الرئيسيهتقاريرسوما المغربي
أخر الأخبار

مناوي والجيش.. إتهامات متبادلة هل تكون الفاصلة الأخيرة

تقرير : سوما المغربي

قراءة في سياق ما نشره مني مناوي على حسابه الرسمي، حيث قال : “خزلان وتراجع من نظنهم إخوة في الخنادق”، في إشارة إلى ما وصفه بتراجع بعض وحدات الجيش عن مواقعها في جبهات القتال، الأمر الذي ترك قوات الحركة في مواجهة مباشرة مع الدعم السريع.

قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي من بعد إختفائه المفاجيء خرج بحديث أعرب فيه عن خيبة أمله في تراجع بعض وحدات الجيش عن مواقعها في جبهات القتال، مما أدى إلى مواجهة مباشرة بين قوات الحركة والدعم السريع. جاد هذا في التغريدة التي أطلقها وقال بها: “خزلان وتراجع من نظنهم إخوة في الخنادق”.
هذا التصريح يلمح إلى انقسامات وتوترات داخل المعسكر العسكري للجيش، لاسيما من بعد إعلان بعض قيادات حركته الخروج علي قيادته وإتخاذ منحى مغاير لتوجهاته وحلفه مع الفريق البرهان، حتى دفعت البعض للتساؤل هل تركه زمام المسؤلية من بعده لرفيقه مصطفى تمبور هي فصل قادم رتب له؟!، أم انها إرتجالة سريعة للخروج المفاجيء.

العلاقة المعقدة الغير مكافئة
العلاقة بين مناوي والجيش السوداني معقدة، حيث يبدو أن هناك توترات واتهامات متبادلة بين الطرفين. مناوي، كقائد في حركة تحرير السودان، يتهم الجيش بالخزلان وتركه في مواجهة قوات الدعم السريع في المعارك وحيدا.
بالنظر للاحداث السابقة يبدو أن هناك فترة أستطال من التوترات بين مناوي والجيش، حيث يتهم مناوي الجيش بالخزلان وعدم تقديم الدعم الكافي لقواته في المعارك، بينما يطلق نظام بورتسودان أبواقه الإعلامية لمهاجمة مناوي وأنه الطرف المتخاذل خاصة في عمليات الفاشر بل ذهب بعضهم لحد الشتيمة له بأنه غير قادر على حماية مناطق عشيرته فكيف يحمي لهم مناطق الشمال.
ويقرأ ما دار من خلافات أنه قد تكون هناك خلافات بين مناوي والجيش حول الاستراتيجية العسكرية والتعاون بين القوات، ما أدى إلى نتيجة حتمية هي التأثيرات السلبية على سير المعارك والنتائج المعارك العسكرية الميدانية ظهرت جلية في إنتصارات قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية خاصة أن الدعم السريع يلوح بقرب إنتهاء عمليات الفاشر.

تداعيات الإتهامات..
برز التأثير الواضح على العلاقات حيث أدت الاتهامات إلى تدهور العلاقات بين مناوي والجيش، مما قد يؤثر على التعاون العسكري والسياسي، كما تأثيره سلباً على معنويات قوات مناوي والجيش، مما قد ينذر بمواجهة محتملة بين الإثنين في الفترة المقبلة.

مناوي ينتقل إلى خانة المجرم للجيش..
التصريحات والاتهامات التي أدلى بها مناوي حول خزلان الجيش وتركه في مواجهة قوات الدعم السريع قد تؤدي إلى تغيير في موقف الجيش تجاهه، وربما تؤدي إلى اعتبار مناوي عدوًا أو مجرمًا من قبل الجيش. وبعيداً عن تدهور العلاقة قد تذهب لتصنيفه كأحد أعداء الحرب المحتملين وقد تم تهديده من قبل من قبل إعلام الجيش بإقصائه وتركه حال فقدان الفاشر واكتمال سيطرة الدعم السريع عليها، وقد تتخذ منحى آخر أشد ظلمة مالم يتخذ مناوي القرار سريعا بأن يتجه لعقد تحالف جديد مع الطرف الأخر لحفظ كينونة وجوده وقواته.

تبدل المواقف وعكس الإتهامات..
ما حدث انه في كل مرة الجيش يتهم قوات مناوي بالخزلان هذه المرة حدث العكس، وأصبح الحدث يشير إلى اتهام متبادل بين الجيش السوداني وقوات مناوي، حيث يتهم مناوي الجيش بالتخلي عن دارفور وعدم تقديم الدعم الكافي، بينما يتهم الجيش قوات مناوي بالخزلان. وكان ان اتهم مناوي مسؤولين سودانيين بالتخلي عن دارفور بعد استعادة الجيش للخرطوم والجزيرة، وانسحاب قوات الدعم السريع من أواسط البلاد. وقال مناوي إن بعض المسؤولين السودانيين يعتقدون أن “تحرير” ولاية الجزيرة في وسط السودان وولاية الخرطوم يكفي، متجاهلين الصراع في المناطق الطرفية مثل دارفور.

آخر المطاف..
يبدو أن مناوي لم يجيد الإمساك بخيوط اللعبة من بعد قراره فك الحياد والإرتباط بالجيش ودخوله ساحات المعارك، وحديثه عن الأخوية يبرز إحساس الخديعة والخسارة، فالرجل لم ياخذ تلميحات وتصريحات إعلام بورتسودان وحديث بعضهم عن دولة الشمال ماخذ الجد فظن إثماَ أن خوضه الحرب يجعله على قدم مساواة من قيادات أخرى فيها، وقد انطلت عليه الكذبة وفطن اخيرا لطبيعة الصراع العنصري الإثني الإقصائي، ايكون ذلك قد حدث فعلا بعد فوات الاوان!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى