الرئيسيهتقارير

تحقيق: بالأدلة واعترافات مسؤولين سرقة سبائك النحاس وتدمير بنية الكهرباء .. الجيش وراء الجريمة !!

الأمن والاستخبارات حولت عناصر من (الجاهزية) لمتهم واستفادت من العائد لدعم المجهود الحربي!

ميناء بورتسودان يستقبل المسروقات المعدة للتهريب تحت غطاء تدويرها !

(٤) شركات محلية واجنبية أدارت المخطط بكفاءة بتنسيق وعلم مسؤولين

تحقيق : سليمان ابكر سليمان

من الذي سرق نحاس (كيبولات) الكهرباء بعدد من ولايات السودان؟ ، ما الجهة التي تقف خلفهم ، وكيف تم استخدام عناصر من (الجاهزية) باغراءات كبيرة لتنفيذ مهمة التخريب وجمع النحاس، وماهي الجهات التي تقوم باستلام المعدن الغالي، وكيف أصبحت بورتسودان نقطة تصدير المنهوبات .. انها حقائق تتكشف لأول مرة بالوثائق، مفارقات توضح ماذا كان يجرى ومن كان فى تلك المؤامرة ومن هو السارق الحقيقي لمقدرات البلاد وبنيتها التحتية.

سرقة منظمة !!

وطبقا لمعلومات موثقة فان عمليات منظمة كانت تتم لسرقة (كوابل) الكهرباء بواسطة استخبارات الجيش السوداني خلال فترات الحرب وصلت لدرجة إن معظم أحياء ولاية الخرطوم وولايات اخرى باتت بلاء (كيبولات) ولكن طرف النزاع الذى يتبع للتنظيم الإخواني والجيش أراد بهذه العملية التي كان يديرها أن يكون المجرم هم عناصر الدعم السريع !

كيف تحولت استخبارات (الفلول) الى جاهزية ؟

إن هذه العملية كانت تتم عبر استخبارات الجيش الذين كانوا (قواصات) مندسين وسط قوات الدعم السريع لتشويه سمعته، لكن بالحقائق والقرائن تبين أن
الحركة الإسلامية وجيش البرهان هم من يقومون بتلك الجرائم البشعة لتدمير مؤسسات الدولة والشعب وسرقة النحاس الذى خططوا له بطريقة منظمة حددت فيها كيفية سرقة وتجميع النحاس وطريقة تهريبه عبر دول محددة ومعروفة، إذ كيف يتم هذا التهريب عبر الميناء ال ئيسي؟!
وتشير كل المعلومات التى تم تسريبها أن الجيش هو من يقوم بسرقة النحاس.
رويدا رويدا بدات الحقائق تتكشف كما ظهر عسكري يتبع لجيش البرهان بفيديو مصور متداول يقوم بسرقة منازل المواطنين الأبرياء بعربة شريحة ويهدد الجيران الذين قاموا بمنعخ من تلك العملية البشعة.

تمويل الحرب بالنحاس !!

ويقول مصدر مطلع ان الهدف الرئيسي من سرقة النحاس تمويل الحرب التى خططوا لها وليس لهم سبيل لدعم المجهود الحربي لمقابلة قوات الدعم السريع لان هذا هو الوحيد الذي يجد رواجا في السوق العالمية ويمكن ان ياتي بعائد كبير وسريع شانه شان السلع الاستراتيجية .
خشيت الحركة الاسلامية من ان يمحوها طوفان الدعم السريع الذي سييطرت على أكثر من ٩٠% من المواقع الاستراتيجية بالعاصمة الخرطوم خلال اسابيع قليلة.

من يعيد المسروق ؟

ويعلم جميع (الفلول) وجيش البرهان بان ما خسروه من بنية وتخريب من فعل ايديهم لكنهم يعلمون انه بمجرد مجئ السلام ستكون هناك مؤتمرات دولية للبناء والإعمار والتنمية لكن كل مخططاتهم هذه بائت بالفشل بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الاستراتيجي مؤخرا وتغيرت كل الموازين.

