الرئيسيهسوما المغربيمقالات

سوما المغربي تكتب: حقوق الإنسان تحت النار

سوما المغربي

لماذا يواصل البرهان قصف المدنيين في دارفور وكردفان؟، رغم كل المواثيق الدولية، والنداءات الإنسانية، والتقارير الحقوقية، لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان تُرتكب بدم بارد في السودان، وتحديداً في بوادي دارفور وكردفان، حيث يتعرض المدنيون للقصف المتواصل بالطيران من قبل قوات البرهان، دون تمييز بين الأهداف العسكرية والسكان الأبرياء.
إن استهداف المدنيين بالطيران الحربي يعد جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويتنافى كليًا مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في الحياة، والسلامة الجسدية، والحماية أثناء النزاعات. لكن حكومة البرهان، بدلاً من التزامها بتلك القيم، تمضي في سياسة الأرض المحروقة، بهدف كسر إرادة المجتمعات المقاومة التي أرادت سودان حرية وعدالة.
ما يحدث في تلك المناطق ليس مجرد أخطاء معزولة أو “أضرار جانبية”، بل فعل ممنهج لترويع وقتل السكان المدنيين.، واللافت أن هذه الهجمات تأتي غالبًا بعد تقدم ميداني لقوات الدعم السريع ، في محاولة واضحة لإحداث ضغط إنساني وميداني مضاد.
إن الصمت الدولي لا يقل خطورة عن الفعل نفسه، ويمنح المجرمين غطاءً للاستمرار، فإن حماية المدنيين واجب لا يسقط تحت أي ذريعة، والحرب لا تبرر القتل العشوائي ولا استهداف القرى والبوادي. وما لم يتم التحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات، فإن الثقة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان ستُصاب في الصميم، وسيدفع الأبرياء الثمن مجددًا.
ما يحدث اليوم هو اختبار حقيقي للضمير العالمي. فهل من مجيب؟! فمنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تعرضت مناطق واسعة في دارفور وكردفان لهجمات جوية، قصف مدفعي، وتدمير ممنهج للمنازل، والمراكز المدنية، والملاجئ التي تضم نازحين، مما كبد المدنيين خسائر كبيرة وأدى إلى موت أو نزوح جماعي كبير.
الهجمات بالطيران والطيران المسّير لم تستهدف مواقع المعارك فقط، بل طاولت المدنيين الأبرياء، المرافق الصحية، الأسواق، والمنازل. وبالرغم من أن أطراف النزاع تدّعي أن بعض المواقع كانت تحت سيطرة المقاتلين، إلا أن التداخل بين المدني والعسكري في كثير من الأحيان فاقم معاناة المدنيين رغم أن التمييز بين الأهداف ممكن في الواقع الميداني ومعلومة هي المناطق السكنية في القرى والبلدات .
باختصار، ما نراه في دارفور وكردفان منذ بداية الحرب هو تراجع خطير لحقوق الإنسان الأساسية، حيث يُستخدم القصف الجوي والتدمير كأداة حرب يُعاني منه المدنيون، ويتحول إلى سلاح للترهيب والتطهير القسري. والمجتمع الدولي مدعو اليوم إلى مراقبة تلك الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، وحماية المتضررين بفعالية، لا بالكلام فقط.
سوما المغربي
اكتوبر٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى