الرئيسيهحواراتسوما المغربي

القيادي الشاب باعلام الدعم السريع يوسف عبد الله في حوار الأسرار مع (الاشاوس) ١_٢

(……) هذا ما جمع والدي بالقائد حميدتي ولم انقطع عن عملي الخاص بحثا عن شهرة

نعم استهدفت من إعلام (الفلول) لانني سعيت لاستقطاب وتأهيل الداعمين لمشروع الهامش

جئت إلى إعلام المؤسسة عبر بوابة النضال ومن ساحة الاعتصام وليس بصلة القربي

نعم تعرضنا لخيانة من الداخل .. وخروج ضعاف النفوس كان في صالح المؤسسة

الإعلام بالنسبة لنا جزءًا أصيلاً من عملية النضال و(…..) هكذا كان التعامل عند أول رصاصة غدر

يوسف عبد الله من أبناء جيل الوعي الثوري الذين واجهوا التحديات وانخرطوا مبكرًا في مسيرة التغيير. كان من الشباب خلف القائد، ثابتًا لا يتزحزح، وظل في عمل مستمر لدفع الإعلام نحو مساحات النور وتقديم الجديد المواكب لسرعة الأحداث. شارك في حرب أبريل، وحمل سلاحه دفاعًا عن الوطن والقضية، وكان من الذين شيدوا صرح النصر. يُعدّ أحد القيادات الشبابية المؤسسة لبناء دولة السودان الجديد في عهد حكومة السلام والوحدة.
“الأشاوس” تلتقيه اليوم في هذا الحوار المميّز، الذي يتناول بشفافية وجرأة العديد من قضايا الساحة والإعلام.

حوار سوما المغربي

يوسف عبد الله من شباب الإعلام المؤسس.. حدثنا عن البدايات؟

لم أكن من المؤسسين الأوائل للإعلام في مؤسسة الدعم السريع، ولكن مثل أبناء جيلي ارتبط وعينا السياسي بثورة ديسمبر المجيدة منذ بداياتها في المواكب والأحياء وحتى لحظة الاعتصام التاريخي. التحديات التي واجهت مسيرة الثورة وما صاحبها من انتكاسات دفعتنا للانخراط في العمل العام، وكان الإعلام بالنسبة لنا جزءًا أصيلاً من عملية النضال، وانخرطنا فيه بحكم قربنا من المشهد وكواليس المرحلة التي أعقبت التغيير. عايشنا حجم المؤامرات والفتن التي ظلّ فلول النظام البائد يشعلونها لإجهاض أحلام الثورة. من هنا كان من الطبيعي أن أكون جنديًا مدافعًا عن الحق، مؤمنًا بأن قوات الدعم السريع كانت وما زالت ركيزة أساسية لتحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة.

إدريس مدلل كان من المؤسسين، كيف كان العمل وقتها؟

نعم، الإعلام في المؤسسة بدأ عام 2017، وانضممت إليه بعد الثورة. لكن الرفيق إدريس مدلل هو المؤسس، وقد بذل جهدًا عظيمًا في إرساء دعائم الإعلام وتأسيس قواعده ومكاتبه في العاصمة والولايات ووضع اللبنات الأولى. بعد الثورة، عملنا ضمن فريق واحد، ومع اندلاع الحرب تصدى الرفيق مدلل لمهام أكبر واختار حمل السلاح والنزول إلى الميدان، بينما واصلنا نحن العمل الإعلامي بنفس العزيمة وعلى النهج الذي وضعه. واليوم، لا نزال نعمل معه كفريق واحد وبتنسيق عالٍ.

عند اندلاع الحرب.. أين كان يوسف عبد الله وكيف تعاملتم إعلاميًا مع صدمة الهجوم المباغت؟

15 أبريل 2023 لم يكن سوى انفجار بركان صامت تحت أقدام الجميع. كل من تابع الأزمة السياسية وتعقيداتها منذ مرحلة الاتفاق الإطاري كان يدرك أن الحرب بالنسبة لفلول النظام البائد مسألة وقت لا أكثر. شواهد ذلك كانت واضحة من خلال مسيرات الزحف الأخضر والتعبئة السالبة وخطابات رموزهم التي توعدت بالحرب علنًا. بالنسبة لي شخصيًا لم أتفاجأ بحماقاتهم، وكنا نمتثل لدعوات قائد الدعم السريع الذي كان يحرص على تجنب الانجرار إلى مربع العداء رغم الاستفزازات. يوم اندلاع الحرب كنت في الأراضي المقدسة لأداء العمرة، لكن غرفنا الإعلامية كانت تواصل عملها منذ وقت مبكر للتصدي لحملات الفلول. وبمجرد انطلاق الرصاصة الأولى فعّلنا “الخطة ب” وانتقلنا إلى خطاب إعلامي يناسب المرحلة.

كيف واجهتم الحملة الشرسة مع بداية الحرب؟

واجهنا آلةً إعلامية ضخمة جرى إعدادها بعناية من قِبل فلول النظام البائد، الذين خصصوا لها ميزانيات هائلة وأقاموا لها غرفًا متعددة في الداخل والخارج، ووظفوا عبرها جيوشًا من الأقلام المأجورة، بل وسعوا إلى شراء ذمم العديد من الإعلاميين، لتتواطأ معهم بعض القنوات الفضائية العربية مثل الجزيرة والعربية الحدث وقنوات مصرية معروفة بموالاتها للحركة الإسلامية وجيش الفلول. ومع ذلك، وبرغم تواضع الإمكانيات والموارد، استطاع شبابنا الأحرار أن يتصدوا ببسالة لتلك الهجمة الإعلامية الشرسة، معتمدين على صدق رسالتهم وقوة ارتباطهم بالواقع. ومع مرور الوقت، وأثناء اشتداد الحرب نفسها، تمكنا من كشف زيف ادعاءاتهم وتعريتهم أمام الرأي العام المحلي والدولي. اليوم يمكن القول إن بضاعتهم المكرورة فقدت بريقها وصارت خاسرة بعدما قدّم شبابنا رواية صادقة وموثّقة بالدلائل والشهادات الحية، أثبتت أن الكلمة الحرة الصادقة أقوى من كل ماكينات التضليل والدعاية الكاذبة. والحمد لله، كان أداؤنا الإعلامي جادًا ومسؤولًا، واستطعنا أن نفضح الأكاذيب ونفند الروايات المضللة، وأفلح شبابنا في إرباك الخصوم وتحطيم الخطط الرئيسية التي بدأوا بها الحرب.

تعرضتم لخيانة من الداخل وهرب البعض؟

الحرب امتحان حقيقي لفرز الصفوف. نعم، حاولت الاستخبارات زرع عناصرها، لكن في المقابل برزت معادن صادقة لم تتردد في التضحية بأرواحها دفاعًا عن القضية. وبفضل تماسك قواتنا وقيادتنا الحكيمة تجاوزنا تلك المحاولات، بل يمكن القول إن خروج ضعاف النفوس كان في صالح المؤسسة.

يرى البعض أن صلة القرابة مع القائد وضعتك في موقعك الإعلامي؟

(ضاحكًا) في زمن الحرب، الإعلام ليس امتيازًا بل واجبًا وضريبة. صلة القرابة تلزمنا أن نكون في الصفوف الأمامية لا أن نتوارى. الإعلام عندنا عمل مؤسسي يخضع لضوابط وقيم واضحة، وليس مجالًا للأهواء أو الشخصنة. وكل ما نبذله هو جزء من جهد جماعي من رحم هذه المؤسسة العظيمة. وأود أن أشير إلى أنني جئت إلى الإعلام عبر بوابة النضال، ومن ساحة الاعتصام كانت انطلاقتي الأولى تجاه إعلام المؤسسة. ومن الحقائق غير المعروفة للكثيرين أن القائد لم يعلم بانضمامي إلى الإعلام إلا بعد 13 شهرًا من خلال اجتماع مدراء المكاتب حيث كنت أعمل في قطاع شرق النيل.

القائد تحدث من قبل عن بداياته التجارية وكان اسم والدك حاضرًا.. ويقال إنك تركت مهنة عائلتك واتجهت للإعلام بحثًا عن الظهور؟

نعم، والدي مارس العمل التجاري منذ وقت مبكر، وجمعه نشاط مشترك مع القائد في فترات سابقة. ولكن بالعكس، ما زلت مرتبطاً بالنشاط التجاري الذي ورثناه أباً عن جد. وأنا شخصياً لم أنقطع عن العمل التجاري وبحمد الله وفضله تكفلت عبره بكامل مصروفي الدراسي من المرحلة الأساسية وحتى تخرجي في الجامعة، والآن رغم انشغالي الكبير بالإعلام في زمن الحرب، أجتهد في الحفاظ على نشاطي التجاري. أما الإعلام اليوم فليس ترفًا ولا مجالًا للظهور، بل هو سلاح نخوض به معركتنا ونؤدي به ضريبة الوطن.

كنت من المستهدفين من إعلام الفلول؟

نعم، ومرد ذلك الاستهداف أنني كنت أسعى لاستقطاب وتأهيل الداعمين لمشروع الهامش بعيداً عن الأسماء وإعلام النخبة المعروفة، ولم تكن لي قناعة بهم وكنت مصمماً على أننا كأبناء الهامش قادرون على قيادة إعلام جديد وحقيقي. الآن تمكنا من إحداث نقلة نوعية عبر شباب المشروع لبث رسائل متنوعة تدعم صناعة إعلام جديد ينتمي إلى مشروع التأسيس، وتؤكد قناعتي بأن الدولة القديمة يجب أن تذهب بكامل منظوماتها العسكرية والسياسية والإعلامية القائمة على الاستهداف والتشويه، الذي أصبح مكشوفاً للشعب السوداني الذي لم يعد يبتاع أكاذيبهم. دعك من الضجيج الإعلامي، فالواقع أثبت أنهم لم يحصدوا سوى الفشل والندم. ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى