الرئيسيهمقالات

مبارك طلحة يكتب: التاريخ أسماء هم بأحرف من نور

أبطال ١٥ أبريل الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل أن ينعم الشعب السوداني بالحرية والكرامة الإنسانية، وتحقيق دولة المواطنة بلا تمييز،
لم يكونوا أصحاب قوة عدة وعتاد، ولكنهم الأصدق قضية والأصلب عزيمة، شعارهم: إما نصر أو شهادة.

هذه المرة لن تستطيع النخبة المركزية العبث بتاريخ هذه الحرب كما ظلت تفعل من قبل طوال تاريخ السودان، واختزال التاريخ النضالي في شخصيات وقوميات محددة. هذه المرة ستتحدث شوارع الخرطوم عن بطولات وتضحيات صبية لا تتجاوز أعمارهم العشرين، قدموا دماءهم مهراً لإقامة جمهورية الحرية والديمقراطية التي تلبي رغباتهم.

صبية خاضوا الحرب على ظهور “التاتشرات”، واستبسلوا أمام هدير الطائرات المقاتلة، وعنفوان الدبابات والمدفعية الثقيلة، والقوة المميتة لأسلحة “الشواظ” المحرمة. هكذا تشكلت دولة ٥٦ التي ظلت تكتب دساتيرها الدبابات وتحميها الطائرات. خاضوا غمار الحرب مبتسمين ومتفائلين بنصر مؤزر، وموقنين بأن القوة لن تقف في وجه الحق، وأن دولة الباطل فانية، وقيام دولة الحق باقٍ إلى قيام الساعة.

هؤلاء الأشبال خاضوها بشعار نصراً أو شهادة، وظلت هواتفهم والشوارع توثق بطولاتهم، مرددين: “بزقل البيابا الموت يقبل”. في ظل استماتة النخبة لتكذيب الشواهد وإنكارها، لتأتي يوماً ما وتروي واقعاً كذوباً عكس حقيقة هذه الحرب، كما اعتادت دوماً على تغبيش وعي الأجيال وتوجيه التاريخ لصناعة شخصياتها.

ستعود الخرطوم عاصمة للجمهورية الجديدة، وستمتلئ شوارعها بالتماثيل المؤرخة وصور الملاحم والبطولات باليوم والتاريخ.

معركة تحرير الخرطوم الاستراتيجية، التي مُحيت فيها أسطورة مليشيا الاحتياط المركزي، وانتصار “التاتشر” على المدرعة التي زف بها أبو طيرة نفسه إلى الجحيم. كما تزينت الباقير بـ”التاتشرات” فوق حطام الدبابات.

واليرموك ستخلد قادة قضوا على عشرات المتحركات، والثنائي الذي حسم معركة مطار الخرطوم، والأشبال الذين قضوا على طاقم الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بساحات القيادة العامة، وملحمة الرواد.

فالمجد للأبطال، ولكل من حمل بندقية، أو حتى من دعا في وجه آلة القمع ومليشيات الإخوان المجرمين. المجد لمن سقطوا شهداء.

إن النصر قريب قادم لا محالة.
ستكتب الأيام في تاريخ السودان الجديد، وتروي للأجيال معنى التضحيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى