
الإسلام السياسي قد اثبت فشله وأستنفذ أغراضه سواء على المنحنى العقدي أو القيادي على مستوى الحكم والأنظمة حتى أن دثاره الديني تحول إلى غطاء عسكري وذلك بشهادة بواطن العالمين به والكثير من المحللين والمراقبين المختصين بالشأن السياسي والتحولات في العالم.
تجربة السودان نموزج عن فشل التيارات الإسلامية في قيادة الدول وتحكي عن واقع الفشل في قيادة الدولة وسياستها التي أخرجت شعب السودان قبل ست من السنوات في ثورة على نظام إستشرى ظلمه وفساده، ولعل البداية لم تكن فقط مع تيار الإخوان ببداية الإنقاذ ولكن يرى البعض إنها منذ نهاية العهد المايوي وتحالفه مع الإسلاميين والذي افرز تقلبات سياسية لم تستقر بعدها الدولة السودانية، ولعل الراصد والمتابع يتضح له تذبذب العلاقة بين السودان ودول العالم الكبرى حتى وصلت لحد التلاشي في عهد الإنقاذ البائد وحتى العزلة، وربما ما جعل المركب مثقوب ينبي بالغرق هو التطرف والإرهاب الذي صار نظام الإخوان حاضنة له عبر سنوات طويلة فشكل خطرا بعد إنفراط التحكم فيه من الفاعلين تجاه تلك القضايا، وقد كتب هذا النظام شهادة هلاكه داخليا وخارجيا، ويعد الكثيرين حرب أبريل محاولة أخيرة من قادته ورموزه للعودة ونفخ الروح فيه وقد إستماتوا فيها بجل قدرتهم.
ولعل القادم هو خيار التغيير السياسي الشامل تجاه الأنظمة العسكرية، فمثلا النظام المصري تخلص من الإسلام السياسي وتربع السيسي على عرش عسكري خالص بحكم مصر، ولكن في مساندته لنظام البرهان الإسلامي العسكري معا ربما حكمت السيسي المصالح الإقتصادية المصرية وربما هو الخوف من عودة بعض التيارات الإسلامية لمصر بعد خلاصه منها، وقد ترك هذه التركة ليتحمل وزرها السودان ويكون بخدمة مخططات هذه الفئة لفترة طويلة، ولكن يتكهن الكثيرين أن رياح التغيير للخارطة السياسية بالمنطقة ربما تقود لمفاد أن الاقربين للنظام السوداني بقيادة البرهان وهي مصر قد إتجها معا للتحالف، ليصبح الإخوان بين فكي (عبد الفتاح) البرهان_ والسيسي، وقد أوكلت لهما مهام إن عجز أحدهما عن إتمامها جاء الآخر ليكمل ما أستحدث فيها من تخطيط، فيبدو أن الوجهة الأخيرة هي تغيير شامل لنظام البرهان الذي أستنفذ فرصه، لا سيما أن الفشل في حرب السودان أصبح وصمة له، فلا يخفى على المجتمع الدولي خافية في أمره، ويبدو أن الفشل في إدارة الحكومة ببورتسودان كان له نصيب مقدر، حيث التخبطات في السياسة ومنح الأدوار للإسلاميين ليتسيدوا المشهد ويتصدروا الصورة امام الشعب واعلنوها صراحة أنهم من أشعلها ويقودها، واليوم ربما كتب العسكر بمعاونة حليفهم السيسي نهاية الإسلاميين لتنتهي معهم نهاية حقبة من السودان القديم لتحل نسخة جديدة توافق خارطة المنطقة التي عبرت التاريخ الماضي لنظام عالمي جديد.
سوما المغربي