
شهدت معارك الأيام الأولى في الخرطوم
( القضية دي حقتنا جميعاً وحالفين نموت من أجلها والاعداء ولوا هاربين) .. أبرز مقولاته
سطر بدمائهِ أروع معاني التضحية والفداء في سوح القتال .. وميجك لاند شاهدة على شجاعته
كتب : إبراهيم الهادي
وراء كل شهيدٌ حكايةٌ من البطولاتِ المجهولة والدماءِ المكتوبة في سجلاتِ الخلود ، فقد يذهب الشهيد جسداً للتراب ، بينما تذهب روحه لعالم أفضل وحياة باقية غير فانية ، من هنا يتوجب علينا جميعا قيادة وقاعدة ، حكومة وشعباً ، أن يكون أقل ثمن نقدمه لشهداءئنا من “العسكريين والمدنيين” هو المحافظة على ما ضحوا من أجله في سبيل قضية المهمشين بالسودان ، فحكومة السلام والوحدة “تأسيس” تدرك تماماً حجم تضحياتهم وعنفوان بطولاتهم والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم “تأسيس” إزاء الشهداء وأسرهم و مصابي العمليات لتوفيق أوضاعهم ويكونون كمناراتٍ للنضال التي يحتذى بهم للأجيال القادمة .
فمنّ منّا لا يعرف عزيزي القارئ حجم و مدى هذه التضحياتِ الجسام والأدوار العظام التي قاموا بها على مر الزمان لتحقيقِ تطلعاتِ وطموحاتِ شعب الهامش العريض ، وبكل تأكيد سيظلُ الشهداء بعظمتهم مصدر فخرٍ وإعزازٍ لدى كل سوداني غيور على ترابِ وطنه
شهيد لقاوة البطل تيراب ..
اليّوم يُسرنا أن نتحدث عن شهيد حمل هم الوطن في عاتقهُ وخاض المعارك في مختلفِ الجبهات منذ اندلاع #حرب١٥أبريل إلى نال نصر الشهادة التي سعى لها سعياً حثيثاً ،
الشهيد القائد المغوار تيراب فضل الله تيراب من مواليد عام 1985م بولاية غرب كردفان ، محلية لقاوة منطقة أم شرا ، نشأ وترعرع بها مناضلاً منذ صغره ، إلتحق بقوات الدعم السريع ضمن قوات الإسناد وهو قائد المجموعة الإسناد الأولى ، ترك إثراً عظيما ، فكان في حياته خير القادة وخير القدوة ، فحمل على أكفه هم الوطن وبنى لأبطاله في المجموعة أرثاً يسيرون عليه من بعده حتى لا يضلون الطريق .
سلسلة معارك في سجل التضحية ..
خاض الشهيد “تيراب” معارك يصعب على القلم وصفها كما أدى بطولات منقطعة النظير في حرب 15 أبريل ، من ضمن معارك على سبيل المثال لا الحصر ” شرق النيل ، القيادة العامة ، بحري ، أم درمان الشهداء ، الإذاعة القومية ، ود نوباوي” وظلت قواته منتشرة على أجزاء واسعة بمنطقة العليفون والكدرو وحطاب إلى جاءت توجيهات القيادة العليا بالإنسحاب التكتيكي من الخرطوم .
أرتقى الشهيد تيراب بتاريخ 24 ديسمبر 2023م شهيدا مقبل غير مدبر وذلك خلال قيادته لقواته في ملحمة أمدرمان الشهداء(مجيك لاند) ، ومضى بذلك شهيد في سبيل الدفاع والذود عن العرض والأرض ؛ فما قدمه الشهيد “تيراب” جدير بأن يرقى إلى سِلِم المجد والخلود وعلينا جميعا أن نهدي أندى التحايا والتقدير للشهيد ولأسرته ولكل بطل قدم دمه و روحه فداء للسودان ، وستبقى كلمات الشهداء حاضرة في أذهاننا على مر الازمان من بعد مواقف لهم تركت أثرا طيبا فمن كلمات الشهيد تيراب ” القضية دي حقتنا جميعاً وحالفين نموت من أجلها ، والاعداء ولوا هاربين” .
الشهداء يمثلون رمزاً للصمود والعِزة وقد أصطفاهم الله ليكونوا من الأحياء الذين يرزقون في دار الخلود ، لقوله تعالى : ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَفَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) “آل عمران: 169-170” صدق الله العظيم.
فأيّ نعيم بعد هذا النعيم ، أحياء وليسوا أمواتاً، يرزقون ورزقهم من الله، ومن ثمّ فهم فرحون بما أعطاهم الله ، ويستبشرون بإخوانهم القادمين عليهم وذلك لحبهم أن ينزلوا هذه المنزلة التي أنزلهم الله ، فلا حزن بل إستبشار وفضل ونعيم ، كيف وهي جنة الخلد ، التي هي دار الله ، وهم ضيوفه، ليجدوا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
*خلاصة :
أخي الكريم القارئ يمكن القول بأن الشهداء دوما أيقونة وعنوان لكل نصر يتحقق في ميادين القتال ، يرحل بعضهم جسدا ويبقى فكراً ، فما فعله الشهداء أمرا ليس هيناً أو سهلاً ، لقد فقدو حياتهم وأرواحهم ليهبوا الوطن الأمن والأمان والبقاء ، وستتواصل بأذن الله تضحيات الاشاوس ورفاقهم في الجيش الشعبي شمال في ميادين القتال لتخليص الشعب السوداني من ايتام دويلة 56 الإرهابية وحركتها اللاسلامية الشيطانية وبقايا مليشياتها .
الرحمة والمغفرة والمجد والخلود للشهداء
عاجل الشفاء للجرحى والمصابين وعودة حميدة للمفقودين وفك أسر المأسورين.