اخبارالرئيسيه

الوكالة السودانية للإغاثة.. انعدام الرؤية وانسداد الأفق!

كتب: آدم الجدي

الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية تم إنشاؤها عندما أوقفت حكومة بورتسودان عمليات انسياب الإغاثة للمواطنين الذين هم في أماكن سيطرة الدعم السريع.
عين لها مديرًا تنفيذيًا لإدارتها بكامل صلاحياته ومكتبه.
وللأسف، أخفقت الوكالة، بل أصبحت عبارة عن جسم هلامي يشكل حضورًا بين المؤسسات.
يتحدث ممثلوها عن إنجازات تمت، لكنها غير مرئية بالعين المجردة.
الإنجازات والأداء الذي يتحدثون عنه لا يمشي على رجليه بين الناس، حسب وجهة نظري، لا وجود له.

لسوء أداء الوكالة، لم تعترف بها الأمم المتحدة ولا وكالات الإغاثة الإنسانية العالمية، ولا حتى المنظمات المحلية.
تجاوزتها المنظمات العاملة في مجال الإغاثة في كثير من الولايات والمناطق.
والسبب أعتقد: لأن الوكالة غير ملمة بتفاصيل عملها، نتيجة انعدام الرؤية وانسداد الأفق .
أداء من يديرون الوكالة اتضح أنه ضعيف للغاية.

الإدارة لم تستغل الظروف لتفرض وجودها وتسوق للوكالة بأفضل مما هي عليه الآن، حتى تكون هي صاحبة الكلمة الفصل والقرار الأول والأخير.
الإدارة أخفقت في إيصال الإغاثة للمحتاجين في الأحياء ومعسكرات النازحين والمحتاجين الفعليين.
كثيرة هي الشكاوى ضدها ومن سوء أدائها وإدارتها.
استعانت الإدارة بأشخاص في الأحياء والمعسكرات هم أنفسهم ليسو محل ثقة بين المحتاجين.

حتى تعود للوكالة هيبتها وتقوم بما عليها من واجب لتؤدي دورها الذي من أجله تم إنشاؤها، يجب إعادة النظر في إدارتها مهما كان الثمن.
هذه البلاد أنجبت أفذاذًا من الرجال والنساء يستطيعون إدارة دولة كاملة بكل حنكة ودراية، ومن الميدان ناهيك عن وكالة إغاثة تتلقى المساعدات من المانحين لتضعها في المخازن ثم تقرر توزيعها حسب أماكن الحاجة.
الفخفقون مكانهم منازلهم وليس إدارة مؤسسات عامة مهامها خدمة المجتمع.

كثير من المنظمات التي تعمل الآن في الشأن الإنساني تُدار من قبل حكومة بورتسودان!
هل تعلم أن معظم مجالس إدارات المنظمات الوطنية من الفلول والفلنقايات؟
وهل تعلم أن كثيرًا من العاملين والموظفين في بعض المنظمات هم مصادر لجهاز الأمن والاستخبارات العسكرية ببورتسودان ويمدونها بالإحداثيات والمعلومات الاستخباراتية؟

إدارة الوكالة أخذت الفرصة الكاملة والكافية، ولكنها لم تستثمرها بأفضل الطرق ولم تستطع السيطرة حتى على المنظمات المحلية، لذلك أصبح من الضروري إعادة النظر فيها ومراجعتها.
التساهل مع الاخفاق سيعمق الهوة ويولد الندم في النهاية.

اللهم إني بلغت فاشهد.
سنلتقي بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى