
كتب: آدم الجدي
سمعنا بالنفط مقابل الغذاء، والجنس مقابل المال، لكن لم نسمع قط بـ(الشتل) مقابل العلاج.
وكلمة (الشتل) المقصودة هنا هي مصطلح عند الصحفيين، وتعني الكذب والتضليل المقصود.
تُستخدم عند إيراد إنجازات من قبل صحفي لصالح مسؤول، بينما الجميع – وحتى المسؤول نفسه – يعلم أن ما كُتب عنه لا يمتّ للواقع بصلة.
و(الشتل) أيضًا عبارة عن تلفيق أخبار كاذبة من أجل تشويه صورة جهة ما، مقابل خدمة ورضا جهة أخرى، بهدف الاستفادة من تلك الجهة المستفيدة من (الشتل)، أو لخلق هلع أو فتنة بين مجتمعات معينة.
لقد أصبح (الشتل) وسيلة محببة للبعض من أجل الحصول على المال حتى يتمكنوا من إكمال نفقات علاج (البواسير) أو مجابهة ضنك العيش.
الـ(شتالة) كُثُر، ولكن أخطرهم ذلك الذي يبحث عن المال على حساب أقرب الناس إليه.
يتاجر في أعراض أهله والناس، ولا يرحم حتى المتوفين.
يتحرّى الكذب والتضليل، وكل ما يقوم بـ(شَتله) هراء وكذب بواح.
بعضهم استمرأ (الشتل) حتى وُسِم في المجتمع بالكاذب في كل المجالس.
للأسف، هنالك (شتالة) عقدوا صفقة واتفاقًا مع غرف الفلول في بورتسودان من أجل (الشتل) مقابل (العلاج)، لكنهم فشلوا.
لأن (الشتل) – باختصار – كما يقولون: “ما جاب حقو”.
وكل محاولات (الشتالة) لإقناع المجتمع بأن ما تم (شَتله) حقيقة، سرعان ما تلاشت بعد بيان الحقائق.
فتم تجاهلهم من قبل غرف الفلول، ولم يجدوا ما يسدّون به رمق بطونهم من الجوع، فبحثوا عن مناطق أخرى غير بورتسودان ليعيشوا فيها ويبدأوا (الشتل) من جديد، مقابل المعيشة وتوفير رسوم العلاج.
فليعلم (الشتالة) أن المجتمع الآن أوعى من ذلك الزمن الذي كان فيه (الشتل) ينطلي عليه.
نسأل الله أن يشفي (الشتالة) ويفتح بصيرتهم التي عميت،
ويُبعد الشعب السوداني عن شرّهم وسوء أعمالهم بإيقاظ الفتنة النائمة.
سنلتقي بإذن الله تعالى..