الرئيسيهتقاريرسوما المغربي

عندما تتقاطع المصالح الاقتصادية.. اتجاه القاهرة للقبول بنفوذ حميدتي في (المثلث).. أفق جديد لتبديل المواقف


تقرير سوما المغربي

البشريات الإيجابية بقبول مصر لإتجاه التعاون مع الدعم السريع من قبل دخول صادرات دارفور لأراضيها والذي قابله التصريح الإيجابي للقائد حميدتي في خطابه، بأن لا عداء مع دولة مصر ولا مانع من عودة العلاقات وهذا فتح الباب لدولة مصر لتحفظ ماء وجهها بإعتبار أن الدعوة جاءت من حميدتي. تصريحات بعض مسؤولي مراكز العلاقات الدولية المصريين تشير لإتجاه مصر إلى تطبيع العلاقات مع قوات الدعم السريع وحكومة تأسيس القادمة بعد أن كانت وقود لحرب ١٥ أبريل من خلال دعمها لجيش (الفلول).

_تحولات وتبدل للمواقف !

وما تم ترجمته لمتابعي الشأن السياسي من واقع خطاب القائد”حميدتي”، وتصريحه “بأن قواته باتت تؤمّن تلك المنطقة التي اعتُبرت لعقود بؤرة اضطراب إقليمي وهي (المثلث) في جبل عوينات، مشيرًا إلى إمكانية تفعيل اتفاقات سابقة بشأن التعاون الحدودي”. هو ما عده البعض قبول منه للدخول في حوار مباشر مع الحكومة المصرية، لتسوية الخلافات العالقة ومسائل التدخل المصري في مسار حرب أبريل التي أشار إليها مباشرة في خطابات سابقة له، في خطوة تمثل تحولاً عميقًا لطبيعة العلاقات (الجيوسياسة) التي تفرضها حقيقة سيطرة الدعم السريع على الحدود الإستراتيجية مع دولة مصر، لا سيما أنها تأتي بعد أيام من سيطرة قواته على المثلث الحدودي الذي يربط السودان بكلٍ من مصر وليبيا.

_ خسائر مصر وتأثيرها بمسار العلاقات

تحول مسار العلاقات بين مصر والدعم السريع هي فرضية واقع جديد حتمته إستراتيجية الوضع القائم أن مصر هي الخاسر الأكبر من دول الجوار بفقدها من دارفور لواردات مهمة من المنتجات مثل الصمغ بأنواعه، والفول السوداني، وزيت الطعام، والماشية بأنواعها (الأبقار، الإبل، الضأن، الماعز)، والسمسم، والتمباك، والدخن والذرة، والذهب، والمعادن الأخرى، والكركديه، والأمباز (علف حيوانات)، والبامية المجففة (الويكة).، وهي تعمل كمحول للمنتجات السودانية وتقوم بتصديرها لمنطقة الشرق الأوسط وغيرها من الدول الأخرى،وهي سلع تنتج في الغالب بمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان بجانب الصحراء التي تعبرها الشاحنات وقوافل الإبل المتجهة إلى مصر.
فقرار الدعم السريع بمنع دخول المنتجات لمصر تضررت منه كثيراً لأنها كانت تشكل لها قيمة إضافية للمنتوج حيث أن السودان يصدر الخام ومصر تقوم بالإنتاج وعلى رأسه الإنتاج الحيواني بكافة أنواعه المختلفة بما في ذلك الجلود التي تقوم بتصنيعها بشكل منتوجات جلدية تقوم بتصديرها للخارج. بدا واضحاً ان مصر مطمئنة وهذا ما أكدته الكاتبة المصرية المعروفة بإهتمامها بالشأن السوداني في ملفات السوداني الدكتورة أماني الطويل بمركز الأهرام الدولي، وقد أشارت تصريحات سابقة للمركز أن حوارات جرت مسبقا بين مصر وحميدتي، مما يبين أن مصر كثفت جهودها في سبيل الدفع بعودة العلاقات وقد ظهر ذلك في وضع التحييد بعمليات سيطرة الدعم السريع على منطقة المثلث المشهورة.

_ توسط دولي بإتجاه دفع العلاقات ..

زيارة خليفة حفتر ليست بمعزل عن ملف مثلث جبل العوينات في إطار التنسيق لما تقوم به الدعم السريع من نشاط دولي للحد من الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر وتجارة الأسلحة غير المشروعة وحمل فيها حفتر بعض النصائح لدولة مصر بالإلتزام بما تم الإتفاق عليه وعدم الجنوح إلى التحرك في منطقة مثلث جبل العوينات.
كما ذهبت بعض التسريبات الإعلامية لوجود تدخلات دولية أوروبية للضغط بإتجاه التهدئة بين مصر والدعم السريع حيث مثل الدعم السريع صمام أمان لوقف عبور المهاجرين غير الشرعيين بين إفريقيا وأوروبا، والذي تفاقمت مشكلاته في ظل وضع حرب أبريل الحالية.

_مراقبين للاحداث..

مراقبون للأحداث ربطوا بين التصريحات لبعض منسوبي مراكز القرار بالشأن المصري بالإنحياز للتعاون مع الدعم السريع بتحولات إقليمية فرضت تغيير في العلاقات الرسمية للقاهرة تجاه الصراع السوداني، بمعطيات اولها تآكل نفوذ الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مقابل تمدّد الدعم السريع وتحالفاته الإقليمية الآخذة في التوسع، كما سقوط حكومة بورتسودان في بؤرة العقوبات الدولية والإتهام المباشر بدعم الجماعات الإسلامية الإرهابية مما أطال أمد الحرب التي أمتدت نيرانها لتؤثر على مصالح دول الجوار ، ويشير المحلل السياسي ادم الجدي ان الأهم فقدانها للنفوذ على مناطق الشريط الحدودي الذي يمثل شريان التجارة بين ثلاث دول هامة هي مصر وتشاد وليبيا.

_ أرآء خبراء ومحللين

في قراءة المشهد بتبدل المواقف الإقليمية والدولية تجاه الدعم السريع، حيث تحدث سابقاً المحلل السياسي والصحفي المعروف الاستاذ محمد لطيف، في تحليله لملف العلاقات السودانية المصرية،. معلقا فيما بعد خطابات سابقة: ” أن ما بعد خطاب حميدتي وما قبله، لن تكون على ما كانت عليه قبل الخطاب الذي أعاد فتح عصب العلاقات السودانية المصرية، والتدخل المصري في الشأن السوداني”.
كما ذهب المحلل السياسي السوداني الأستاذ حاتم إلياس إلى أن تصريحات حميدتي تعكس محاولة لـ”إعادة ضبط العلاقة مع القاهرة”، في ظل إدراكه أن سياسة المحاور التقليدية تنهار، وأن الإنفتاح على مصر يمكن أن يخدم مصالح الطرفين، خاصة إذا قُدم على أساس تطمينات أمنية وحدودية واضحة.
كما ذهب المحلل السياسي والإقتصادي م/ بريمة فضل الله برمة إلى أن طبيعة العلاقة بين الدول قائمة على المصالح الإقتصادية في المقام الأول وأن مصر تحولت بإتجاه تقييم مصالحها المرتبطة بمناطق نفوذ قوات الدعم السريع بصورة مباشرة حيث أن الموارد مصدرها الرئيسي هو غرب السودان المسيطرة عليه الدعم السريع، كما أن خسائر مصر الدبلوماسية في ظل دمار الجيش السوداني وتحوله لمليشيات مرتزقة إرهابية، تسبب ضرراً مباشرا وضربة لمصر جيوسياسياً فقد أصبحت محصلة الجيش تساوي صفراً حيث أن المراهنة على الإسلاميين خاسرة، وسبقت مطالبات دولية بأن ترفع مصر يدها عن دعم الجيش السوداني.

_خلاصة..

بعد تناول للحديث في شأن أن مصر باتت أكثر مرونة في تناول الملف السوداني وفقاً للمستجدات التي فرضها واقع التقدم والسيطرة الميدانية للدعم السريع مع تراجع الجيش، حيث ذهاب جهودها لدعمه لوجستيا وعسكريا أدراج الرياح، كما حسابات الفائدة والخسائر لمصر من هذا الدعم في ظل تعطل منافعها الإقتصادية من قبل مناطق سيطرة الدعم السريع، وأيضا قراءة المشهد بتبدل المواقف الإقليمية والدولية تجاه الدعم السريع، وأن الدعم السريع قامت فعليا بتفعيل استراتيجيات اقتصادية حيث اشهرت سلاح الاقتصاد في تحول عميق نحو التقدم بتأسيس سجل تعاملات ومصالح دولية في ظل حكومة الوحدة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى