الرئيسيهجمعة حراز

الخطة البديلة… وسيناريو النصر القادم

جمعة حراز يكتب ـ

الخطة البديلة… وسيناريو النصر القادم

في زمن التشظي والانهيار، يبزغ الأمل من رحم الشجاعة، ويولد النصر من رحم الصبر والتكتيك المحكم…
كثر الحديث عن تأخر حسم الفاشر، وتطاول السيطرة على بابنوسة، فراح البعض يتساءل بجهل أو سوء نية: “أين الخطة؟ أين الدعم؟” وغفلوا أو تغافلوا عن أن الحرب ليست نزوة طائش، بل معادلة مركبة تحتاج للثبات أكثر من التهور، وللصبر أكثر من الهياج.
تحرير الفاشر لا يعني فقط إسقاط موقع جغرافي، بل يعني إسقاط آخر قلاع دولة 56 المنهارة، وانهيار مشروع كامل للهيمنة والتمييز، الذي زرع الفتنة في كل شبر، وأدار السودان كما تُدار الإقطاعيات.
إعلان الفاشر محررة هو الإعلان الصريح بانتهاء ما يسمى بالدولة القديمة، وبداية عهد جديد يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة. وهو ما تعيه قيادة قوات الدعم السريع جيدًا، لذلك كانت الخطة تكتيكية، مدروسة، قائمة على شلّ مفاصل القوة دون الانجرار لمجازر المدنيين أو استهلاك الطاقات دون جدوى.
القائد الفريق عبد الرحيم دقلو لم يقصّر، بل قاد ويقود أعقد المعارك العسكرية والسياسية والأمنية بكل حنكة.
هو يعلم أن الحرب ليست فقط بندقية، بل وعي، وإدارة، وتكتيك.
المدد اللوجستي والعتاد والتجهيزات تتدفق بلا انقطاع، بإرادة قيادة صلبة لا تهتز، تعرف أن نهاية الحرب لا تكون في الإعلام، بل في الميدان، بعد أن تتوفر كل أسباب النصر الحاسم، لا النصر المستعجل.
أما بابنوسة، فهي ليست مجرد مدينة، بل شريان لوجستي يمتد نحو الغرب، ومنفذ أساسي لتحركات المليشيا وفلول الدولة العميقة.
الحسم فيها لا يكون إلا بضربة خاطفة دقيقة، تحفظ المدينة، وتقطع رأس الأفعى دون أن تكسر الجسد المدني.
وقوات الدعم السريع اليوم تقف على أعتاب هذا الحسم، وقد أعدّت العدّة، ووضعت البدائل، واختبرت الردود، في تكتيك عسكري غير مسبوق.
لم تفشل الخطة، بل نحن الخطة البديلة التي أربكتهم…
نحن السيناريو الجديد الذي قلب قواعد اللعبة…
نحن التكتيك الحديث الذي أعاد تعريف الحرب ومعناها…
نحن الذين لا نستعجل النصر على حساب القيم، ولا نراهن على معارك استنزاف تضر بمشروعنا
تحية للقائد وتحية للأشاوس
، نبعث بتحية عز وفخار إلى
القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو،
رجل المرحلة، وصوت الهامش، وحامل راية الحرية.
وتحية إجلال لرفيق دربه الفريق عبد الرحيم دقلو، رمز الانضباط والتكتيك.
وتحية خاصة لضباطنا وجنودنا الأشاوس، صُنّاع النصر الحقيقي،
الثابتين في المتاريس، الحاملين للوطن على أكتافهم.
إلى الأمام… أرموا قدّام!
الفاشر تنتظر… بابنوسة على الموعد…
والنصر آتٍ لا محالة بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى