الرئيسيهجد الحسنين حمدونمقالات

الى متى هذا الموقف الباهت من القيادة؟

جدالحسنين حمدون

يتمادى جيش ما يسمون أنفسهم بدولة النهر والبحر، ذات الحواضن المتنعمة بخيرات الدولة، والمحمية بالمنظومة العسكرية للدولة، قصف نسائنا، وأطفالنا، وكهولنا، وشيوخنا وأنعامنا، في بواديهم وأماكن حلهم وترحالهم، وأسواقهم الخالية من المظاهر العسكرية، وموارد المياه… يقصفوهم بالأسلحة المحرمة دوليًا، ويعلنون على الملاء، وعلى مستوى قيادات الدولة بإبادتنا، بعد وصفنا بأقذح العبارات وأقبح الأوصاف التي يعف عن ذكرها اللسان، ويعلنونها بالفم المليان ان هذه المجتمعات يجب ان تباد على بكره أبيها، وبالفعل بدأت حملاتهم الإنتقامية بقصف كل ماهو يدب على أرض دارفور وكردفان مستخدمين إمكانيات الدولة التي تمدها هذه الحواضن التى أعلنت إبادتها بالموارد منذ بذوق شمس دولتهم الظالمة القائمة على أكتاف الهامش الجاثمة حكوماتها المتعاقبة على صدورهم.
في الجانب الأخر يتعامل القائد محمد حمدان دقلو مع هذه الحرب التى يتكالب مشعليها على إبادة مجتمعاتنا بالمثالية، والعاطفة والسعي وراء إنتاج حلول لا يسعي لها الطرف الأخر، وهو ما يتعارض مع طبيعة الصراعات المسلحة التي تتسم بالعنف والفوضى والتعقيد. هذا يا سيادة القائد، يولد خيبة أمل وفشل، وإحباط للأفراد والمجتمعات التي فقدت فلذات أكبادِها في هذه الحرب التي خاضوا غمارها من أجل البقاء. وأصبحت هذه الحواضن المستهدفة في حيرة من أمرها تجدهم ما بين سائل وآخر مسؤول تجاه موقف القيادة الباهت بعدم التعامل بالمثل مع تلك المجتمعات التي تريد فناؤنا ومسح أثرنا من الوجود، وأبناؤنا قادرون على اجتياح حواضنهم منذ الشهر الاول من بدء الحرب. والآن القيادة قادرة على ضرب شندي، وعطبرة، ودنقلا، والمتمة، وبورتسودان، لكن تمنعها المثالية والتودد الى العدو.
إنتباهة:
أسئلة مشروعة يا سيادة القائد…
ماذا نفسر هذا البرود تجاه عدم التعامل بالمثل وقد أحل الله عز وجل لنا ان نعتدي عليهم بمثلما ما أعتدوا علينا؟ ولماذا لا نعاملهم بمدأ العين بالعين والسن بالسن والنفس بالنفس وقد أحل الله لنا ذلك؟ هل هذه عقدة دونية متأصلة فينا؟ بعدم المساس بمجتمعاتهم بإعتبار انها النخبة المفضلة يزروعون الموت فينا ونزرع فيهم الحياة.. يمدوا في صدورنا السلاح ونمد لهم الورود.
إنتباهة أخيرة:
سيادة القائد…
على مر التاريخ الحديث، لم يحدث توافق وقبول على شخص من مجتمعات كانت تتناحر فيما بينها، بسبب سياسات ممنهجة، كما حدث لشخصك الكريم ، فلا تخيب ظنهم فيك، فدك معاقل من يريد إبادة مجتمعاتك وانت قادر على ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى