الرئيسيهتقارير

وزير اعلام منزوع اللسان: الإعيسر .. حين يرتدي الوزير جلباب المواطن للحديث!

قبل أن يصبح “الناشط اللاهث وراء الاستوزار” خالد الإعيسر وزيراً للإعلام منزوع الدسم ، كان قد طرح كامل إدريس رئيس وزراء سلطة بورتسودان اسمه ضمن حكومته، بعد أن جُرّد من أهم ما كان يسعى خلفه: صفة الناطق الرسمي.
الإعيسر، الذي لم يعرف الصمت يوماً وكان دائم البحث عن الشاشات والمايكروفونات لارضاء الاسلاميين، وجد نفسه فجأة في موقع وزير محظور عليه الكلام، مكتفياً بالجلوس في دكة الاحتياط، بعد أن أمره كامل إدريس بأن يكون وزيراً صامتاً للإعلام لا لسان له.
الخبر نزل عليه كالصاعقة، لكنه قَبِل بالمنصب المبتور لمجرد العودة إلى الكرسي، حتى وإن كان مهشّماً.

وزير بجلباب مواطن!

لكن المرض المزمن – هوس الظهور – لم يترك الإعيسر. فسرعان ما لجأ إلى التحايل، وبدأ يتحدث على القنوات بصفته “مواطناً سودانياً”، متدثراً بجلباب المواطن ليهاجم ويُرْدَح لصالح من أصروا على اعادته وضد الدعم السريع العدو اللدود له.
الإسلاميون الذين أرادوه لساناً لهم شجعوه على مواصلة الظهور، بينما ظل هو يتخندق خلف لافتة “مواطن”، في مشهد هزيل يعكس مأزقه الكبير: وزير مُنع من الكلام، يطل عبر الشاشات متخفياً في زي العامة!

خسارة الرصيد المهني!

ليس من مصلحة الوزير خالد الإعيسر – كما نصح المقربون – أن يغامر برصيده المهني وتأثيره الإعلامي في سبيل منصب منزوع الصلاحيات. لكن الرجل آثر الكرسي على القيمة، فانحدر تأثيره لدرجة التخفي خلف توقيع “مواطن سوداني”، محاولاً الهروب من الرسمية التي كبّلته بقرارات شديدة التحفّظ.

نصائح ضائعة

الكاتب الصحفي الاسلامي عبد الماجد عبد الحميد كشف أنه سبق أن نصح الإعيسر بألا يقبل الوزارة إذا جُرّد من شارة الناطق الرسمي، برر ذلك بأنه اي الاعيسر سيصبح مجرد رقم بلا تأثير في مجلس الوزراء.
عبد الماجد لا يبكي على هوان صاحبه، ولكنه هنا يبكي بأن حكومة كامل ادريس صمت على اعتقال الإرهابي الصغير المصباح ابو زيد قائد كتائب البراء بواسطة السلطات المصرية مؤخرا، عبد الماجد. فقد هنا لسان الناطق الصامت اليوم للدفاع عن زعيم الإرهاب في السودان، لأن حكومة كامل أثرت الصمت.
وقال عبد الحميد في منشور له ان الإعيسر لم يسمع النصيحة، فكانت النتيجة صمته في ملفات حيوية – مثل قضية اعتقال المصباح أبوزيد في القاهرة – ولسان حاله يقول انه صمت فضح عجز الحكومة، وعجز الحكومة في وجهة نظر عبد الماجد ليس في فشلها في إيقاف الحرب وحقن الدماء وتحقيق السلام وانما في عدم التعليق على اعتقال صديقه ابو زيد، وهنا عاب على صحبه ظهوره وهو متوشح ثوب “المواطن الوزير لأن ذلك لا يكفي في نظره والاعيسر يقتصر حديثه بالاشادة بالبراء بن مالك وقائدها في محاولة يائسة لتدارك الموقف.

فرصة ضائعة ومصير غامض!

كان يمكن للإعيسر أن ينسحب بشرف، مستثمراً الفرصة ليغادر حكومة بلا لون ولا طعم ولا موقف بحسب زملائه. لكنه تمسّك بالمقعد الفارغ لخدمة الاسلاميين، وأضاع خيط الخروج الذهبي. لا لشئ الا ان الرجل انتهازي ، كيف لا وقد خرج ذات يوم ثائرا مع الثوار إلى أن سقطت سلطة الفلول بل كان ناطق باسم قوى الحرية والتغيير التي جاءت برئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك وعندما احس بأنه لن يكون في قائمة الوزراء خرج على قوى الثورة وذهب مغاضبا، إلى أن عاد الاسلاميين عبر النوافذ ليحتضنوه انه الاعيسر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى