جدالحسنين حمدون
يتطلب تأسيس حكومة لدولة وليدة عدة خطوات أساسية، يجب على حكومة دولة “تأسيس” العمل بها وتحري النزاهة فيها، لكي لا تقع في العواقب الوخيمة نتاج البداية الخاطئة.
تشمل الخطوات: وضع دستور، وتشكيل مؤسسات الدولة، وتحديد نظام الحكم، وتأمين الاستقرار، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
أولاً: وضع دستور موحد شامل يحدد أسس الدولة ونظام الحكم، ويضمن حقوق وحريات المواطنين، ويحدد العلاقة بين السلطات المختلفة، ويجب أن يكون الدستور نتيجة توافق وطني يراعي مصالح جميع فئات المجتمع.
ثانياً: تشكيل مؤسسات الدولة من
السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ويجب إنشاء مؤسسات قوية وفعالة لكل من هذه السلطات لضمان توازن القوى وتطبيق القانون.
توفير الخدمات العامة، خدمات أساسية مثل: التعليم، والصحة والأمن، والعدالة، للمواطنين، و وضع خطط للتنمية المستدامة.
بناء جيش وطني قوي وشرطة فعالة لحماية حدود الدولة وضمان الأمن الداخلي، نقف قليلا في هذا البند، لأن علاقة المنظومة الأمنية والعسكرية بالسلطة والثروة والمجتمع هو الأساس الموضوعي الضروري لتحديد اطار مستقبلي لإصلاح هذا القطاع المركزي في سياق رؤية شاملة تضع في الحسبان ارتباط هذه العملية بعمليات اخري متشابكة تفضي وبصورة تكاملية الي التحوّل المدني الديموقراطي المستدام في السودان, وهو مفهوم واسع يتضمن عديد التحوّلات المؤسسية والتشريعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية تؤدي جميعها الي التأسيس لدولة مستقرة مبنية علي أساس مبادئ المواطنة المتساوية وحقوق الانسان والرفاه والعدالة الاجتماعية وسيادة حكم القانون، دولة تمتلك قطاعا امنيا وعسكريا محترفا علي درجة عالية من الكفاءة وجودة الحوكمة والشفافية وتتسم بعدالتها، واحترامها لمواطنيها، وتقييدها بالدستور والقوانين المحددة للحقوق والواجبات وأجهزة أمنية وعسكرية خاضعة للسلطة التنفيذية المدنية ولمسائلة الأجهزة العدلية ورقابة الشعب، المالك لهذه المؤسسات بالصالة ومصدر جميع السلطات.
ثالثاً: تحديد نظام الحكم
النظام الرئاسي، البرلماني، أو شبه الرئاسي. يجب تحديد نظام الحكم الذي يناسب طبيعة الدولة وظروفها، مع الأخذ في الإعتبار المزايا والعيوب لكل نظام.
تحديد صلاحيات الحكومة، ويجب تحديد صلاحيات رئيس الدولة والحكومة والبرلمان بوضوح في الدستور.
رابعاً: تحقيق الاستقرار والحفاظ على الأمن؛ فيجب توفير الأمن والاستقرار في جميع أنحاء الدولة، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
ومن أهم الأسس في بناء دولة مدنية المصالحة الوطنية يجب تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف المجموعات العرقية والدينية والسياسية، لضمان وحدة وتماسك الدولة.
التنمية الاقتصادية: يجب تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير فرص العمل.
خامساً: المشاركة الشعبية عند قيام الانتخابات، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لضمان مشاركة المواطنين في إختيار ممثليهم.
وبناء مجتمعات مدنية قوية تشارك في عملية صنع القرار، وتراقب عمل الحكومة.
سادساً: العلاقات الخارجية، والتي تتمثل في الاعتراف الدولي والتعاون الدولي: يجب العمل على الحصول على اعتراف دولي بالدولة الوليدة، والانضمام إلى المنظمات الدولية، وبناء علاقات خارجية قوية مع الدول الأخرى، والانخراط في التعاون الدولي في مختلف المجالات.
إنتباهة أولى:
إذا عملت حكومة تأسيس على تلك الأسس ستكون هناك فرص كبيرة لتحقيق التنمية والتقدم، وبناء دولة قوية ومزدهرة، وتقديم نموذج يحتذى به للدول الأخرى.
إنتباهة أخيرة:
على حكومة تأسيس مواجة التحديات الكبيرة التي تواجه الدول الوليدة، ولا وتترك فرصة للبطالة، والفساد، والصراعات الداخلية، والتأثيرات الخارجية.
