الرئيسيهتقارير

من الضعين إلى بواط الخيل وما جاورها… رحلة حتى أم مطارق (2)

يقين: طقس مختلف تصنعه طبيعة المنطقة وسهول تقطع الطريق!

الشرايا ودونكي محمد خراشي: معالم في طريق الرحلة

انطلقت الرحلة من مدينة الضعين صوب بحر العرب. كان مطار المدينة نقطة الانطلاق الأولى، وسجّلنا على الطريق عدداً من المعالم والمواقف بصحبة محمد البشيري ومكي حمد الله ، موسى مساجد … كانت رحلة ممتعة رغم المشقّة. في الحلقة الماضية سردنا معالم في عاصمة المحلية بحر العرب — مدينة أم مطارق.

بواط الخيل… تاريخ وحكاية

أولى مناطق الحدود في اتجاه أم مطارق كانت بواط الخيل، وهي منطقة معروفة بتربية الخيول وتَرعيتها منذ القدم.
يُروى أن أحد فرسان الرزيقات، رجل رعوي معروف بحبّ الفروسية، استقرّ في منزلة تُعرف بـ«الكُدوية» وكان متمكّنًا في تربية الخيل ورعايتها. ومع مرور الزمن تكاثرت الخيول فأطلق الناس عليها اسم بواط الخيل، و«البوط» تشير إلى الأرض المنبسطة السهلة.
وقد أُنشِئت فيها مؤخرًا مدارس لخدمة أبناء المنطقة ومعلمون لتعليمهم.

منطقة تبلدية… محطة في الذاكرة

بعد بواط الخيل وصلنا إلى منطقة تبلدية التي تضمُّ مدرسة كبيرة شيّدها السيد حسبو محمد عبد الرحمن (نائب رئيس الجمهورية السابق).
كما مررنا بمنطقة بوط الشطية المعروفة بمساحتها الشاسعة. تُروى أيضاً حكاية الرحّل في تلك الجهة، إذ أصيبت بعض قطعان البقر بـ«الطاعون» فصُنِّفت المنطقة كـ(الكرتين)، فتم عزل القطعان مؤقتًا حتى يُستكمل التطعيم وتتعافى الماشية.

من القين: سلام من وادي جبين

ثم وصلنا إلى مدخل القين، الواقعة على رقبة وادي جبين — والرقبة هنا سهل منبسط تكثر فيه المياه ويختلف طقسه عن غيره. تضم المنطقة خلوة ومجمعًا كبيرًا لتعليم القرآن.

جسرٌ بسيط… تواصلٌ كبير

في رقبة يقين يوجد كِبْرِي الشهيد فولجنق الذي شُيّد حديثًا بواسطة اللواء عبد الرحمن جمعة، ويُعدُّ معلمًا مهمًا في المنطقة.
وعند إحدى نقاط الطريق رأينا امرأةً تحصد ثمارها وكميات من البطيخ على قارعة الطريق، فجلسنا للاستراحة ثم واصلنا المسير نحو منطقة الشرايا.

الشرايا ودونكي محمد خراشي

في الشرايا تقع بئر تُعرف بـ(دونكي) محمد خراشي، وهي مُنّسبة إلى الأسرة المعروفة آل خراشي.
واجهتنا صعوبات بسبب الوحل إثر الأمطار، لكن روح التكافل تجلّت عندما وصل أحمد قدري بعربة (بفلو) فأخرج المركبة وأنقذنا حتى وصلنا إلى بر الأمان.

المنطقة الزراعية ومنتجاتها

تشتهر أم مطارق بمنتجاتها البلدية مثل الفول السوداني والأمبجي (البطاطس المُجففة) وغيرها من المأكولات المحلية.
كما يوجد بالمنطقة محكمة أمبجي التي أسسها سالم أبو كلام، وتُعد من المحاكم الريفية العريقة. تُدار المحكمة حاليًا بواسطة العمدة إبراهيم صالح أبو كلام، وهو من العمد العشرة الذين يُعتبرون ركائز دار الرزيقات في شرق دارفور. وتوجد كذلك رئاسة للشرطة الفيدرالية التي تشرف على أمن المنطقة.

مع العمدة نينات

اختُتمت الرحلة بلقاء العمدة صالح نينات وعدد من قيادات الإدارة الأهلية، حيث تبادلنا الحديث حول تاريخ المنطقة ودورها الاجتماعي. أكّد العمد على قيم التكافل والتعاون بين مكونات دار الرزيقات في شرق دارفور، وبيّن أن هذه الحرب وضعت حدًّا للصراعات القبلية التي توقفت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى