
نعم لقد غير إخوان الباطل إنسانية وطبيعة الإنسان السوداني، ظللنا نتحدث ونتداول عبارات بشاكلة “التنوع ،التقبل ، التعايش ،السلم المجتمعي” ولكن هل فهمناها حقا؟!، عندما يتحدث الفاهمين لقضية الشأن السوداني يرجعون الخلل في البنيوية السودانية لما قبل الإستعمار وبعده. يتحدثون عن العنصرية الإثنية والطوائف الدينية والنعرات القبلية بل حتى التمييز على أساس اللون والعرق.
لنكن حقيقيين نحن في السودان الأسوأ مقتاً وفهماً لثقافة التقبل للتنوع والأكثر مكراً ودهاء لإستغلالها بل الأكثر حضيضا نحو إنسانيتنا.
في تاريخنا السوداني حقبتين هما ما قبل العام ٨٩ وكان هذا عبارة عن عنصرية جاهلة غير مثقفة عاشت في ظل جهل المجتمع فكانت ثقافة الأسياد والعبيد التي خلفها الإستعمار. هنا لن نلوم المجتمعات فقد ربِّيت على ذلك ولم يكن التعليم مسيطراً وقتها وقد بسط هيبة التنوير والثقافة، ولكن رغم ذلك كانت الإنسانية متواجدة.
أما بعد العام ٨٩ ولن أخوض فيه معلوم أنه بداية الحقبة الأسد سوداوية في تاريخنا والتي غيرت في إنساننا بل ألغت إنسانيته وكانت الاداة في ذلك هي “الدين” تغذية أخرى ابتكرها السياسيون سيت بمصطلح “النخبوية”، وهذين جاء بهما تيار الإسلامويين وبالا على هذه البلاد.
ما فعله فينا هؤلاء شيء لا يمكن غفرانه فقد حولوا أناسنا بطيبتهم وسذاجتهم القديمة والتي كان يمكن علاجها بالإستنارة والعلم كما جميع العالم الذي تجاوز مفهوم اللون والعرق ومضى نحو الوحدة والمساواة الإنسانية دون تمييز.، وزرعوا فينا فئات غير دارية بحقيقة الخلق وأننا جميعاً من آدم وآدم من تراب.
خرجت نتاج لذلك ثلاث فئات هم : ثلة المنتمين لهذه العقيدة العقدية الباطلة شرعا وإنسانية فكانوا هم (الكيزان ومن شايعهم وآمن بهم وسار معهم)، ثم (فئة البسطاء المغررين الذي هم في لهاة عن كل ذلك فكانوا هم المهمشين مستسلمين أن الحياة تمضي ولا شيء غير ذلك، أضف لها صفة الجبن من محاولة التغيير) ، والفئة الثالثة هي ( من إستناروا فإما هربوا لخارج هذه البلاد ، وأما من بقي منهم عاش نضالاً ليخرج من عنب المأزق التاريخي هذا).
ووصلنا للثورة وحرب أبريل التي عانت فيها الفئة الثالثة الأمرين وأضمت إليها الفئة غالبية الثانية فجاءت النتيجة ملخصها حرب أبريل التي هي بين إثنين فقط هما الكيزان ومن معهم ببساطة وكل من شايعهم المنتفعين حثالة الله في أرض السودان، وبين أهل السعي للإستنارة والتغيير الحقيقي من بقية من آمن أنه من آدم والجميع سواسية في قانون الإنسانية.، وهذه هي الحقيقة المجردة دون تلميع الكلمات بأنه صراع سياسي أو نخبوي طبقي أو أي شي آخر ولنعمل على تبسيط الأشياء لنصل للحقائق المجردة.
سوما المغربي
مايو ٢٠٢٥