
سوما المغربي
تستحدث الأحداث نفسها اليوم بسرعة يعجز البعض عن مجاراتها، ولكننا لا يجب ان نغفل الموازنات الدولية فهي أساس لما يحدث فربما أتت من قوى أكبر من المارشال مناوي المثير للجدل ذات نفسه، وهذا ما لا يراه الكثير ممن يراقب الذي يحدث ويتساءلون اليوم .. أين هذا المارشال وماذا يحدث في هذه الفواصل! .
فبعد إنتصارات أشاوس قوات الدعم السريع، وبعد سلسلة من الإنتصارات مازال (الفلنقاي) مناوي يغرد خارج سرب الحقيقة ويغرق الإعلام بشاكلة عباراته المعتادة ثم وصل لمراحل أخرى بعيدة هذه الأيام فقد تعدى التلويح والتصريح إلى بيانات جديدة فهل وصل للحقيقة فعلا أن لا مستقبل إلا في السودان التأسيسي الجديد أم هي مناوراته المعتادة ليخرج بفرية جديدة.
لقد ظل مناوي دوما هو صاحب التبدلات والمواقف الشائكة واللاعب الماكر في صراع المصالح، وعندها كان يوما حاكم لإقليم دارفور، وخرج بتصريح هو الأقرب ليكون مبادرة سياسية لوقف الحرب أو نبرة ناعمة تصالحية لرأب ما أنشق سابقا بسبب وقوفه وقتاله في صفوف جيش البرهان بعد مغادره الحياد، وحديثه الذي أثار موجة من الغضب وسط أنصار حكومة بورتسودان التي وجهت إعلامها في منصات التواصل الاجتماعي للهجوم عليه. وأشار البعض منهم إلى الخوف من أن ينضم إلى قوات الدعم السريع، حيث برز تحول مهم في موقف الرجل من قوات الدعم السريع وكذا تحالف صمود، وأثار هذا الموقف الجديد الكثير من التكهنات والجدل، بشأن ما يريده الرجل، بصفته حليفاً رئيسياً للجيش السوداني.
فمن تلويح بالنصر والمضي للأمام بالسيطرة على الخوي وغيرها وأن “مشتركة ومورال فوق” التي جعلها شعارا ينافي حقيقة الواقع فقط يتردد صداها في مواقعه الإعلامية الوهمية ، والتي لم تعد تقنع أحداً غيره ولا يطلع عليها سوى ناشريها من الموراليين الموالين له.
واليوم نرى منطقاً مغايرا لما أتخذه مناوي من قبل فيبدو ان تنوع الأساليب وقراءة المشاهد للتنقل بين الرابح الأكبر والخسارة المميتة هو ما أجتهد البعض في تفسيره ومعرفته ففضل أن يتوسط الحقائق، وللذين ينظرون بنظرة ثاقبة يرون ان ذلك ليس من ضرب التخطيط الجديد وربما يكون هو فرض واقع جديد اصطدام به المارشال التائه، كما يرى البعض ولكن هو ذكاء المواقف منه الذي جعله يتخذ منهجاً مغايرا لما رسمه له أربابه وقياداته من (الفلول).
بين التناقض والكذب ومحاولة تغطية الهزائم كان موقف إثنان من قادة مليشيات النظام الفلولي فمناوي وكيكل هما نموزج مصغر لطريقة تعامل وإدارة هذه المليشيات لما يحدث على أرض الواقع مما يمهد ربما لتغييرات خلال الفترة المقبلة الواضح فيها هزيمة الروح المعنوية لجميع هؤلاء وإرهاصات بخلافات فى الرأي كما أن الخطوط المتعاكسة للتصريحات وسياستها تبين حجم الهوة في التخطيط والتنسيق حتى في المعارك ناهيك عن التنافس وإحساس الدونية في التقييم والتقدير الذي يبرزه مناوي دائما في بواطن حديثه، وأما البقية من قادة مليشيات (الفلول) الذين ابرزهم “جبريل إبراهيم” وقيادات مليشيات البراؤون ، فهم في غفلة سادرون فقد حجزهم عمى الإنتماء الإسلاموية وتطرفهم عن رؤية ما هو قادم إليهم وهذا له شأن آخر لم يلتفتوا له بعد، أما الآن أثبتت الفاشر والخوي والنهود والأبيض اليوم المضروب حولها للحاظ، أن أسطورة المليشيات المشتركة والصياد وكلما يتحدثون عنها إعلاميا هي محض فرقعات الواقع الإفتراضي وأن مسيرة التحرير ماضية وساحقة حتى بورتسودان ذات نفسها ولا عزاء لأي تصريح يمكن أن يغير الحقائق.
سوما المغربي
اغسطس٢٠٢٥