الرئيسيهجد الحسنين حمدونمقالات

جدالحسنين حمدون يكتب: مناوي يطلب الرحمة من أسياد نعمته

كتبت في مقال سابق بعنوان: (من يقنع مناوي أنه ليس عبداً !!)، وسأورده كاملاً…

إن العبيد عبر الزمن منقسمون إلى قسمين في كل وقتٍ وحين: عبيد مجبرون مهزومون، وعبيد قد عشقوا الاستعباد.

فعلى سبيل المثال: كان العبيد في أمريكا منذ زمن منقسمين إلى (عبيد المنازل) و (عبيد الحقل). فعبيد الحقل يعيشون في قهر وذل وكبت، ويخدمون في الحقول ليل نهار، بينما كان عبيد المنازل يعتبرون أنفسهم من طبقة العبيد المرفهة، فكانوا يأكلون بقايا طعام أسيادهم، ويلبسون ملابسهم القديمة، ويخدمون في بيوت الأسياد البيض.

وكان كلما اجتمع عبيد الحقول لتحرير أنفسهم من العبودية مصطفين على مبادئ الحرية والعدالة، يخالفهم عبيد المنازل المنتفعون، وكانوا يسارعون بنقل أخبار وترتيبات الثورة لأسيادهم، فيقوم الأسياد بتعذيب عبيد الحقول، ويفشلون حلمهم وتسقط ثوراتهم.

وكان العبيد المنتفعون يفعلون ذلك ليس لهدف أو لحكمة، بل لأن بقايا الطعام والملابس عندهم أغلى من الحرية. وهؤلاء هم سبب فشل أي محاولة للحصول على الحرية في كل وقتٍ وحين.

منذ أربع سنوات كان أقصى ما يطمح فيه قادة حركات دارفور أمثال (مني مناوي وفكي جبريل)، قطعة أرض وعربة تقله، وقليلاً من فتات الموائد، وبضعة دولارات مقابل لعق حذاء أسيادهم.

وكان أقصى ما يحلم به هؤلاء الأرزقية الذين يتاجرون بدماء أهليهم لما يقارب الثلاثة عقود، هو أن ينالوا رضا أسيادهم الذين يلقون إليهم الفتات كلما خلت جيوبهم، وسال لعابهم للدولار ليدخلوا به البارات ويعيشوا لياليهم الحمراء على أشلاء أبناء جلدتهم.

إلى أن أتى قائد الثورة العظيمة (الفريق أول محمد حمدان) وحررهم من تلك العبودية، ورفع طموحاتهم: فبدل قطعة الأرض إقليماً، وبدل حفنة الدولار وزارة مالية بحالها. ولكن المثل يقول: (الكلب ما يحب إلا خناقه).

انتباهة أولى:

عندما كانت العبودية منتشرة في المجتمع الأمريكي، شكلت “هارييت توبمان” فرقة سرية لإنقاذ العبيد من العبودية، واستطاعت تحرير سبعمائة شخص!
فيما بعد سألوها: ما هي أصعب خطوة واجهتكِ؟
فقالت: إقناع شخص بأنه ليس عبداً!

انتباهة أخيرة:

الذليل مناوي، في تغريدة له، شاكياً ضعفه لأسياد نعمته، قال: إنه سيتوقف عن البكاء على حائط الأمم المتحدة! طالباً من المواطن الذي شرّده – لينعم هو بالرفاهية في الفنادق – أن يحموا نعمته، وهو يتنعم بعيداً عن الميدان.

ألم ترَ أبوكيعان يصول ويجول في الميدان يا مناوي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى