الرئيسيهمقالاتمكي حمد الله

مكي حمد الله يكتب: الهيكلة بالبندقية!

لله والوطن

الجيش الأفغاني — والجيش السوداني الأول — تم القضاء عليه تمامًا ومُحيتُ أسماءهما من قوائم جيوش العالم؛ أما الثاني فلا يزال في انتظار مصيرٍ معتمٍ مشابه لنظيره المنقرض. كيف لهذا الجيش الفاسد أن ينتصر في معركة وقادته مطأطأو الرؤوس رُهبَةً من مدنيين لا علاقة لهم بالجيش؟ أمثال سناء حمد لا تفرّق بين صفٍّ وتباهٍ، ويمكنها أن تواجه كل ضباط الجيش بجرأة في وضح النهار — فقد كثُر أمثالها.

علي كرتي القائد العام الفعلي للقوات المسلحة، أما البرهان فما هو إلا دمية لا تملك قرارها، ملزوم بطاعة الأوامر فقط.
حركة طالبان قضت على الجيش الأفغاني تمامًا ومحت اسمه من الوجود؛ لأن جيشًا فاسدًا وقادته خونة عملاؤهم جعلوا بلادهم رهينة للغرب. كان الجيش الأفغاني اسمًا فقط؛ في الحقيقة كان جيشًا أمريكيًا بأصولٍ أفغانية. من عوامل زوال الجيش الأفغاني السرعة والبعد الإثني في التشكيل القيادي؛ فغالب قادته كانوا من حركة تحالف الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود، وكان أبناء قبيلته يشغلون مناصب قيادية في الجيش، حتى بدا كأنه شجرةٌ تتكرر فيها نفس الملامح.
دعونا نركّز على واقعنا: جيشنا لم يتبق منه إلا أمثال طارق كيجاب والفرّار من ميادين القتال، ليبحثوا عن ملاذ آمن لدى دول الجوار من بطش قوات الدعم السريع التي أنهكتهم ووهنت كرامتهم، حتى صارت أول قوة في التاريخ تنزح بسلاحها وعتادها خارج حدود الوطن.

لم يتبقَ الكثير حتى يلحق الجيش السوداني الفاسد بنظيره الأفغاني الفاسد؛ فكل ما بُني على باطل فانٍ. اختفى اسم الجيش من ساحات المعارك، وحلّت مكانه المليشيات والكتائب الإرهابية وحركات الارتزاق.

اختمّ مقالي بالتضرع: اختفت مقولة «جيش حافظٌ للأمن يا جنّ»، وحلّت مكانها معانٍ أخرى. نستنكر المشاهد التي تُهين إنسانيتنا وتسيء إلى ديننا وقيمنا، من تمثيل بالجثث وإزدراء الشعائر. هؤلاء الذين يفعلون ذلك لا يمثلون ديننا الإسلامي الحنيف، وقلوبنا تنأى عن ما يرتكبون من فظائع.

يا رب، لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى