
وجدنا بابنوسة حفراً… ولو عملنا على ردمها شهرًا كاملاً لن يكفي
أكثر من 54 جريحًا من الجيش عالجناهم في طبية الدعم السريع والآن موجودون معنا
(…..) هذا هو مصير درموت… ومن قبل ناشدنا قبل الانزلاق إلى هذه المرحلة
ما أوردته قناة الجزيرة عن نازحي بابنوسة كذب… ونحن الآن نسمح بنقل الحقيقة
الفرقة (22) بابنوسة كانت بمثابة مسمار في رأس الولاية… لذلك نحن فرحون بتحريرها
الجيش حوّل مدينة بابنوسة إلى حقل ألغام باتت غير صالحة لاستقبال المواطنين
حوار: الأشاوس
قال والي ولاية غرب كردفان المكلّف يوسف عليان إن جيش الفلول حوّل مدينة بابنوسة إلى حقل من الألغام، وإن المدينة باتت غير صالحة لاستقبال المواطنين.
وأفصح عليان في حوار مع صحيفة الأشاوس ينشر بالداخل عن وصول الفرق الهندسية والشروع في عمليات إزالة الألغام، لافتًا إلى أن المدينة تحوّلت إلى خراب وتحتاج إلى فترة لإعادة تطبيع الحياة فيها، داعيًا المنظمات الدولية للوقوف على حجم الانتهاكات.
وقطع عليان بأن المدينة باتت خالية من السكان تمامًا منذ فبراير من العام الماضي بعد اشتداد المعارك، وانتقد بشدة قناة الجزيرة على بثها تقريرًا عن نزوح مواطني مدينة بابنوسة مئات الكيلومترات في أعقاب تحرير الفرقة ٢٢. فيما يلي نص الحوار:
# دعنا نقف معك السيد الوالي عند نبأ إعلان تحرير الفرقة (22) بابنوسة؟
في البدء نترحم على أرواح شهداء قوات الدعم السريع ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين، ونبارك النصر العظيم لشهدائنا الكرام ولقيادتنا الرشيدة وحكومة تأسيس، وعلى رأسها الفريق أول محمد حمدان دقلو ونائبه عبد العزيز الحلو.
ونبارك النصر المؤزر لحاكم إقليم جنوب كردفان/جبال النوبة الأخ جقود مكوار، والتحية عبركم لمجتمع غرب كردفان حكومةً وشعبًا، وعلى رأسها الإدارة الأهلية والإدارة المدنية والقوات العسكرية.
كنا نظن أن الفرقة (22) مسمار في رأس ولاية غرب كردفان، لذلك نحن فرحون بالرغم من أننا فقدنا شهداء ورجالًا بقامة وطن وجرحى… إلخ.
لكننا سعيدون بتحرير الفرقة (22). ظللنا نعاني من الاستعمار منذ العام 1956 من الأقاليم الأخرى والولايات الأخرى، ولكن لأول مرة في ولاية غرب كردفان نصبح متحررين تمامًا من العنصرية والجهوية التي كانت مفروضة علينا.
# من بعد التحرير… كيف وجدتم رئاسة الفرقة ومدينة بابنوسة؟
نحن من قبل التحرير كنا متواجدين في بابنوسة نقوم بتقديم المياه وتشغيل المحطات بالتناكر… إلخ.
وكذلك أشرفنا على العمل الطبي في المنطقة. ولكن بعد التحرير دخلنا رئاسة الفرقة (22)، وما وجدناه يكاد يكون غير موجود في الفرق التي تم تحريرها: لا يوجد (حائط أو حديدة) سليمة دون آثار طلق أو رايش.
ثانيًا: مدينة بابنوسة ملغّمة بالألغام البشرية وألغام العربات الثقيلة، ووجدنا بها حفرًا لو عملنا على ردمها شهرًا كاملًا لما كفى، بمساحة حوالي (100–200 متر).
وكل قضيب السكة الحديد قام هؤلاء بنقله وبنائه منازل، بالإضافة إلى منازل القطار والكونتينرات. كل هذا يدل على تخريب ممنهج.
إضافة إلى الطيران الذي تم بموجبه تدمير أكثر من ألف منزل داخل المدينة.
# يُلاحظ أن هناك ردّة فعل… بالأمس تم قصف إحدى المناطق في الولاية؟
نعم، نحن في ولاية غرب كردفان منذ بداية الحرب، الطيران الحربي من الانتنوف والميغ واليوشن ظل يقصف مواطني غرب كردفان، والموت كان بالجملة.
الطيران قصف مدينة النهود واستشهد فيها (20) من المواطنين نساءً ورجالًا وأطفالًا، وكذلك استهدف أبو زيد واستشهد فيها أكثر من (35) في مراحل متعددة…
بالأمس استهدف إدارية (ناما) بمسيّرة بيرقدار واستشهد فيها (8) من المواطنين من بينهم النساء والرجال.
الاستهداف ليس لقوات الدعم السريع فحسب وإنما للمواطن، وكان ممنهجًا وليس بسبب وجود القوات.
# كيف هي الأوضاع الآن؟ هل هي مطمئنة لعودة المواطنين قريبًا؟
في رأيي بابنوسة الآن من الناحية الصحية والأمنية غير مناسبة للمواطنين، لأن بها ألغامًا بشرية كما ذكرت، وتحتاج لعمل جبّار.
نحن عبر صحيفة الأشاوس نناشد كافة المنظمات العالمية والوطنية العاملة في حقوق الإنسان بالوقوف معنا، وبالأخص المساعدات الإنسانية.
وطالبنا الهلال الأحمر بالوقوف بجانبنا وكذلك برنامج الغذاء العالمي من أجل تهيئة المدينة، وبعد ذلك نعلن رجوع السكان.
# ماذا بشأن بعض القرى حول مدينة بابنوسة؟
مدينة بابنوسة شهدت نزوحًا كاملًا للسكان منذ فبراير العام الماضي، أي عامان خارج المدينة.
وأغلبية النازحين ذهبوا إلى المجلد والدبب ولقاوة واللاضية والضليمة وداخل منطقة الكلاعيت وحول بابنوسة.
وبخصوص ما بثته قناة الجزيرة عن نازحي بابنوسة، فهو غير منطقي بأنهم وصلوا الأبيض وهي مدينة بعيدة جدًا، بينما الفولة قريبة وآمنة وكذلك النهود والمجلد.
أفتكر أن كل هذا كذب وافتراء وغير صحيح، فمواطنو بابنوسة موجودون في المناطق المذكورة حول المدينة، متأهبون للرجوع قريبًا إن شاء الله.
# ما هي رسالتكم لقناة الجزيرة؟
عبر صحيفة الأشاوس أرسل رسالة واضحة: أنتم إعلام من المفترض أن يكون حرًا ومحايدًا. انقلوا الأحداث كما هي.
نحن الآن نسمح لقناة الجزيرة أن تنقل الحقيقة، وما تم تصويره في مدرسة بالأبيض غير حقيقي.
نطالب قناة الجزيرة بالاعتذار لولاية غرب كردفان وشعب بابنوسة، والتحرّي في الصدق والأمانة مع مراسلهم.
# كإدارة مدنية… ما هي الأولويات الآن في ترتيب الصفوف؟
نحن كإدارة مدنية وضعنا خطة وبدأ التنفيذ.
قمنا بتشكيل لجان على مستوى محليات الولاية الـ(14) على رأسها المدير التنفيذي.
ونسير قافلة باسم محلية غرب كردفان لمحلية بابنوسة.
كذلك عملنا مؤتمرًا للإدارة الأهلية قبل شهر من التحرير، وهم الآن موجودون معنا داخل بابنوسة.
الأولوية للخدمات:
قمتُ شخصيًا بتشغيل محطتي مياه داخل بابنوسة، وفي حساباتي تشغيل 8 محطات قريبًا.
كما نشكر والي شرق دارفور الذي تبرع بصيانة محطتين داخل بابنوسة، وهذه إضافة كبيرة.
بالإضافة إلى إعادة تأهيل مستشفى بابنوسة عبر وزارة الصحة.
استنفرنا متطوعي الهلال الأحمر لتنظيف المدينة وتأهيلها.
ووصلت فرق المهندسين لإزالة الألغام، بالتعاون مع الوكالة السودانية للإغاثة والمساعدات الإنسانية.
# ماذا عن جرحى العمليات يوم التحرير؟
بالنسبة لجرحى العمليات، أنا بنفسي أشرفت على كل الجرحى.
جرحى قوات الدعم السريع تمت معالجتهم داخل الولاية، والقليل خارجها في الضعين وآخرين خارج السودان.
أما جرحى الجيش الأسرى فقمنا بمعالجتهم — أكثر من 54 جريحًا — في طبية الدعم السريع، وهم الآن موجودون معنا.
# ما هو مصير “الدينمو” درموت؟
سابقًا قمتُ بمناشدة كرئيس إدارة مدنية، وكذلك صالح الفوتي ومعنا الإدارة الأهلية.
كنا نرفض الانزلاق الذي وصل إليه أخونا درموت، وكنا ندرك تمامًا أن هذا اليوم سيحدث.
لدينا تجربة الفاشر: قائد الفرقة هرب وتركها، وكذلك قادة نيالا والجنينة والضعين.
أتوقّع أن يهرب قائد الفرقة، لكن معاوية هلك في بابنوسة وهذا مؤكد.
أما درموت فهو جريح، ومصيره غير معروف: هل هو ميت أم هرب؟
# رسائلكم؟
أوصي مجتمع ولاية غرب كردفان بالصبر والوحدة لكي تعود بابنوسة لسيرتها الأولى، فهي أكثر المدن تضررًا بالولاية.
وناشد ولايتي شرق دارفور وغرب دارفور بالوقوف مع مجتمع بابنوسة باعتبارها رئاسة الفرقة.
# انقل لنا مشهد فرحة الناس بعد التحرير؟
فرحة مجتمع غرب كردفان والشعب السوداني عامة كانت كبيرة.
هناك احتفالات في الميرم والفولة والمجلد ولقاوة.
ودليل ذلك توافد الناس داخل بابنوسة من كل محليات الولاية، إضافة لوفود من شرق دارفور.
يوميًا نستقبل وفودًا تأتي للمباركة.
# رسالة للجيش؟
باسم لجنة أمن ولاية غرب كردفان، وخاصة أبناء غرب كردفان وأبناء الهامش: القضية أصبحت واضحة.
خمسة من قادة الفرق هربوا.
مناشدتي للقوات المسلحة الموجودة في هجليج: أنتم أبناؤنا… تحركوا وقوموا بالتسليم لتصبحوا أحرارًا.
# دعوة لحكومة التأسيس؟
نهدي هذا النصر العظيم لحكومة التأسيس وحكام الأقاليم والمجتمعات ومجلس الوزراء وأعضاء السيادة.
التحية لأخينا حامد حمدين، عضو مجلس السيادة، ونطلب منهم الكثير خاصة في الخدمات.
وأطالب بقدوم وفد من حكومة التأسيس المركزية لولاية غرب كردفان للوقوف على الأوضاع.
# نلاحظ أن الوضع لا يشبه الفاشر… هناك تعقيدات تتعلق بالألغام؟
بالطبع، لكن هنا الأمان متوفر.
التعقيدات في الألغام فقط، وقادرون على إزالتها بإذن الله.