تدمير ممنهج للبنية التحتية..

ومن خلال الدخان المتصاعد فى الخرطوم التي تعيش منذ أبريل 2023 على وقع حربٍ طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع جرت واحدة من أبشع الجرائم الاقتصادية في تاريخ البلاد الحديث وهي سرقة وتدمير البنية التحتية لشبكة الكهرباء في العاصمة.
و لم يكن الأمر مجرد نهب عشوائي في لحظة انهيار أمني بل جريمة منظمة متسلسلة نُفذت بعناية فائقة على يد شبكة تمتد من الفني المتخصص في الميدان إلى المصدّر الرسمي في الميناء ومن الجندي على الأرض إلى المسؤول الصامت في أعلى هرم الدولة.
ومنذ منتصف عام 2023، بدأت التقارير تتواتر حول سرقة محطات التحويل الكهربائية المحولات الضخمة و(الكوابل) الأرضية الممتدة على مئات الكيلومترات.

اعتراف وزارة الطاقة…

وزارة الطاقة حينها وعلى لسان مسؤوليها أكدت أن ما يُنفذ لا يمكن أن يكون عملاً عشوائيًا فعملية تفريغ زيوت المحولات وهي مواد كيميائية حساسة تستخدم للتبريد والعزل تحتاج لفنيين ذوي خبرة وكذلك الحال بالنسبة لفصل (الكوابل) النحاسية دون إتلافها لم تكن السرقة عملاً فوضويًا بل عملية دقيقة شارك فيها أشخاص على معرفة تامة بمكونات منظومة الكهرباء.

تفشي الظاهرة !!

ومع تفشي الظاهرة بدأ ظهور تجار محليين للنحاس الخام في الأسواق السودانية وهم تجار معروفين في قطاع الخردة. اشتروا النحاس المستخرج من المسروقات بأسعار لا تتجاوز 500 دولار للطن بينما بيع لاحقًا في الأسواق العالمية خاصة في مصر بأكثر من 6000 دولار للطن هؤلاء لم يتحركوا من فراغ بل انخرطوا في سلسلة منظمة تبدأ بالتخزين والنقل وتصل إلى التصدير ولأن صادرات النحاس تمر حصرًا عبر نظام رسمي فذلك لا يتم دون سجل صادر إذن تصدير ونموذج اوراق تصدير من بنك السودان المركزي.

شاهد على الجريمة !

يقول العميد عوض ادريس حليتو رئيس تجمع شرق السودان الحر بأن هناك ٤ شركات كانت تقوم بتنفيذ المؤامرة ، شركتين منها في مصر واثنتين سودانيتين في الميناء من بينها شركة التوكل التي تقوم بتدوير مخلفات الشركة السودانية للكهرباء ،
شركة ريناك، يتم عبرها الشحن بواسطة شركة لإعادة التدوير ، وشركة ،وادي دجلة وهي شركة مصرية احد شركائها ضابط في الجيش السوداني تقوم برفع كل مخلفات النحاس ، علاوة على شركة التوكل.

معلومات خارج الحدود..

في تقرير نُشر بصحيفة “العربي الجديد” بتاريخ 4 فبراير 2024 نقلت الصحيفة نص خطاب رسمي من وزيرة الصناعة المكلفة حينها د. آمال صالح سعد إلى رئيس الوزراء المكلف وقتها تحذر فيه من عمليات نهب منظمة تستهدف البنية الكهربائية وتُصدَّر عبر ميناء بورتسودان تحت غطاء قانوني باعتبارها “خردة”. أما صحيفة “اندبندنت عربية”، في تقرير بتاريخ 13 فبراير 2024، فأشارت بوضوح إلى أن معظم شحنات النحاس المسروقة شُحنت إلى ميناء جبل علي و عبر ودولة أفريقية مؤكدة أن العملية جرت بعلم وتسهيلات من جهات رسمية.

سرقة عبر الميناء ..

بورتسودان التي تُعد نقطة الخروج الوحيدة للصادرات السودانية منذ اندلاع الحرب، هي التي أكدت أن العملية تتمم بصورة ممنهجة وأن من يرتدون لباس الجاهزية لتنفيذ المهمة مجرد مستخدم لا يعي أبعاد وخطو ة الجريمة.
وبورتسودان الميناء الجاف تقع بالكامل تحت سيطرة الجيش والحكومة غير الشرعية فلا يمكن مرور أطنان من النحاس الخام دون علم وزارة المالية أو دون أن يراقبها بنك السودان. وحتى الجهات الأمنية بما فيها جهاز المخابرات العامة والحركات وشيبه ضرار، لم تُعرف عنها السهو في مثل هذه الأمور. فكيف إذًا مرّ كل هذا دون مساءلة؟

هنا تظهر ملامح الجريمة المنظمة. فالتصدير تم من خلال شركات مرخصة فتحت حسابات في بنوك سودانية لتغطية عائد الصادر وهو ما لا يحدث إلا بموافقة وزارة التجارة وبتوثيق مصرفي صارم. ويقول تقرير “سودافاكس” بتاريخ 7 مارس 2024 إن شركات التصدير التي تولّت الشحن يمتلكها أفراد على صلة بأجهزة أمنية نافذة، بينما أشارت “أفريقيا برس” بتاريخ 10 مارس 2024 إلى ضلوع عناصر مسلحة كانت تنقل النحاس إلى الشرق بشاحنات ثقيلة دون اعتراض.

إذا كان الدعم السريع هو من سرق المعدات، فكيف صدّرها عبر ميناء تديره الحكومة غير الشرعية ؟ وإن كانت الحكومة تعلم، فلماذا لم تمنع؟ وإذا لم تكن تعلم فهي شريك اصيل أو ضحية اختراق داخلي كارثي.

من الناحية الفنية، تُعتبر زيوت المحولات من أخطر المواد في قطاع الكهرباء، إذ تستخدم لتبريد وعزل المحولات الضخمة، وتُعد ملوثة للتربة والمياه إن لم تُدار بشكل آمن كذلك فإن سرقة المحولات وشبكات التوزيع والنقل قضت عمليًا على قدرة الخرطوم على استعادة الكهرباء حتى في حال توقفت الحرب. فشبكة نقل الكهرباء ذات الجهد العالي التي تربط العاصمة بالمصادر من خارجها أصبحت معطلة كليًا، كما تم تخريب الكوابل الأرضية التي تصل إلى كل الأحياء بولاية الخرطوم مما يجعل إعادة البناء مسألة تمتد لسنوات وتكلف ملايين الدولارات.

في السوق العالمية، يُعد النحاس من أكثر المعادن طلبًا، ويُستخدم في الصناعات الكهربائية و البناءو السيارات والطاقة المتجددة و تتواجد عشرات الشركات العاملة في استيراده وتصديره، بعضها يتعامل مع الأسواق الرمادية أو ذات المنشأ غير الواضح، ما يُسهل على الفاعلين السودانيين إيجاد مشترين بسرعة

كل ذالك يؤكد بأن الدعم السريع ليست لديه صلة بسرقة النحاس وتدمير المنشأت وخراب الدولة وأن الدعم السريع كان مخترق من قبل حكومة (بورتكيزان) والدعم السريع مواجهة بعدد من التحديات التى خطط لها قادة الحركة الإسلامية وجيش البرهان لكسر شوكة الدعم السريع بجميع انواع المخططات.
الآن تبين الحقائق بات المجرم واضحا أمام مرائ الجميع ، فمن يحاسب ويعيد الأعمار للبلاد المعدن النفيس الذي استخدم لتدمير ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى