الرئيسيهمنوعات

اغنياته حملت معاني العشق الحزين عبد المنعم الخالدي.. فخامة الصوت وعذوبة الألحان

في عالم الأغنية السودانية، لا تزال بصمة الفنان الراحل عبد المنعم الخالدي حاضرة بقوة، رغم مرور أكثر من 15 عامًا على رحيله. صوته المميز، وأداؤه الذي يمتزج فيه الحزن بالعذوبة، جعله أحد رموز الغناء العاطفي في السودان، ولا تزال أغانيه تتردد في جلسات الطرب ومحطات الإذاعة، ليبقى اسمه خالدًا في الوجدان.

بدايات متواضعة ونجمٌ سريع الصعود

ولد عبد المنعم عباس إبراهيم – المعروف فنيًا بـ”عبد المنعم الخالدي” – في العام 1957 بقرية شلعوها الخوالدة بولاية الجزيرة، واتخذ اسم قريته لقبًا فنيًا لازمه حتى وفاته. انطلقت مسيرته الفنية في سبعينيات القرن الماضي من خلال الإذاعة السودانية، حيث عرفه الجمهور أول مرة عبر أغنيته “كيف أنساك”.

في مطلع الثمانينات، التحق الخالدي بمعهد الموسيقى والمسرح، ليصقل موهبته ويعمّق فهمه الفني. وبتدرّج راسخ، شق طريقه نحو النجومية، حتى أصبح واحدًا من أكثر الفنانين جماهيرية في عقد الثمانينات.
وقد شكل ثنائية من رفيق دربه الملحن المقتدر الراحل سليمان عبد القادر الشهير ابو داؤود، الذي ابدع في تلحين معظم اغاني الراحل الخالدي وكان يعزف معه في فرقته الموسيقية على آلة (الساكسفون) او (الطرمبة)، ومن أعذب ما لحنه اغنية سلمى التي أسمى بها ابنته ، وحب الناس

أعمال خالدة حفرت مكانها في الوجدان..

عبد المنعم الخالدي كان صديقًا للأغنية الحزينة، ورفيقًا لصوت الشوق والحنين ومعبرا عن اسى الحب. ترك مجموعة من الأغاني التي أصبحت علامات فارقة في مشوار الأغنية السودانية الحديثة، من بينها:

“الأميرة”

أغنية رومانسية شديدة العذوبة، تغنى فيها الخالدي بالحب المكسو بالانتظار والتمنّي. يقول مطلعها:

“كلّ ما أقول ليكي حنّي… بي ميعاد يوم يا الأميرة”
وقد أصبحت هذه الأغنية من أشهر أعماله وأكثرها تداولًا بين جمهوره، لما تحمله من دفء شعوري ولحن جميل.

“سلمى”

واحدة من أكثر الأغاني تأثيرًا في مسيرته، حملت كلماتها طيفًا من الحزن والأسى، وعُرفت بنغمتها الشجية التي لامست مشاعر الناس. لُقبت بـ”أغنية الحنين الأبدي”، وكانت تُطلب منه مرارًا في الحفلات.

“دروب الشوق”..

جسدت هذه الأغنية فلسفة الانتظار والرغبة في الوصال. أداؤه الهادئ والعاطفي فيها جعلها من روائع الغناء السوداني، وتقول كلماتها:

“يا دروب الشوق… لمتين تودّينا؟”

“حب الناس”

رسالة إنسانية بامتياز، قدّمها الخالدي بصوته الدافئ لتعبّر عن قيم المحبة والتكافل، يقول فيها:

“اتعلّمنا من ريدا… نحب الدنيا ونريدا”
واعتبرها النقاد من أجمل أغانيه من حيث الرسالة والنص البسيط المعبر.

إرث عاطفي وإنساني

كان عبد المنعم الخالدي صوتًا مختلفًا، لا يشبه سواه. امتاز بصوت دافئ، وإحساس عالٍ، واختيار دقيق لكلماته وألحانه. وصفه الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد بقوله:

“صوت الخالدي يحمل أعلى درجات التطريب والانفعال الحقيقي”.

رحل الجسد… وبقي الصوت

رحل عبد المنعم الخالدي في 19 نوفمبر 2008، بعد مسيرة قصيرة نسبيًا، لكنها مليئة بالعطاء. غاب الجسد، وبقي الصوت يتردد في سماء الفن السوداني، يروي قصص الحب، والشوق، والحنين… ويعلمنا كيف نحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى