ميثاق التأسيس أساس لبنة البناء

سوما المغربي
المناطقية السودانية والتي توصف بالهامش هي حجر الزاوية لأي تحول في البنية السودانية المستقبلية وهذا يقود لأس إنبثاق الصراعات على مدى التاريخ، وهو الإشكال الذي وجب معالجته قبل المضي في أي سياسات لبناء الدولة الجديدة.
لقد فرضت الحرب ومآخذها وما كشفته من سوءات للوضع السياسي السوداني وحتى الإجتماعي والإقتصادي، واقعا جديدا يقتضي الوصول للخطوط النهائية للأهداف ووسائل تحقيقها، وهنا ما يوجب التوافق بين متقاربين وجهات النظر والقضايا للذين يضعون بناء دولة السودان الجديد أولا.
قدم المدنيون تجربتهم ورؤيتهم للحلول الممكنة سابقا وأما خلال الحرب كانوا وفق رؤيتهم يتصدرون المشهد أمام المجتمع الدولي بإعتبارهم الشرعية المكونة لنظام الحكم الإنتقالي قبل الإنقلاب العسكري والحرب وهدفهم الأساسي والنهائي هو وقف الحرب والتحول المدني الديمقراطي ولم يحدث تغيير أو أثر وظلت الحرب مستمرة.
في الشق العسكري كان الدعم السريع والذي هو جزء من المؤسسة العسكرية السودانية وله شرعية أيضا قبل الإنقلاب عليه من الجيش بعد هيمنة النظام السابق الإسلامي عليه وهذا ما قبل الحرب، والحرب باصلها جاءت على الدعم السريع تماما بسبب دعمه للتحول المدني لحكومة الثورة ووقوفه حجر عثرة أمام عودة الإسلاميين، وهكذا صدر الأمر بمحوه وأثر وجوده وتجريمه أستخدمت كل الوسائل الممكنة لذلك.
القوى المدنية والقوى الثورية والحركات المسلحة الداعمة للتغيير بقواعدها وقوات الدعم السريع بمكوناتها، تمثلان النسبة الأكبر التي يمكنها تسيير الحكم بشقيه المدني والعسكري في إطار توافق تام بينهم وخاصة تقديم التنازلات من الأهداف الخاصة بأي منهم المتعلقة بالوصول للسلطة. فإن تنحت إرادة السلطة المطلقة وصل الجميع إلى إتفاق تام، وقد إجتمعت جميع هذه المكونات برؤية نظنها واضحة المعالم وسارت مسيرة قوية متواثقة مترابطة لأجل الوصول للهدف الأول والأسمى وهو الخروج من ترهات الماضي لأفق المستقبل رغم دمار وخراب ومظالم أستبدت عليهم لعقود.
نعم كان على كل الأطراف الأخذ في الإعتبار المكونات جميعها التي من حقها التواجد داخل النظام السوداني الجديد في عملية تستصحب تغيير شامل وإصلاح عادل لكل بقعة من السودان فخرج عقد متراص من التوافق، وهذا ما تمخض عنه ميثاق تأسيس اليوم والذي وضع اللبنة الأولى لعملية بناء الدولة على أسس دستور ميثاق تأسيس.
سوما المغربي
يونيو ٢٠٢٥