
الصادق محمد غليلة
السودان هو الدولة الوحيدة في هذا الكون التي تميزت فيها النخب الحاكمة بالعلل النفسية التي تعبر عن وجود مركب نقص ناتج عن الإحساس بالدونية والانكسار لما عاناه أسلافهم من إضطهاد على أيدي الغزاه .
فالعقدة النفسية جعلت هذه النخب تجتهد في تقليل وطأتها عليهم بإيجاد شرائح مجتمعية يمارسون عليها القهر والتسلط والإقصاء ، لذلك تراهم يبالغون في التعسف تجاه الآخرين إمعانا منهم في إذلالهم وإشعارهم بأن هناك جهات لها الحق الكامل في إحتكار السلطة والثروة والسلاح، وانها هي التي تمنح صكوك الوطنية للآخرين .
لذا تجدهم أشد غلوا في نشر خطاب الكراهية والتمييز العنصري والدعوة إلي العنف تارة بأسم الدين عندما يكون العدو المنتخب من الإثنيات التي لا تدين بالإسلام ، وتارة اخرى بشعارات الوطنية عندما يكون العدو المنتخب من الإثنيات المسلمة غير العربية وإفتضح الأمر كله جملة وتفصيلا عندما إستعدوا هذه المرة مكون يدين بالإسلام وناطق بالعربية فأصبحت تفوح من خطابهم العنصرية القبلية والمناطقية والجهوية. .
و كل هذه الحالات تعبر عن الرغبة في إقصاء الآخر عن قرار الدولة وعدم الإقرار بشراكته في الحقوق والواجبات بل إعتباره مملوكا لهم يجب أن يدار أمره بواسطتهم .
فإن عقدة الدونية التي تعاني منها هذه النخب ظلت تسيطر على أفكارهم ونفسياتهم وبات من الواجب تحريرهم من هذه الحلقة عبر تفكيك دولة الابرتايد العنصرية وزوالها إلي الابد بواسطة بندقية ثورة الهامش وأيادي أشاوسنا الابطال
الصادق محمد غليلة
حزيران
2025