تقاريرسوما المغربي

هل تتجاوز التفاهمات الدولية القوى السياسة السودانية لفرض السلام .. القوة العسكرية هي من تؤثر في نتيجة وقف الحرب

خبير إستراتيجي: تحالف تأسيس هو الأكثر حظا في لعب دور خلال الفترة القادمة

تقرير سوما المغربي

التفاهمات الدولية تلعب دورًا هامًا في تشكيل العلاقات بين الدول، وغالبًا ما تتأثر هذه التفاهمات بصراعات المصالح والموارد. في العديد من الحالات، تكون المصالح الاقتصادية والسياسية هي المحرك الرئيسي للعلاقات الدولية، ويمكن أن تؤدي إلى صراعات أو تحالفات استراتيجية. في هذا السياق، يمكن أن تكون قوى سياسية كتحالف صمود أو غيرها من القوى المحلية جزءًا من المعادلة، ولكنها قد لا تكون كافية لمواجهة التأثير الكبير للمصالح الدولية وربما يكون لوجود تحالف تأسيس دور أكبر خلال الفترة القادمة باعتباره يضم طيف أوسع من المشاركة السياسية بل جزء منه هو كيانات منشقة فعليا من كثير من القوى الوطنية الأخرى بإختلاف مناطقية وجودها وانتماءاتها.

_ مراكز القوى والإرادة الدولية
حقيقة الصراع هي الغالبة ومراكز القوة العسكرية هي التي تؤثر في نتيجة صنع سلام السودان وتشكيله لما بعد الحرب. فالصراع في السودان يتأثر بشكل كبير بمراكز القوى العسكرية والسياسية، والنتائج النهائية لصنع السلام وتشكيل المستقبل بعد الحرب غالبًا ما تتحدد بناءً على توازن القوى بين الأطراف المتنازعة. التفاوض والاتفاقيات غالبًا ما تعكس مصالح وتطلعات القوى الفاعلة الرئيسية في الصراع. في هذا السياق، يمكن أن يكون للتدخلات الإقليمية والدولية تأثير كبير على مسار الأحداث والنتائج النهائية في مستقبل صنع السلام في السودان.

_ التحول الدولي وفرض القوة
فشلت المحاولات السابقة لصنع سلام بفعل التيار الإسلامي نعم لكن منطق القوة اليوم هو ما يتحول اليه المجتمع الدولي تجاه حرب السودان.
المجتمع الدولي غالبًا ما يتعامل مع الصراعات بناءً على مصالحه الاستراتيجية والاقتصادية، وفي حالة حرب السودان، يمكن أن يكون منطق القوة هو العامل المؤثر في كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة، من بعد فشل الدبلوماسية النعامة في حل الازمة، وهذا قد يعني أن القرارات والتحركات الدولية تتأثر بشكل كبير بتوازن القوى على الأرض والمصالح الإقليمية والدولية، وربما قد يلعب التدخل العسكري والدبلوماسي معا دورًا في تشكيل النتائج النهائية للصراع.

_ حتمية خروج الإسلاميين من المشهد.
الوضع السياسي في السودان يتسم بتأثير كبير للإسلاميين، ولكن يبدو أن هناك تحولات كبيرة تحدث في المشهد السياسي. بعض المحللين يرون أن خروج الإسلاميين من المشهد قد يكون ضروريًا لتحقيق استقرار سياسي واجتماعي في السودان. ومع ذلك، فإن هذا يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في موازين القوى السياسية والاجتماعية في البلاد. في النهاية، فإن مستقبل الإسلاميين في المشهد السياسي السوداني سيكون مرتبطًا بقدرتهم على التكيف مع التغيرات والاستجابة لمطالب الشعب السوداني، وهذا الأخير قد رفضهم بوضوح من خلال ثورته ضدهم.

_ الدعم السريع وفرص النجاح
الدعم السريع يمتلك القوة واليوم يخوض الدبلوماسية فهل ينجح في صنع مستقبل التحول في العملية السياسة؟!، إن قوات الدعم السريع تمتلك قوة عسكرية كبيرة ولها تأثير على الأرض. في الوقت الحالي، يبدو أن هناك محاولات لدخول الدبلوماسية كوسيلة لحل النزاع. النجاح في الدبلوماسية يعتمد على عدة عوامل، منها التفاوض الفعّال، والاستعداد للتوصل إلى حلول مشتركة، والدعم الدولي والإقليمي. إذا كانت قوات الدعم السريع قادرة على تقديم رؤية واضحة ومقبولة للطرف الآخر وللمجتمع الدولي، فقد يكون هناك فرصة للنجاح في المفاوضات. ومع ذلك، فإن النجاح يعتمد أيضًا على استعداد جميع الأطراف للتعاون والتوصل إلى حلول مرضية للجميع.

_ أدوار الكيانات الأخرى
يتبادر سؤال محوري أن هل تكون قوي تحالف صمود هي الأقرب في المشهد مستقبلاً ؟! تحالف صمود قد يكون له تأثير كبير في المشهد السياسي إذا تمكن من تعزيز موقعه وتوحيد القوى السياسية والعسكرية حوله. إذا استمر التحالف في تعزيز قوته وتأثيره، فقد يكون مرشحًا قويًا للحكم في المستقبل. ومع ذلك، فإن النجاح يعتمد على قدرة التحالف على تقديم رؤية سياسية واقتصادية واضحة ومقبولة للشعب، وعلى قدرته على إدارة الشؤون الداخلية والخارجية بشكل فعّال. كما أن الدعم الشعبي والشرعية السياسية سيكونان عاملين حاسمين في تحديد مستقبل التحالف في المشهد السياسي.، فواقعيا لقد عانى التحالف من عدة انشقاقات وبعضهم انضم لقوى تحالف تأسيس.
مثل هذه التطورات يمكن أن تؤثر على قوة واستقرار التحالف وتغير من توازن القوى في المشهد السياسي. إذا كان تحالف صمود قد واجه انشقاقات وانضم بعض أعضائه إلى تحالف تأسيس، فقد يكون ذلك له تأثيرات كبيرة على مستقبل التحالف وقدرته على الحكم أو التأثير في القرار السياسي، ومثل هذه التحديات الداخلية والخارجية يمكن أن تغير من مسار الأحداث وتؤثر على النتائج النهائية.

_ محللين وخبراء
يعتقد المحللون السياسيون أن إنشاء سلام في السودان يتطلب تحولات كبيرة في موازين القوى على الأرض، بالإضافة إلى إرادة سياسية حقيقية من الأطراف المتنازعة. يرى المحلل السياسي حاتم إلياس أن التحالف الدولي من أجل السلام في السودان قد يكون مقدمة لتدخل عسكري تحت مسمى “التدخل الإنساني” .
كما ترى بعض التحليلات أن الانتصارات العسكرية الأخيرة للجيش السوداني قد تفتح الباب أمام مفاوضات جدية لإنهاء الحرب، لكنها ليست حلاً نهائياً بحد ذاتها.
ومن حيث الإرادة السياسية يشدد المحللون على أهمية الإرادة السياسية للحل، وضرورة أن تفتح الانتصارات الأخيرة مجالاً للحوار الوطني الشامل حول مستقبل السودان.

_ مخاطر التدخل العسكري
-يرى الكثير أنه قد يؤدي التدخل العسكري إلى نتائج كارثية، كما حدث في العراق وليبيا، حيث يمكن أن يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها، وأن فرض السلام بالقوة قد لا يؤدي إلى استقرار دائم، وقد يشجع آخرين على تكرار تجربة الحرب.
ويعتقد خبراء دوليون أن الأزمة في السودان تتطلب تحولات كبيرة في موازين القوى على الأرض، بالإضافة إلى إرادة سياسية حقيقية من الأطراف المتنازعة.

_ خاتمة
ربنا ينتظر المزيد من الجهود الدولية، حيث يسعى مجلس الأمن الدولي لتمديد ولاية فريق الخبراء بشأن السودان لمدة عام آخر، حتى 12 مارس 2026، لمساعدة لجنة عقوبات السودان.
ويصوغ فريق الخبراء تقارير حول مختلف جوانب الصراع في السودان، بما في ذلك ديناميكياته، وتمويل الجماعات المسلحة، والتأثير الإنساني وانتهاكات القانون الإنساني الدولي.،
السلام في السودان يتطلب تحولات كبيرة في موازين القوى على الأرض، بالإضافة إلى إرادة سياسية حقيقية من الأطراف المتنازعة. ويشدد المحللون على أهمية الإرادة السياسية للحل، وضرورة أن يفتح المجتمع الدولي مجالاً للحوار الوطني الشامل حول مستقبل السودان. في النهاية، فإن تحقيق السلام يتطلب تفاوضاً فعالاً وتوافقاً بين جميع الأطراف المعنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى