة الدودو يحكي عن بداية الحرب بغرب كردفان وقصة الحياد الأولى وغدر الجيش (1)

ستة أشهر جنّبتنا نقل الحرب من الخرطوم إلى الولاية من خلال مبادرة خرقها الجيش

تصاعد التوتر مع الجيش عند اشتداد الاستفزازات وقتل عدد من أبنائنا في الفولة وبابنوسة

قصف طيران الجيش وقتل الأبرياء، وأُفرغت بابنوسة من سكانها خلال أسبوع واحد!

(…..) لهذه الأسباب انحازت نظارة الفلايتة للدعم السريع وأصبح قائداً ميدانياً

العمدة خريف رحمة الدودو، عمدة قبائل أولاد سرور بغرب كردفان، نظارة الفلايتة، التقيناه خلال زيارتنا لمدينة بابنوسة في أعقاب تحريرها. حكى لنا تطورات الأوضاع في غرب كردفان عقب اندلاع الحرب في الخرطوم، وتحدث عن حياد الإدارة الأهلية في بادئ الأمر لتجنيب الولاية الحرب.

روى العمدة قصصاً من المعاناة وقصف الطيران الفلولي لمدينة بابنوسة لأكثر من مرة لإرهاب المواطنين، وكيف أن الجيش نقض العهد بعد ستة أشهر من الحياد وتحول إلى خانة العداء، متنمراً على أبناء الولاية العائدين من الخرطوم.

ودخلت الفرقة في استفزازات لهؤلاء الشباب وصلت إلى المطاردة واستدعاء الأسر، بل تجاوزت ذلك إلى قتل عدد من أبناء المسيرية غدراً في السوق.

تأسف العمدة خريف على تحول موقف الجيش، ما اضطره إلى العدول عن موقف الحياد والانحياز كقبيلة للدعم السريع. تفاصيل مثيرة رواها العمدة نورد الجزء الأول منها، فإلى مضابط الحوار:

وأنت في مدينة بابنوسة.. كيف كانت بداية الحرب والتعامل معها؟

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 في الخرطوم، في ذلك الوقت نحن كإدارة أهلية عقدنا اجتماعاً برئاسة كل النظار، وآلينا على أنفسنا أن نكون جسماً محايداً، لأن جزءاً كبيراً من الدعم السريع أبناؤنا، والفرقة 22 بابنوسة أمر واقع بألويتها، لذلك تحدثنا مع الطرفين: الجيش والدعم السريع.

كيف تعامل الجيش مع مبادرتكم؟

اللواء معاوية قال إن هذه الحرب اندلعت في الخرطوم ونتمنى أن تنتهي هناك. نحن نعلم أن الدعم السريع هنا جميعه من أبناء المنطقة، وليس لدينا مشكلة في أن يكونوا موجودين بقيادتهم في المجلد، ونحن موجودون في بابنوسة بألويتنا. لن نعتدي عليهم، وكذلك عليهم ألا يعتدوا علينا.

الحرب بعيدة منا، إذا انتصر حميدتي سوف أقوم بتسليم العقيد التاج التجاني، وإذا انتصر البرهان على التاج التجاني أن يأتي بكل قواته ويسلّم.

انطلقنا بموجب هذا الوعد أو الاتفاق إلى الدعم السريع، وهم أيضاً تجاوبوا معنا، لكن اشترطوا أن لديهم قوافل تذهب إلى الأبيض وتأتي، وأخرى إلى كادوقلي، وعلى الجيش ألا يتعرض لها.

سرنا على هذا المنوال قرابة الستة أشهر، كنا نمسك الطرفين لمنع الاحتكاك، هذا بيد والأخرى باليد الثانية، وبذلك جنّبنا الولاية الحرب طوال هذه الفترة.

ماذا بعد؟

جاءت قيادات الدعم السريع وقالوا إن هناك تعليمات صدرت لهم بالتحرك في اتجاه الأبيض. قلنا لهم تحركوا لكن لا تدخلوا في أي احتكاك مع القوات المسلحة. بالفعل التزموا التزاماً كاملاً حتى وصلوا إلى منطقة الدبيبات.

طبعاً غرب كردفان حدودنا في الدبكر، التزموا بالعهد. بعد ذلك مكثنا فترة مع الجيش، لكن في واقع الحال كانت معاملة الجيش قد اختلفت معنا عن الفترة التي كان الدعم السريع موجوداً فيها.

بدأوا يتفتونون علينا، وبدأت احتكاكات مع أولادنا العائدين من المعارك في الخرطوم، وبدأ الجيش في مطاردتهم لأخذ الغنائم التي جاءوا بها من الخرطوم، خاصة العربات، ووصفوهم بالحرامية و(الشفشافة).

جلسنا مع الجيش بالخصوص أكثر من مرة، وقلنا لهم صراحة إن ما تقومون به من استفزاز سيكون له أثر سالب، وفي النهاية هؤلاء أبناؤنا. مثلما أنكم مكلفون بعمل من قيادتكم، هم أيضاً مكلفون بعمل من قيادتهم في الدعم السريع.

وقلناها لهم: نحن لا نقبل هذه الإساءات ومطاردة عربات أبنائنا، لأن ذلك سوف يؤدي إلى نقل الحرب من الخرطوم إلى الولاية. فقط سمعوا منا دون استجابة.

تطورت الأمور لاسوأ؟

نعم .
، في مرة تحرك الجيش في اتجاه مدينة الفولة وقام بربط الطريق للذين يأتون من الخرطوم، وكانوا يأخذون العربات من أبنائنا، وفي بعض الأحيان يأخذون أموالهم. بل وصل الأمر في مرة من المرات إلى قتل ثلاثة من أبنائنا في الفولة.

حتى ذلك الوقت كنا نحث أبناءنا على عدم الدخول في مواجهة مع الجيش. كتيبة الدعم السريع في منطقة المجلد كانت موجودة، أما الفولة فكان يسيطر عليها الجيش في ذلك الوقت.

بناءً على هذه الاستفزازات وعدم استجابة الجيش للنصائح، صدرت تعليمات من الدعم السريع بعودة قواته إلى ولاية غرب كردفان. بعد ذلك جاء الدعم السريع من الأبيض إلى غرب كردفان، وعملوا تعزيزات، وجلسوا معنا كإدارة أهلية وعقدوا مؤتمرات في المناطق.

آخر مؤتمر عُقد في منطقة كجيرة، قالوا لنا بصريح العبارة: نريد أن نسمع رأيكم فيما يجري الآن، هل أنتم معنا أم مع الجيش؟

ماذا قلتم؟

قلنا لهم نحن لسنا حكومة، نحن إدارة أهلية انتخبنا الشعب، وإذا 80% حددوا اتجاههم، نستجيب لرغبتهم سواء كان مع الجيش أو الدعم السريع.

وفي ظرف أسبوع واحد خرج كل المواطنين من بابنوسة.

قناة الجزيرة أوردت تقريراً بأن أعداداً كبيرة من المواطنين خرجوا مشياً على الأقدام إلى مدينة الأبيض بعد تحرير الفرقة 22؟

أؤكد لك أن بابنوسة منذ شهر فبراير 2024 لم يبقَ فيها شخص واحد. أقرب منطقة من المدينة هي الضليمة وأم جاك وشق الهيل.

انتقلت من مربع عمدة بعد تحرير المدينة وأصبحت جزءاً من قوات الدعم السريع قائداً بها؟

نحن بعد مؤتمر كجيرة أعلنّا كنظارة كاملة للفلايتة، بعد الوصول إلى قناعة أن مجتمعنا اتجه في اتجاه واحد هو الدعم السريع.

أصبحنا من بعد ذلك جزءاً من الدعم السريع. أنا شخصياً كمواطن من بابنوسة مرابط من كبو لكبو، ومن خور إلى خور.

نواصل…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى